عن دار "الدار" القاهرية.. صدرت رواية "سيندروم" للشاعر والكاتب الروائى إبراهيم البجلاتي، فى 250 صفحة من القطع المتوسط.
وقد كتب المؤلف عنوان روايته بالإنجليزية والعربية معا على الغلاف. وهو مصطلح طبى يشير إلى مجموعة أعراض مرضية متلازمة.. أو مجموعة أفكار متلازمة.. حيث يقع شخوص الرواية فى أسر مجموعة الأمراض والأفكار المتلازمة.. لتكشف الأساطير العائلية- المبنية أساسا على موت الجد حزناً على أرضه الضائعة أو المنهوبة- عن هشاشة التماسك المبنى على الموت أو المأساة، أو حتى الخوف من وقوع كارثة. فالعائلة تصل إلى حد الانقسام الداخلى فالانهيار خلال محاولتها الفاشلة لصناعة حياة مبنية على الزواج الداخلى.
ويحدث هذا التفكك نتيجة لمنطق قدرى صارم يسخر من الجميع. وهى السخرية التى يلتقطها المؤلف ويوظفها على امتداد الرواية، حين يشكك من بدايتاه فى صحة الواقعة الأساسية (ضياع أرض الجد). سخرية تخلو من المرارة التقليدية؛ حيث يضعها الكاتب موضع التأمل بدون ابتزاز لمشاعر القارئ.
وتنتمى العائلة- بطلة الرواية- إلى تلك الشريحة النشطة من الطبقة المتوسطة فى زمن صعودها الماضى. أحفاد جامعيون مميزون، لكنهم يتمسكون وبغرابة بالحياة وفق منظومة أفكار ساذجة، تتناقض تماما مع صعودهم إلى قمة الهرم العلمى: يتمسكون بزواج القربى كأنه حبل نجاة من الآخرين. ورغم أن التجربة الأولى فى هذا النوع من الزواج تؤدى إلى ولادة وموت وأطفال مشوهين، فإنهم يعيدون تكرار التجربة مرة ثانية وثالثة ورابعة. وفى الثانية والرابعة تمتلئ العائلة بأطفال مرضى وراثيا يحتاجون إلى طاقم من الأمهات الممرضات، أما فى المرة الثالثة فتنتهى الزيجة بالطلاق، وبالتالى بانشطار العائلة من جديد. كأنه تواطؤ عائلى كامل مع القدر، أو جنون ذاتى يدفع إلى التدمير والتفكك.
المؤلف إبراهيم البجلاتى طبيب يعمل أخصائيا للمسالك البولية فى العديد من المستشفيات داخل مصر وخارجها، وسبق أن صدر له ديوان شعر بعنوان "تدريب على المنظر الطبيعى" (2004)، أعقبه بديوان شعر آخر: "البحر الصغير.. وداع رومانسى" (2005).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة