جمال الشناوى

رجل مثير للجدل

الخميس، 03 سبتمبر 2009 11:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجيب ساويرس.. رجل مثير للجدل.. تجده دائما فى الواجهة يتحدث بتلقائية شديدة يعبر عن آرائه بجرأة.. كثيرا ما تغضب أهل الهوى.

ونجيب هو شخصية جاذبة للأضواء ليس فقط بسبب نجاحه فى مجال المال والأعمال، ولكن السبب الأهم كما أراه هو انغماسه فى الحياة العامة وعدم انفصاله عن المجتمع مثلما يفعل الكثير من كبار رجال الأعمال الذين يهمهم فى كثير من الأحيان الابتعاد عن الأضواء، خوفا من العيون.. وتسهيلا لإنجاز المخالف من الأعمال.

نجيب عكس ذلك تماما.. يتحدث كثيرا فى القضايا الخلافية بوضوح، يشكل خطورة على أعماله الضخمة، فى مجتمع ما زال يعانى الانغلاق.. مجتمع يشبه إلى حد بعيد أوروبا فى عصر ما قبل النهضة عندما كان رجال الدين هم وكلاء عن الله، يبيعون صكوك الجنة لمن يدفع حتى ممن يغضبون الله كل لحظة، فلم يكن مهما أن تغضب الله، ولكن الأهم أن تنال رضا وكلائه، مجتمع لا يؤمن بأن الإيمان لا يخضع للموازين والمكاييل، فهو علاقة خاصة بين الإنسان وربه.

آراء نجيب فى قضايا خلافية، أرق كثيرا من آراء مفكرين وعلماء دين، لكنه نجيب ساويرس، الملياردير الذى تجده يسير على قدميه فى شوارع وسط البلد.. كما رأيته لمرة وحيدة فى حياتى، تجده حريصا على صداقة شاعر كبير بحجم أحمد فؤاد نجم، أستاذ جيلى فى السياسة وحب الوطن.. كانت كلماته تنساب على أوتار عود الراحل الشيخ إمام فى حفلات، كانت تكلفنا فقط 25 جنيها.. الله وحده يعلم كيف كنا نجمعها.

المهم.. نجيب ساويرس الذى يتعرض لحملة تشويه، تمول بنظام الكارت «المدفوع مؤجلا»، لفتت انتباهى منذ وقت، ولكن لسبب شخصى جدا ربما يؤثر على حيادى، كنت دائما أخشى التطرق للموضوع، قالوا عنه إنه ينفذ أجندة صهيوأمريكية، فإذا بإسرائيل ترفض مجرد دخوله إلى مناقصة بها.. وهى قضية كبيرة سأنشر تفاصيلها يوما ما.

قالوا إنه قبطى متطرف فإذا بآرائه تتسم بالرقة فى مواجهة مفكر إسلامى فى حجم جمال البنا، قالوا إن شركاته مغلقة على الأقباط.. وثبت عدم صحة ذلك أيضا.

تحريض الدولة على نجيب ساويرس، هو طريق مسدود!
لكن لماذا أكتب هذا الآن.. السبب الوحيد هو ما سمعته من الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة عن أزمة مرضى الكبد فى مصر.. الرجل قال لى إن رجل الأعمال نجيب ساويرس أرسل له شيكا قبل شهور بمبلغ 25 مليون جنيه للمساهمة فى توفير علاج مرضى الكبد الذين يصل عددهم فى مصر إلى 9 ملايين شخص.. الوزير قال أيضا إن نجيب طلب منه عدم الإعلان عن هذا التبرع.

مساهمات نجيب فى مشروعات خيرية وثقافية معروفة، فالرجل لا يعانى المرض الشائع فينا هذه الأيام وهو الازدواجية.. نكتب ونتحدث بألوان متعددة تزيد على ألوان الطيف.. نعلن غير ما نبطن.. وهو أكثر ما يمقته الله.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة