من الممكن جدا أن يخسر منتخبنا الوطنى لكرة القدم مباراة أو بطولة ويخرج منها بشرف مرفوع الرأس كما حدث أمام البرازيل فى كأس القارات الصيف الماضى فى جنوب أفريقيا.
ولكن العيب كل العيب أن نخسر سمعتنا كدولة، وسمعتنا كأصحاب ريادة فى الرياضة الأفريقية عبر مطالبات ساذجة تحمل كل أنواع الجهل باللوائح.
لم أصدق أذنى عندما استمعت قبل أيام للمذيع مدحت شلبى فى برنامجه على قناة مودرن وهو يتباهى بأن الاتحاد المصرى لكرة القدم (والذى يعمل له مدحت مسئولا إعلاميا أيضا) قد تقدم بطلب إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا لإقامة مباراتى المرحلة الخامسة فى المجموعة الثالثة فى تصفيات كأس العالم 2010 فى توقيت واحد لمراعاة مبدأ تكافؤ الفرص بين المنتخبين المصرى والجزائرى.
وأكد مدحت متباهيا أن الفيفا سيقدر طلب مصر ويستجيب له بكل بساطة ويصدر تعليماته فى أسرع وقت سواء بتأجيل مباراة زامبيا ومصر المقرر لها الساعة الثالثة والنصف ظهر السبت 10 أكتوبر المقبل فى لوساكا، أو تقديم مباراة الجزائر ورواندا المقرر لها الحادية عشرة والنصف بتوقيت القاهرة مساء الأحد 11 أكتوبر فى بليدة.
أى أن المباراتين وفقا لطلب الاتحاد المصرى وتوجيهات مدحت شلبى للفيفا ستقامان فى توقيت متزامن ظهر السبت أو مساء الأحد، علما بأن الثالثة والنصف ظهرا بتوقيت زامبيا تعادل الثانية والنصف ظهرا بتوقيت الجزائر وهو طقس بالغ الحرارة فى عز الظهر فى بليدة.. كما أن إقامة المباراة فى الحادية عشرة والنصف بتوقيت الجزائر يعادل نصف ساعة بعد منتصف الليل لليوم التالى -الإثنين- فى زامبيا والتى لا تمتلك ملعبا مضاء مناسبا فى لوساكا.
يالها من سذاجة أو افتكاسة بلغة العصر من اتحاد سمير زاهر وشلبى.
افتكاسة يعرف الجميع أنها مجرد فرقعة إعلامية لشغل الناس عن تضاؤل فرص منتخب مصر فى التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا والإيحاء للناس بأن الفيفا لا يتعامل بعدالة مع مصر وأنه السبب فى خروجها.
وجاءت الإضافة أو الافتكاسة الثانية من اتحاد الكرة بالإعلان عن تعديل لائحة الفيفا لتفضيل منتخب على آخر فى حالة تساوى النقاط فى صدارة المجموعة لتصبح مقصورة فقط على اعتماد نتيجة المباراتين المباشرتين بدلا من النتائج الكاملة للمجموعة.. وهو الأمر الذى يعنى أن مباراتى مصر والجزائر ذهابا وإيابا ستكونان فاصلتين بينهما إذا تساويا فى النقاط دون أى اعتبار لنتائج بقية المباريات فى المجموعة. وهو أمر غير صحيح على الإطلاق ولا يطابق اللائحة التى وزعها الفيفا على كل الاتحادات التى تقدمت للمشاركة فى تصفيات كأس العالم 2010 قبل انطلاقها بأسابيع ليعرف الجميع الأسلوب المتبع ويحترمه ويعمل على أساسه.
والآن نترك السذاجة والافتكاسة المبتكرة من الاتحاد المصرى لكرة القدم ونطالع لائحة الفيفا لنتعرف على الأسلوب الذى يحدد مواعيد المباريات والمفاضلة بين المنتخبات فى حالة التساوى فى النقاط.
اللائحة المنظمة لكأس العالم 2010 وفى صفحتها رقم 22 وفى المادة رقم 18 وتحت عنوان (الأماكن وتوقيتات البداية والحصص التدريبية فى التصفيات).
وفى الجزء الأول رقم 1 جاء أن أماكن المباريات يحددها الاتحاد المستضيف وفى الملاعب المعتمدة سلفا من الفيفا ويبلغ بها الفيفا والفريق الزائر قبل 3 أشهر على الأقل من موعدها.. ويجب أن تكون على مسافة 150 كيلومترا أو زمن ساعتين بالسيارة من أقرب مطار دولى.. وفى حالة الاختلاف حول المكان يكون للفيفا القرار الأخير.
وفى الجزء الثانى يبلغ الاتحاد المضيف الفيفا والفريق الزائر بتوقيت المباراة وموعد البداية قبل 60 يوما من اللقاء.. ويملك الفيفا فى ظل وجود أسباب ووثائق تغيير موعد المباراة بشرط أن يحدث ذلك قبل 7 أيام من إقامتها.
وفى المادة رقم 17 فى الصفحة رقم 20 كان العنوان (قرعة التصفيات ونظام اللعب والمجموعات فى التصفيات) وفى الصفحة التالية وفى الجزء رقم 6 كان النص التالى من اللائحة.
فى نظام المجموعة يكون الترتيب النهائى على النحو التالى:
أكبر عدد من النقاط فى كل مباريات المجموعة.
فارق الأهداف فى كل مباريات المجموعة.
أكبر عدد من الأهداف أحرزه الفريق فى كل مباريات المجموعة.
واذا تساوى بعد ذلك فريقان أو أكثر فى كل شىء يكون الترتيب على النحو التالى.
أكبر عدد من النقاط أحرزها الفريق فى المباريات المشتركة.
فارق الأهداف فى المباريات المشتركة.
أكبر عدد من الأهداف أحرزها الفريق فى المباريات المشتركة.
قرعة تجريها اللجنة المنظمة للبطولة بالفيفا.
ويمكن للفيفا وفى حالات خاصة إذا كان الجدول الدولى يسمح أن ينظم مواجهة فاصلة بدلا من القرعة.. وإذا انتهت المواجهة بالتعادل تمتد إلى وقت إضافى وبعدها ركلات الترجيح من علامة الجزاء لتحديد الفائز.