نعيش هذه الأيام وسط تناقضات كبيرة من التكهنات والاحتمالات والشروحات الكبيرة حول المأزق الزامبى وماذا نحن فاعلون فى مباراتنا القادمة أمام زامبيا فى تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم.. ولأننا لا نخضع دوماً للتقديرات الصحيحة فى وحدات القياس لأى مشروع فنجد أنفسنا اليوم أمام خناقة كبيرة يقودها فريقان متناقضان، كل فريق يحاول أن يؤكد صدق أقواله واحتمالاته، فالفريق الأول يؤكد أننا لن نذهب إلى كأس العالم وليس لنا أى فرصة بعدما فقدنا نقاط المباراة الثلاث أمام زامبيا بالقاهرة ويؤكد هذا الفريق أقواله بأن الجزائر لهفت ست نقاط ثمينة من زامبيا بينما نحن أخذنا نقطة واحدة فقط ومباراتنا القادمة فى لوساكا عاصمة زامبيا أكثر صعوبة لأنهم يأملون فى كرسى كأس الأمم الإفريقية القادمة بعدما انعدمت فرصتهم فى المونديال ويرى هذا الفريق أيضاً أن حساباته تخضع لإعمال العقل ولا تخدع الرأى العام ونرفض تخدير الشارع المصرى وبدأ هذا الفريق يشن حملاته المكثفة ويوجه ضرباته المتلاحقة فى وجه اتحاد الكرة وأيضاً إلى الجهاز الفنى.
أما الفريق الآخر فهم أصحاب الحسابات العاطفية التى تغلب عليهم حسابات الآمال والأمانى والقلوب الطيبة فيروا أن آمالنا مازالت باقية بل ومتساوية مع فريق الجزائر الشرس ولسنا بعيدين عن مقعد التأهل لكأس العالم شريطة الفوز أولاً على زامبيا بأى نتيجة وهم يراهنون على أن زامبيا هى الأهم فى هذا المشوار الطويل ويأملون أن يعود للمنتخب الوطنى كل رجالاته الذين غابوا إما للإصابة أو لظروف الغياب الغامض مثل زيدان ويرون-الفريق العاطفى-أنهم الأكثر رؤية غير أصحاب الفريق الأول السوداوى والذى يرى أننا يجب أن نلقى الفوطة على طريقة لاعبى الملاكمة.
وعموماً فإن الأزمة الحقيقية بين أصحاب حسابات العقل وحسابات العاطفة أنهما حولا مباراة زامبيا ثم الجزائر إلى معركة لا طائل ولا فائدة فيها والفريق الثانى يتهم الفريق الأول بعدم الوطنية وهذه أول الخطايا التى نقع فيها دائماً عندما نخرج من بوابة النقد الرياضى وتحويلها إلى أزمة وطن وانتماء وخلافه، وأزعم أننى من أصحاب الحسابات العاطفية لأننا لا نملك فى تلك الآونة إلا أن نتمسك بأى بارقة أمل أو أى بصيص نرى منه طاقة نور ولأنها كرة القدم أو اللعبة المستديرة التى لا تخضع لحسابات لأنها ليست لعبة معادلات كيميائية أو معادلات حسابية.. لأن الأقدام لا تستطيع أن تتكهن ماذا هى فاعلة فى المباريات فإننى مازلت متمسكا بأن آمالنا موجودة ومقعدنا فى كأس العالم من حقنا أن نحلم به ولكن لابد أن نخلص النوايا ويعود لاعبونا إلى فكرة الفوز وثقافته التى كانت منهجا فى حياتهم سواء فى كأس الأمم الأفريقية 2006 أو 2008 وسيتوحد أبوتريكة وأحمد حسن وعصام الحضرى ووائل جمعة وزيدان وعمرو زكى وبركات لأن العصمة والأحكام والانتصار أصبح فى أرجل هؤلاء اللاعبين وأصبح الجهاز الفنى بقيادة شحاتة والذين معه هم الطرف الأقل تأثيراً لأن هؤلاء اللاعبين لا يحتاجون كثيراً إلى تعليمات لأن تاريخهم وخبرتهم ومعيشتهم مع هذا الجهاز الفنى قاربت على السنوات الخمس.. لذا أرى أن اللاعبين قادرون على فك شفرة زامبيا والانتصار عليها.. ووقتها سننتظر لقاء الجزائر وحكايات حاجتنا إلى الأهداف وربما نعود كالمثل العربى القديم الذى يقول: «قد تسبق العرجاء».. فينتصر أصحاب العاطفية ويسقط أصحاب الحسابات العقلية التى مازلت أراها بعيدة كل البعد عن لعبة كرة القدم.