خالد بيومى

براءة مورينيو ومزايدة الإعلام الرياضى

الجمعة، 11 سبتمبر 2009 01:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من القضايا التى أثارت اهتمامى هذا الأسبوع، والتى تناولتها الصحف المصرية بصورة موسعة، قضية اللاعب الغانى على سولى مونتارى نجم نادى الإنتر الإيطالى وخروجه من لقائه الأول فى الكالتشيو الإيطالى أمام نادى بارى بسبب إصراره على الصيام أثناء اللقاء.

وحديثى عن هذه القضية، يتوجه أولاً للصحف المصرية التى تعاملت مع هذا الموقف بصورة غريبة، فأصرت على إظهار المدرب البرتغالى فى صورة «عدو الإسلام» وأخذت تهاجمه بضراوة دون أن تتفهم الموقف بكل تفاصيله.

ففى البداية، وافق مورينيو على إشراك مونتارى فى المباراة وهو صائم، وهذا دليل واضح على عدم اعتراض المدرب البرتغالى على صيام اللاعب، أو حتى مطالبته بالإفطار، وأثناء المباراة، ومع ارتفاع درجة الحرارة قرر مورينيو سحب مونتارى فى الشوط الأول بعد أن ظهر على اللاعب عدم قدرته على أداء واجباته بالصورة المثلى بالإضافة إلى خوفه على اللاعب الذى أصرّ على الصيام أثناء المباراة.

والصحف عندنا لم تتطرق للقرار الإنسانى الذى اتخذه مورينيو بإخراج اللاعب من المباراة خوفًا عليه من أن يتعرض للإغماء مثلاً بسبب ارتفاع درجة الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة، ولم تتفهم أن موريينو كمدرب محترف يعنيه فى المقام الأول أن يحقق اللاعبون الفوز بغض النظر عن أى أسباب شخصية لدى كل لاعب، ولكنهم أخذوا ينتقدون ويهاجمون دون فهم ووعى لمبادئ المنظومة الاحترافية.

ولم يتطرق أحد منهم للعلاقة القوية التى تجمع المدرب البرتغالى بلاعبه الغانى المسلم منذ أن قدم مورينيو لتدريب إنتر ميلان، ففى الموسم الماضى كان مونتارى من الخيارات الأساسية لدى مورينيو، وشارك اللاعب مع الفريق فى 36 مباراة.

من وجهة نظرى، تعامل مورينيو مع هذا الموقف بطريقة عقلانية محترمة، وأنا هنا لا أدافع عن شخص مورينيو ولكن مقالى لتصحيح بعض الأمور، أولها أن نؤكد أن احترامنا لمونتارى كلاعب مسلم يريد الحفاظ على شعائر دينه، ويتمسك بها، لا يتعارض مع احترامنا للقرار الإنسانى والاحترافى الذى اتخذه مورينيو بإخراج اللاعب من المباراة، حفاظًا على اللاعب وعلى أداء الفريق.

مورينيو ليس عدوًا للإسلام ولا للمسلمين، وعند سؤاله عن تواجد مونتارى مع الفريق فى المباريات المقبلة، أكد أن اللاعب سيكون ضمن التشكيلة الأساسية للإنتر أمام ميلان فى لقاء الديربى، ليرد على كل من هاجمه وانتقده ويؤكد لهم أنه يبحث عن مصلحة فريقه فى المقام الأول.

وأتساءل: لماذا كل هذا الهجوم على المدرب البرتغالى، وهناك الكثير من الفتاوى التى انتشرت فى الآونة الأخيرة، والتى تبيح للاعبين المصريين الإفطار؟ وهل من المنطق أن نُجيز للاعبينا الإفطار فى لقاء رواندا لأنهم فى مهمة رسمية، ثم ننتقد المدرب البرتغالى الذى أخرج اللاعب حفاظًا عليه، وعلى أداء الفريق؟

فاصل أخير
كل الصحف الرياضية الإيطالية الصادرة بتاريخ 29/8 أعلنت أن هناك فتوى أصدرتها«دار الإفتاء المصرية» بمنع صيام رمضان بين كل اللاعبين المسلمين الذين يشاركون فى المباريات الرسمية بمعنى أن الصحف الإيطالية فى الوقت الحالى تطالب اللاعبين المسلمين بعدم أداء فريضة الصيام أثناء المباريات بعد فتوى دار الإفتاء.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة