والإنجازات والاكتشافات أو الابتكارات التى يحققها المصريون تجد الصدى داخليا وخارجيا لأن الدول المتقدمة تسارع للتعرف على صانعى تلك الإنجازات، وتبدأ فى استقطابهم والاستفادة من مهاراتهم وخبراتهم.. تماما كما حدث مع العالم العبقرى أحمد زويل.
والأخطاء التى يرتكبها المصريون -وما أكثرها- تخضع أيضا للدراسات فى الخارج لتفاديها وعدم السقوط أو حتى الاقتراب منها.
ونبقى نحن فى مصر نسيجا فريدا فى عالم الرياضة.
لا نستفيد من نجاحات الآخرين، ولا نكتشف عيوبنا، ولا نعترف بها.
وقيمة الرياضة عند حكومة مصر مثل أهمية حصة الألعاب فى المدارس الحكومية.. وكلاهما له المرتبة الثانية أو العاشرة بين القطاعات أو الحصص.. وهذا هو مربط الفرس.
وما شهدته أزمة البث الفضائى لمباريات الدورى الممتاز لكرة القدم يعكس مدى الفشل الرياضى وكذا مدى نقص الاهتمام الحكومى بها.
القضية لم تصل أبدا إلى اهتمامات الرئيس حسنى مبارك من بدايتها إلى نهايتها، ولم تشغل بال الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء.
وبقيت الكرة دائما فى ملعب وزير الإعلام ورئيس المجلس الأعلى للرياضة.. وكلاهما لا يملك المال أو السلطة لإنهاء الأزمة سواء بعرض مالى مغر للأندية والاتحاد أو بقرار سيادى يردع الأندية والاتحاد.
ورغم انتهاء الأزمة مؤقتا بحلول وسط إلا أنها ستنفجر قريبا جدا لأن الحلول ليست جذرية وليست مرضية لأى طرف.
والمتابع لعمليات البث الفضائى لمباريات الدورى فى الدول المشابهة لنا -ليست الدول الكبرى رياضيا واحترافيا- يكتشف أن الأرجنتين مرت بالأزمة نفسها تقريبا، واندلعت مشكلة بين اتحاد كرة القدم والتليفزيون الحكومى بسبب أسعار البيع المعروضة من الجانبين والتى يراها الاتحاد قليلة وتراها سلطات التليفزيون باهظة.
الأزمة لم تطل لأن رئيسة جمهورية الأرجنتين تدخلت شخصيا واجتمعت مع أطراف الأزمة واستمعت لهم.. ونالت الوقت الكافى لدراستها مع مستشاريها وتوصلت إلى حل أسعد وأقنع الجميع.
ونالت الدولة اليد العليا على المسابقة الكروية التى يحتاجها الأرجنتينيون كالماء والهواء، ووقعت الرئيسة عقدا جديدا طويلا تدفع من خلاله الدولة أكثر من مائة مليون دولار لبث المباريات على قنواتها مجانا للجماهير.. وتنال الحكومة حقوق تسويق البطولة وجلب الرعاة لها، وكذلك بيع البث الفضائى للقنوات الأخرى.
وقبل أيام من انطلاق البطولة تمكن التليفزيون الأرجنتينى من جلب الرعاة الذين دفعوا %75 من المبلغ الإجمالى، والأيام المقبلة كفيلة بتغطية المبلغ وجنى الأرباح من البيع الفضائى.
يا له من حل (نظيف).
سر التفوق للأهلى
لماذا يتفوق النادى الأهلى على أقرانه فى عدد مرات الفوز ببطولات كرة القدم محليا ودوليا؟.. ولماذا يتفوق دائما فى كل الألعاب التى يشارك فيها؟
سؤال واحد وله إجابة واحدة.
لأن سياسة النادى الأهلى فى كل العصور تقوم على مبدأ رئيسى، وهو أن النادى فوق الأفراد ومصلحة الأهلى أهم من مصلحة أبنائه.
والأيام الأخيرة كشفت تلك الحقيقة بجلاء عبر موقفين متتاليين فى مجلس الإدارة والجهاز الفنى لكرة القدم.
الانتخابات الأخيرة لمجلس الإدارة شهدت انقساما حادا داخل المجلس أدى إلى استبعاد العضو العامرى فاروق من قائمة المجلس التى يقودها رئيس النادى حسن حمدى.
وانتظرنا حربا شعواء من الجانبين لكشف عيوب الطرف الآخر وفضح أسرار مجلس الإدارة واجتماعاته، ولكن الطرفين التزما الصمت، وتبادلا الاحترام فى ظل منافسة وصلت أحيانا إلى حد الخصومة الشخصية، وحسمت الجمعية العمومية الموقف ضد الإدارة وضد حسن حمدى ونجح العامرى فاروق، حاصلا على أكثر من 11 ألف صوت لأعضاء رافضين لسطوة المجلس فى جلب أو طرد من يشاء من الأشخاص.
وانتظرنا معركة أكثر ضراوة داخل مجلس الإدارة من غالبية مع حسن حمدى ضد العضو العامرى فاروق.. وانتظرنا صراخا وشكوى من العامرى ضد الاضطهاد الذى يلقاه فى اجتماعات المجلس.
لم يحدث هذا ولا ذاك.
توالت الاجتماعات هادئة جدا بلا صراخ أو ضجيج أو خلاف.
والموقف الثانى مع تعيين حسام البدرى مديرا فنيا للفريق الأول لكرة القدم، وهى المرة الأولى التى ينال فيها مدرب مصرى هذا الشرف بعد 20 عاما أو أكثر من سيطرة الأجانب على المنصب الرفيع.
وزاد من صعوبة الموقف أن الأهلى حقق نجاحا أسطوريا مع مدربه السابق البرتغالى مانويل جوزيه، وأن عملية الانتقال لم تكن ناعمة ولا طبيعية بعد تعيين برتغالى آخر (فينجادا) وقبوله وحضوره ثم رحيله واعتذاره.
انتظرنا حربا من الكثيرين من مدربى الأهلى الجديرين بالمنصب الكبير، وهم كثيرون فى مصر وكلهم من الحالمين بهذه المهمة، وعلى رأسهم أنور سلامة وفتحى مبروك ومصطفى يونس ومختار مختار ومحمد عامر وربيع ياسين وضياء السيد وهانى رمزى وغيرهم.
ولكن الحرب لم تحدث على الإطلاق، وبدا البدرى عمله فى أجواء بالغة الهدوء مع دعم ضخم من زملائه الراغبين أولا فى نجاح الأهلى قبل أن يفكروا فى نجاحهم أو فى مصلحتهم.
هذا هو سر تفوق الأهلى، مع الاحترام الكامل لاستقرار وكفاءة مجلس الإدارة وشعبية جمهور الأهلى الجارفة وثراء النادى.
ولعلها رسالة صريحة وواضحة إلى كل الأندية الأخرى من إدارات ومسئولين ومدربين ولاعبين وجماهير للوقوف خلف النادى دون النظر للمصالح الشخصية.
3 سطور إلى الحكم حمدى شعبان:
طردت أحمد السيد للضرب بدون كرة فى كأس السوبر، ولم تطرد أحمد حسام -ميدو - أمام المقاولون رغم أنه ضرب حارس المرمى بطريقة أعنف جدا.. قلبك أبيض.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة