كل من يملك قلما أو «كى بورد» سواء كان صحفياً أو مدوناً كتب عن الفساد الذى انتشر فى النفوس.. ودهاليز الحكومة.. وحتى القطاع الخاص.. هناك من يرى أن مصر تسبح فوق بحيرة من الفساد الراكد.. رائحته تتصاعد تحرق كل ذرة أكسجين موجودة فى الهواء.. حتى كادت مصر تختنق بفعل غاز الفساد الذى اختلط بهواء بلادى.
الفساد الذى «يعشش» فى أصغر مكتب حكومى على حدودنا مع السودان.. تجده نسخة طبق الأصل فى نفس المكتب بالسلوم ورفح.. لقد توحد الفاسدون منا وبات حزب الفساد هو المسيطر على الوطن.
وأيضاً كثيرون غيرى كتبوا عن الحرب السرية ضد الدكتور جمال شوقى عبدالناصر أستاذ الطب فى جامعة الإسكندرية والذى توصل هو وفريق من العلماء المصريين إلى عقار يقضى على آلام سبعة ملايين مصرى، ولكن لأن الرجل مازال أميا فى دنيا الفساد.. وجاهلاً بقواعد اللعبة وأصولها.. فحمل أوراقه إلى وزارة الصحة.. ليخضع الدواء الجديد للإجراءات المتبعة لإقرار الدواء الجديد.. ولكن مرت أيام وأسابيع وتعرض الرجل لحملة تشويه أعتقد الآن أنها متعمدة.. شاركت فيها برامج تليفزيونية.. ارى أن سببها هو فقط حماية مصالح خاصة لشركات أدوية تنتج علاجا آخر تستورد منه الدولة بملايين الدولارات.. وطبعاً تقدم الدولة مليارات أخرى.. لشركة الأدوية حتى توفره بثمن فى متناول البسطاء من مرضى فيروس سى.. فهذا المرض لا يصيب فى الغالب إلا الفقراء الذين تعرضوا فى طفولتهم للمياه الملوثة.
سبعة ملايين مصرى كلهم أصيبوا بالفيروس الخطير.. بسبب الإهمال الحكومى.. فهى المسئولة عن إصابتهم، ولم أسمع عن حكومة تتعمد أن تصيب %10 من الشعب بمرض يصعب الشفاء منه.. وعندما تقدم الدكتور جمال شوقى عبدالناصر بالعلاج الذى ابتكره وزملاؤه من أساتذة الطب فى مصر.. توقفت الحياة فى وزارة الصحة.. حتى يستطيع فريق أصحاب المصالح الرد على الرجل.. وليته رد علمى لكنها كانت حملة زرع الإحباط فى النفوس.. وقالوا إن العقار الجديد غير مهم.. ولا يجدى فى حين أن النتائج الأولية له كانت ناجحة بنسبة تخطت %85.. وبحسبة بسيطة نجد أن الوزارة وقفت عائقا أمام شفاء ملايين المرضى.. الوزير حاتم الجبلى الذى تعرض هو الآخر لخداع من مساعديه.. وحذروه من مخاطر الدواء الجديد.. ولابد أن يخضع لتجارب تستمر عدة سنوات.. أى أن مصر عليها الاستمرار فى استيراد العقار الأجنبى بكميات هى الأكبر فى العالم.. فليذهب البسطاء من المرضى المنتشرين فى القرى والنجوع إلى الجحيم طالما أن هناك شركات تدفع ومرتشين ماتت ضمائرهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة