حينما دقت القلوب فى العاصمة الإيطالية الاقتصادية ميلانو والكاتالونية برشلونة بالانتقال الأسطورى للكاميرونى إيتو والسويدى زلاتان وفى احتفال ضخم حضره أكثر من 50 ألف شخص لم أستغرب كثيرا عندما تردد خبر عن عودة النجم المصرى أحمد حسام ميدو لنادى الزمالك، مثله مثل باقى اللاعبين المحترفين المصريين. الفارق الشاسع بين ثلاثة لاعبين كانوا مثار حديث الصحف العالمية والعربية والمصرية مؤخرا، الأول هو السويدى زلاتان إبراهيموفيتش المنتقل بأكثر من 80 مليون يورو والذى بدأ حياتة الكروية مع مالوم السويدى وهو فى سن الـ18 وسجل 16 هدفا فى 40 مباراة، ثم أياكس الهولندى وبجانب المصرى ميدو وسجل 46 هدفا فى 106 مباريات، ثم اليوفنتوس وهو محطة قوية جدا وسجل 26 هدفا فى 91 مباراة، ثم الإنتر الإيطالى واكتسب معه خبرة كبيرة وسجل 66 هدفا فى 117 مباراة، وأخيرا مع البلوجرانا أبطال أوروبا وبرقم قياسى. والثانى هو الكاميرونى إيتو من مواليد نيكون الذى نشأ فى قطاع الناشئين لريال مدريد، ثم فى عام 99 بدأت حياته الاحترافية فى إسبانيول ثم ريال مايوركا وسجل 69 هدفا فى 163 مباراة، ثم برشلونة وسجل 126 هدفا فى 189 مباراة، ومن الملاحظ التدرج فى الأندية وفى المستوى بين إيتو وإبراهيموفيتش وبين ميدو الرحالة المصرى فى كل الأندية الأوروبية.. جنك، أياكس، سيلتا فيجو، مارسيليا، روما، توتنهام، روما، ميدلسبرة. وأخيرا ويجان، وشارك فى عدد مباريات ضعيف جدا فى عشر سنوات احترافية وأهداف تعد على أصابع اليد، وبطولات لا تذكر ومشاركات منتخب بلاده معدومة ولا يجد ناديا يلعب فيه بعد أن فقد ثقة كل مدربى أوروبا نظرا للمفهوم الخاطئ الذى يسيطر على تفكير وعقلية اللاعب المصرى دون سواه، وهذا واضح وبشدة بعد فشل تجارب لاعبين يحملون لقب أبطال أفريقيا ومع كل هذا يتحدث عن التضحية للزمالك بملايين الجنيهات ومن أجل العودة للمنتخب، والسؤال هنا موجه لميدو: هل انتقال إيتو وزلاتان سيمنع لعبهم مع منتخبات بلادهم أم الاستمرار والاستقرار فى النظم الاحترافية هما الأساس فى إقناع أى جهاز فنى فى العالم على قدرة عطاء اللاعب وفى أى وقت؟ وهنا سأروى قصة توضح مدى الخسارة الكبيرة التى اقترفها ميدو مع نفسه من نجم كبير كان اسمه أعلى بكثير من نجوم حالية وبأسعار ضخمة، كنت فى أحد اللقاءات الخاصة مع روبرتو مانشينى المدير الفنى السابق للإنتر الإيطالى وبسؤالى له ماذا تعلم عن الكرة المصرية قال بالحرف الواحد: لا أعلم شيئا سوى لاعب موهوب وخطير اسمه ميدو هذا هو الانطباع الجيد وللوهلة الأولى لاسم ميدو فى بدايته الاحترافية. الموضوع يا سادة هو قضية عامة للاحتراف المنقوص فى العقول وفى النشأة والتوعية والأسئلة كثيرة، فليس من المعقول أن نرى كما هائلا من اللاعبين الأفارقة فى كل مكان فى العالم وبزيادة سنوية مهولة، ونحن هنا نتساءل أين حسام غالى، أين محمد شوقى، أين حسنى عبدربه، أين أحمد فتحى، أين عمر زكى، والقادم أصعب خاصة أن العائدين للخلف أكثر بكثير ممن هم يرغبون فى الاحتراف الخارجى، والله حرام أن نرى لاعبا بحجم وإمكانيات ميدو الكروية عائدا لمصر وللدورى المصرى، وأعتقد أنها النهاية المظلمة للولد الشقى كما كان يطلق عليه الإنجليز.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة