لم يكن السفاح شارون يحلم بما تقدمه حماس من خدمات جليلة لأهدافه.. حتى أنها تنجز لخلفه نتنياهو الكثير.. فها هو السلاح الفلسطينى الذى ناضل أبوعمار من أجل أن يصل لليد الفلسطينية فى الداخل.. يصوب إلى صدور الأشقاء.
فى الحقيقة ليست حماس وحدها بل شاركتها فتح وضع آليات الفساد لأى سلطة تحكم تحت الاحتلال.. وسقطت حماس فى أوهام السلطة واعتقدت أن الملك آل إليها، تحكم وتسيطر وبنفس آليات الفساد الفتحاوى سارت حماس على الدرب.. حتى أن أغلب المساعدات التى تصل إلى غزة لا تصل إلا لمريدى حماس والباقى يباع للمواطنين.. وهو نفس ما كانت تفعله فتح.
حماس الآن تناور باللغة الفارسية، وتتلقى النصح من آيات الله فى كل كبيرة وصغيرة.. ولو كنت مكان الوسطاء المصريين، لما التفت إلى كثير مما تسربه حماس عن عدم حضورها إلى الجولة النهائية من مفاوضات لم الشمل الفلسطينى.. ليت الوسطاء يعلنون على العالم إلغاء الجولة الختامية من الحوار.. فلقد أضاعوا الكثير من الوقت فى محاولات صلح، لن تنجح.. وليطردوا ممثلى الحركتين.. وربما أغلقوا معبر رفح إلى الأبد.. فلو كانت حماس حريصة على حياة آلاف العجائز والمرضى من أبناء الشعب الفلسطينى الذى يعيش فى الضفة الغربية وغزة تحت سطوة لا تختلف كثيرا عن سلطة الاحتلال.. فعناصر حماس تروع الآمنين فى غزة.. وتطلق الرصاص على سيقان خصومها.. وتقترب فى حكمها من طالبان أفغانستان.
لو كنت مكان المفاوض المصرى لما أضعت الوقت.. مع العطشى للسلطة، والمستعدين للتضحية بنصف الشعب الفلسطينى مقابل الاستمرار فى سلطة مريضة تضر بمصالح العرب.. ولا تخدم إلا الفرس واليهود.
الحصار الذى تفرضه حماس على أعضاء حركة فتح فى غزة حتى لا يذهبوا إلى بيت لحم لحضور اجتماع فتح.. لا يختلف كثيرا عما تفعله إسرائيل. وطبعا الرد الفتحاوى سيكون بحصار آخر.
القضية الفلسطينية تقترب من نهايتها، وللأسف النهاية لن تكون مثل نهايات الأفلام العربية السعيدة.. النهاية ستكون مأساوية.. وعلى مصر أن تبادر بإلغاء الجولة الأخيرة من الحوار الفلسطينى، فلا فائدة من حوار الطرشان مع حماس التى انحرفت عن مسارها النضالى ففقدت شعبيتها.. وباتت ولاءاتها خارج الحدود.
الغريب أن حماس الآن ترفض الانتخابات التى أتت بها إلى السلطة.. وبعد أن امتطت صهوة الديمقراطية إلى الحكم قتلت جوادها.
مصر تضيع وقتها مع مدمنى السلطة.. وعليها أن تغلق معبر رفح وأنفاقها.. فقط أمام قادة حماس.. حتى يشعروا بمعاناة الشعب الفلسطينى الذى بات كارها لحماس وقبلها فتح.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة