◄◄علاقتى ببوش وإعجابى بنكته وقفشاته أثارا الصحافة ضدى
أول سيدة تحصل على منصب الرئيس فى فنلندا عندما فازت فى الانتخابات عام 2000، عمرها 68 عاماً. معروف عنها أنها متواضعة ومحبوبة ولاتضع حواجز بينها وبين الفنلنديين، كانت عضوة بالبرلمان ومحامية وناشطة فى مجال حقوق الإنسان والدفاع عن حقوق المثليين جنسياً.
تزوجت عام 2000 من «بينتى أراير»فى بعد علاقة دامت أكثر من 15 عاماً ، وشهد على زواجهما ابناهما «اللذان جاءا من علاقات سابقة.
وفى منزلها الصيفى الخشبى البسيط بمدينة نانتالى ووسط اثنين فقط من الحرس بالملابس الرسمية الأنيقة دون أى إجراءات أمنية أو عمليات تفتيش أو غيرها من الأشياء المتوقعة عند إجرائك مقابلة مع رئيس كان لنا هذا الحوار مع تاريا هالونين رئيسة فنلندا.
◄ سألتها عن مقولة رئيس فنلندا الأسبق أورهو كيكونين (1956-1982) «تفضل فنلندا أن تلعب دور الطبيب بدلاً من دور القاضى عند تعاملها مع القضايا الدولية»، أين يوجد هذا الدور الآن خاصة فى الصراع العربى الإسرائيلى..؟
الرئيسة: «أتمنى أن يكون لنا دور بناء أكبر فى عملية السلام بالشرق الأوسط التى تعد «أم الصراعات» حول العالم وهى بغاية الأهمية من أجل تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا من جهة والعالم العربى والإسلامى من جهة أخرى.
أما مقولة (كيكونين) فقد قالها أثناء فترة الحرب الباردة وكان يتحدث عن دور فنلندا فى احتمال اتحاد الدول الأوروبية معاً وفى عام 1975 دعونا دول الشرق والغرب ليجتمعوا فى هلسنكى لمناقشة القضايا المختلفة ونحن لم نحاول وقتها بذلك أن نسقط الاتحاد السوفيتى. ولكن لم تكن الأوضاع هناك على ما يرام فى الدول الشيوعية مثل حقوق الإنسان والحكم الرشيد وناقشنا أيضاً وقتها الحرب العالمية وآثارها ولكن اهتمامنا أيضاً بالقضايا الاقتصادية والعسكرية فنحن لا نغفلها، وهذا ما قصده «كيكونين» بنصيحته فهو لم يفرض رأياً لكنه أراد القول تعالوا نجتمع سوياً ونستمع لبعضنا البعض.
ولكنك ستجد الكثير سيقول لك ألا تقول لهم افعل هذا أو ذاك فأنت لا تعلم شيئاً عن ظروف دولنا، فى كثير من الأحيان نشعر بأننا نريد القول للمواطنين من الدول المختلفة بأن يدفعوا بالقضايا التى تؤثر عليهم إلى المحاكم الدولية، ولكننا نتذكر بأن نفتح أعيننا على نظمنا الداخلية، فنحن لدينا العديد من الأشياء التى ينبغى تحسينها أيضاً، وهى أحد الأمور التى يلعب الصحفيون دوراً مهماً فيها من خلال توعية الحكام بأوجه القصور، ولكن فى كثير من الأحيان يدفعون بأن السياسيين أشخاص سيئون، ليس كل الصحفيين يفعلون ذلك لكن فى معظم الأوقات يحدث هذا، وهو ما يؤثر فى الناس.
◄ كيف أن دولة صغيرة مثل فنلندا بإمكانات عسكرية محدودة يكون لها دور على الساحة الدولية؟
الرئيسة: إن ذلك الأمر يهم أى دولة فى العالم، فإذا لعبنا على الساحة العسكرية يكون الوضع صعباً ولن نستطيع التحكم فى أى وضع دولى ولكن بطرق أخرى عن طريق التعاون والسياسة الدولية والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة الناتو والاتحاد الأوروبى أن لها إمكانات محدودة للتدخل فى أى صراع، ودول كثيرة ذهبت إلى العراق فى تحالف دولى حيث آمل أن يكون الوضع قد تحسن فى الأوقات الأخيرة. والآن فى أفغانستان تعمل القوات الدولية ولنا بعض القوات فى أفغانستان.
كما لدينا بعض التعاون والمساعدة الإقليمية فى المجالات الاقتصادية والتنمية فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية الأمر الذى يؤدى إلى بعض أوجه القوة الاقتصادية الإقليمية. فالسياسة الخارجية والتعاون الدولى يلعبان دورا أساسيا فى إدارة الشئون الدولية وأصبح الدور الدولى يتخطى الأدوار العسكرية ليصبح دورا دبلوماسيا من خلال المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والناتو، والتى تلعب دولة مثل فنلندا ذات إمكانات عسكرية محدودة دوراً مهماً من خلالها.
وبشأن مشاركاتنا فى الحروب فهناك الكثير من الجدل حول أفغانستان على سبيل المثال هل هى حرب بالنسبة لنا أم لا ولماذا نشارك بقواتنا ولكن كما أقول هى ليست حربا لنا نحن أو إذا كانت كذلك فنحن يهمنا السكان المدنيون ولنا مهمة حفظ سلام ومساعدة المدنيين، نعم نحن لدينا إمكانات عسكرية محدودة لكن عن طريق الدبلوماسية والتعاون الدولى فهذا يساعدنا لأن نكون مفيدين ونشارك على الساحة الدولية.
◄ هل تؤدى مشاركتكم فى عمليات حفظ سلام تابعة للناتو والاتحاد الأوروبى إلى توتر فى العلاقات مع روسيا؟
الرئيسة: هناك الكثير من الجدل حول روسيا وعلاقتها معنا والعمليات العسكرية التى نشارك فيها. ولكن روسيا ليست الاتحاد السوفيتى ولكنها فقط روسيا التى هى أيضاً دولة كبرى ولها كيان كبير ولكن الاتحاد الأوروبى أيضاً كيان كبير ويعد أكبر من روسيا فى الناحية الاقتصادية. ونحن نأمل فى أن تتعاون روسيا أكثر وتدخل بشكل أكثر فعالية مع التعاون الأوروبى الدائر حالياً. ونحن نحتاج لروسيا فى عمليات حفظ السلام كما تحتاج روسيا للاتحاد الأوروبى أيضاً.
◄ فنلندا شديدة الاهتمام بظاهرة الاحتباس الحرارى، كيف يمكن التغلب على تلك الظاهرة؟ وما هى العقبات التى تواجهكم؟
الرئيسة: نأمل أن نصل إلى شىء قوى فى كوبنهاجن، بالطبع نريد مشاركة كل الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة التى رفضت إداراتها السابقة الانضمام إلى اتفاقات البيئة مثل كيوتو، ولكننا بوجود إدارة جديدة تهتم بالشئون البيئية فأنا أقول نحن فى حاجة للولايات المتحدة أن تنضم لجهودنا فهذا مهم جداً فى تلك القضية والقضايا العالمية الأخرى.
ويعد من الصعب أن تأتى بالجميع وبالدول النامية للمشاركة، خصوصاً أن الناس فى الهند وأفريقيا على سبيل المثال يرفضون فكرة أن تأتى دول من الشمال لتقول لهم ما يعرفونه وهذا ينطبق على قضايا السياسة والبيئة، ولذا فأعتقد أنه لا بد أن تكون هناك طرق أكثر فعالية، آمل أن نفى بمحاولاتنا وأن نصل إلى تفاهم مشترك، لأن العولمة جاءت من الناس، لأن قضية الاحتباس الحرارى والقضايا البيئية العالمية الأخرى تتطلب توافر جهودنا معاً لنرى عواقب ما يحدث.
◄ ماذا عن تأثير الأزمة المالية العالمية على فنلندا؟
الرئيسة: الأزمة المالية العالمية لها تأثيرها الكبير هنا، أنا ليس لدى قوة فى مجال القطاع الاقتصادى العام أو الخاص، ولكننا نحاول التعاون والتنسيق فيما يخص عملهم ولدينا أيضاً أبعاد اجتماعية فيما يخص تلك الأزمة وفقدان الوظائف ولكن لدى خبرة بأن التكنولوجيا الجديدة قد تقدم شيئاً وتدعم القطاعات المختلفة وتساعد فى مكافحة تأثيرات الأزمة.
◄ هاجمتك الصحافة الفنلندية فى مناسبات متعددة فكيف تصفين علاقات الرؤساء والسياسيين بالصحافة؟
- الرئيسة: العلاقة بين السياسيين والإعلام هى علاقة قوية وشفافة وقد تصل إلى شخصية فى كثير من الأحيان، ويمكننى القول أنها مناسبة، فنحن عندنا الاتصال والتواصل الشخصى مهم للغاية ليعرف الناس ماذا يجرى فى الشارع فالإعلام دائماً يبحث عما يوجد فى الخلف من أجندة خفية، ولذلك فإن الشفافية هامة لأن قوة السياسيين تأتى من الناس الذين ينتخبونهم، مما يساعد فى معرفة ما طبيعة شخصية ذلك السياسى، والأسلوب الذى يعمل به فى الخفاء، وما هى شخصياتهم التى لا نراها، سياستهم التى لا نراها، ومن هو جاد أو له حس المرح أكثر، وأنا تم انتقادى بضع مرات بسبب تصرفى بشكل غير لائق مع الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، ونعم أنا أعجبت بحس الفكاهة لديه، وأمضينا أوقاتاً جيدة معاً عندما تناولنا العشاء لمناقشة مختلف القضايا، ولكن لم أعلم أنه كثير الكلام وسيقول عما حدث.
وحاولت طوال الوقت أن أتفادى تلقيبى بأشياء تربطنى بـ«بوش» أو بلقب «ماما» أو أى شىء آخر، وأنا فقط أريد أن نحترم أكثر السياسيين والنظم السياسية الأخرى والقوة الممنوحة لهم وهذا مهم جداً لأنهم تم انتخابهم من قبل شعوبهم وعلينا احترام نظامهم، فمن الممكن فى بعض الأوقات أن نسخر أو نربط نظما أخرى بمواقف كوميدية، ولكن علينا فى الوقت نفسه أن نحترم نظامهم ونتعرف عليهم. فنحن لدينا إحساس بأننا الأفضل ونطبق الديمقراطية عن أى مكان فى العالم ولكن هذا الشعور يتواجد لأى شعب فى العالم أن يشعر أن نظامه هو الأفضل، ولكن علينا معرفة أن الديمقراطية موجودة فى كل مكان لكن بنسب مختلفة.
◄ الجدير بالذكر أن اللقاء مع رئيسة فنلندا تم فى إطار برنامج المراسلين الأجانب بمشاركة 19 صحفيا شابا من مختلف أنحاء العالم الذى تنظمه وزارة الخارجية الفنلندية سنويا وكانت «اليوم السابع» ممثلاً لمصر والعالم العربى.
«اليوم السابع» تلتقى رئيسة فنلندا لأول مرة فى منزلها الصيفى
هالونين: قضية الصراع العربى الإسرائيلى هى «أم الصراعات» بالعالم وحلها سيحسن العلاقات الأوروبية الأمريكية بالعالم العربى والإسلامى
الجمعة، 18 سبتمبر 2009 12:30 ص
تاريا هالونين رئيسة فنلندا