إبراهيم ربيع

الزمالك «ملعوب» فى جيناته الوراثية.. والأهلى مصاب بمرض نفسى وحرمان عاطفى بعد رحيل جوزيه

الخميس، 03 سبتمبر 2009 11:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التحدى العلمى القادم هو التعامل مع الخلايا الجذعية واللعب فى الجينات الوراثية لكى يستطيع الإنسان أن يغير من حياته ويصبح أكثر صحة وأكثر استمتاعا.. سوف يصل الإنسان إلى هذا الإنجاز الكبير فى يوم من الأيام لكنه فى الوقت نفسه لن يكون قادرا على تطويع حياته كما يريد لأن القرآن الكريم كان واضحا ومحددا فى سيطرة القدرة الإلهية على مقدرات الكون عندما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز «حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهارا» صدق الله العظيم الذى لن يدع لعباده فرصة الظن بأنهم قادرون على التغيير غير المحدود لنواميس الكون.

إذن يمكن للإنسان أن يحسن حاله ومعيشته فى إطار عمله المحدود حتى لو ظهر لنا أنه غير عادى وغير محدود، وعندما يصل العلم إلى هذه المحطة الفارقة فى حياتنا يكون الزمالك قد وجد حلاً لمرضه المزمن الموروث فى جيناته التى تنقل له الفوضى والعبثية من جيل لجيل فاستعصى على الجميع إصلاحه وتصحيح مساره.

هذا النادى الذى يؤكد تاريخه مع الرياضة والمجتمع والوطنية أنه عريق أصيب فى جيناته الوراثية بمرض فقدان السيطرة على حياته بخليط من الفوضى والعبث وسوء التقدير وسوء الإدارة وسوء النية.. فترى فيه كل متناقضات الحياة.. ترى من يحبه ويبكى من أجله وفى نفس الوقت يطعنه فى قلبه.

منذ أكثر قليلاً من شهرين، كان أول قرار لمجلس الإدارة الجديد هو الإبقاء على دى كاستال المدير الفنى لأن -حسب رأى الأعضاء الناجحين والخبراء الأشاوس فى لجنة الكرة وجميع الاستشاريين والإخصائيين والأساتذة والعلماء فى شئون كرة القدم بالنادى- كاستال هو المدير النموذجى الذى هبط أخيرا فى صحراء قاحلة بميت عقبة لا تنبت ألقابا ولا أبطالاً وعلى يديه الكريمتين ورأسه الكروية سوف تتغير جينات الفشل فى الزمالك.. فهو فى رأيهم جميعا بلا استثناء قوى الشخصية مهاب الطلعة، يفهم أكثر من اللزوم فى كرة القدم، والأهم من ذلك أنه «عفريت» فى الملعب يعمل بيده ولا يترك أحدا يزاحمه فى أفكاره وابتكاراته.. والله هذا كان كلام الأشاوس الخبراء فى قلعة ميت عقبة.. وبعد شهرين والله العظيم غيروا الأسطوانة.. فأصبح كاستال لا علاقة له بكرة القدم ولا يعرف كيف يدير مباراة وضعيف الشخصية جدا، والمعاونون له ضحكوا عليه ومابيشتغلش بإيديه ولا برجليه.. وكانت كل أحلامه أن يتمشى على الخط أثناء المباريات بس محمود سعد كان حارمه من هذه المتعة.

والزمالك هو الصورة المصغرة لمصر.. إذا أردت أن تعرف شيئا أو أشياء عن بلدنا المحروسة بدون عناء ولا مجهود ولا دراسات علمية ورسائل دكتوراه يمكن أن تجلس كل يوم ساعة فى حديقة النادى لمدة شهر فتعرف كيف تسير الحياة فى مصر، وتعرف السر فى أن أول ظهور رسمى رياضى لأنفلونزا الخنازير جاء من الزمالك بعد شهرين من أفضل انتخابات ديمقراطية.

وحتى لا نظلم الزمالك.. ليس كل شىء ورديا ومقبولاً فى المؤسسات الرياضية الأخرى، لكن طبعا تختلف الطبائع والحالات المرضية ودرجة العبث والفوضى، فمثلاً خرج محمود الخطيب النجم الذى هز مشاعر المصريين بموهبته الفذة فى الملاعب بتصريحات صحفية أقل وأخف وصف لها أنها نوع من «الجليطة» وهو يرى مدربا وطنيا هو حسام البدرى يسجل بداية ناجحة غير متوقعة فيكافئه الخطيب بالإشارة السعيدة إلى أن مانويل جوزيه ربما يعود مرة أخرى لتدريب الأهلى، وللأسف أصيب النادى الأحمر أيضا بجينات وراثية مرضية هى فى طريقها لأن تكون مزمنة، فقد أصبح يشعر بالنقص والحرمان العاطفى عندما يغيب عن حضن مانويل جوزيه، يشعر بشىء ينقصه ربما الحنان أو الحماية لأن الإدارة كانت كثيرا تختفى فى أحضانه وهو يرد عنها هجمات الآخرين.. كان جوزيه وكيلاً للإدارة يدافع عن النادى ويرفع عنها الحرج ثم يشعرها بأنها خالية البال من فريق الكرة فلا تحمل همه مادام فى رعاية وكنف الأب الروحى والشرعى، بابا جوزيه.

ونحن فى ركن فى مؤسستنا الرياضية الكبيرة نلمح سلوكا مضحكا أو غريبا.. فترى وليد دعبس صاحب قناة مودرن داعية إعلاميا يريد أن يستثمر فلوسا سهلة لتحقيق مكاسب أسهل فى قضية حقوق البث التى كانت العدالة فيها واضحة وضوح الشمس، لكن لا يراها الجشعون.. ونرى الكابتن أحمد شوبير يتحدث ببراءة وبتحرك سريع «للخلف در» مواكبا للأحداث فيطلب من مجهولين أن يرفعوا أيديهم عن حسن شحاتة ويطالب كل البشر بمساندته فى معركة كأس العالم المقدسة، بعد أن كنا قد نجحنا بأعجوبة عام 2006 فى رفع يده عن رقبة حسن شحاتة وهو على وشك أن يخنقه.. ولم يقل شوبير رأيا بل طرح طلبا، وكنا نستطيع أن نصدقه ونلبى طلبه لكن لو نحن مقتنعون أنه يظهر نفس ما يبطن، وكنت أظنه كذلك إلى أن أدركت كم يحتاج الإنسان ليقظة شديدة حتى لا ينام على كتف أحمد شوبير ويكتشف فجأة أنه كان لعبة يستمتع بممارستها فى وقت فراغه.

ونرى صحفياً زميلاً شكله وصوته وقلمه يعطيك انطباعا أنه أحد كوادر حزب «كاديما» وتراه يعبث ويهاجم العبثية ويزدوج ويهاجم الازدواجية وينتفع من كل مكان ويهاجم المنتفعين، ولا تتذكر أنه فى يوم من الأيام كان صحفيا كتب خبرا أو حرر تحقيقا أو أجرى مقابلة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة