تبدأ بعد ساعات محاكمة المتهمين بقتل اللواء إبراهيم عبد المعبود مدير إدارة البحث الجنائى بالسويس.
استطاع اليوم السابع أن يحصل على ملاحظات النيابة العامة قبل بدء المحاكمة، حيث ثبت من التحقيقات أن الصورة الصحيحة للواقعة، أن المتهمين الأول والثانى والمتهم أحمد عيد مرشد والمتهم الرابع ألفوا فيما بينهم عصابة داخل البلاد غرضها الاتجار فى الهروين تزعمها وأدارها المتهم أحمد عيد مرشد (توفى)، حيث أوكل للمتهمين سليم سلمان سالم وأحمد سلمان حمدان مهمة حمايته وتأمينه أثناء مزاولة تجارته الآثمة، زودهما زعيم العصابة بسلاحين ناريين قاتلين بطبيعتهم بندقيتين آليتين وكمية هائلة من الذخيرة، حرصا على أن يكونا على أهبة الاستعداد للإطلاق دوما، فيما أوكل للمتهم الرابع خلف محمد عبد العال حسين تهمة تلقى الأموال حصيلة اتجارهم فى مخدر الهروين، ونقلها إلى منطقة شرق القناة (صحراء سيناء) باستخدام سيارته رقم 8995 ملاكى الإسكندرية ومبادلتها بصفقة جديدة من جوهر الهيروين وتسلمها للأخير لمزاولة نشاطهم الإجرامى، حيث دأبوا على استئجار إحدى سيارات بمعرفة المتهم الثانى أحمد سلمان حمدان لاستخدمها بعد تبديل لوحاتها المعدنية فى نقل المواد المخدرة للاتجار فيها بمعرفة المتهم أحمد عيد الرشد.
وبتاريخ الواقعة وعقب فراغ المتهمين سليم سالم سلمان وأحمد عيد مرشد من ترويج حصة الهيروين المعتادة، وبرفقتهم ثريا أسامة عبد العزيز، وهى من مدمنات الهروين ودأبت على الحصول عليه من المتهم أحمد عيد مرشد، والذى تربطها به علاقة عاطفية، وقد أمضت ليلتها معهم، وصاحبتهم طيلة اليوم الثلاثاء، لمزاولة تجارتهم الآثمة مستقلين جميعاً السيارة رقم 100140 ملاكى الإسماعيلية، والتى كانت مستأجرة من معرض أوسكار أوتوكار بالإسماعيلية لمدة 10 أيام من تاريخ 5-9 بمعرفة المتهم أحمد سلمان، والذى كان يجلس بجوار المتهم المتوفى أحمد مرشد وخلفها المتهم الأول سليم سالم، وبجواره ثريا أسامة عبد العزيز متجهين بها نحو مكان الواقعة، منطقة المثلث أول طريق السويس ـ الإسماعيلية، وذلك فى انتظار إحدى الساقطات التى أعطت لأحمد عيد مرشد موعداً فى ذلك المكان لممارسة الرذيلة معها.
تعاصر ذلك مع وجود معلومات للواء إبراهيم عبد المعبود مدير إدارة البحث الجنائى بالسويس من أحد المصادر السرية، مفاده أن المتهم أحمد عيد المرشد متواجد فى هذه المنطقة، وبالاقتراب منه، بحيث أصبحت النافذة الخلفية اليسرى لسيارة الجناة على مسافة قريبة منها، وذلك للتأكد من هوية مستقليها، وما إن فطن الأخير إلى أمرهم حتى صاح "حكومة اضرب نار ادبحهم كلهم" فبادر المتهم الأول سليم سالم إلى إطلاق وابل من الأعيرة النارية صوب المجنى عليهم، بينما شرع المتهم الثانى أحمد سلمان حمدان فى إطلاق النار لمؤازرة الأول، فيما ولى أحمد عيد المرشد بالهروب من مكان الحادث.
تمكن المتهمون من الفرار، حيث استدعى المتهم أحمد عيد المرشد سيارة نصف نقل تابعة له، اصطحب بها أسرته والمتهم سليم سالم إلى إحدى المناطق الجبلية، بينما استقل المتهم الثانى أحمد سلمان السيارة المستخدمة فى ارتكاب الحادث وبرفقته ثريا أسامة عبد العزيز، والتى تركها بمنطقة نفيشة دائرة مركز الإسماعيلية، وواصل طريقه حيث اتصل هاتفياً بصاحب معرض السيارات أحمد محمود يوسف، وأبدى رغبته فى رد السيارة المستأجرة لإخفاء معالم الجريمة.
رفض صاحب المعرض ذلك قام بتركها أمام مركز ديوان الإسماعيلية وبها مفاتيحها وكلف المتهم الثالث عاطف سلامة فراج بمهاتفته وإخباره بمكان السيارة، بينما توجه المتهم أحمد عيد مرشد لملاقاة المتهم الثالث عاطف سلامة فراج بمسكنه وتسليمه البندقتين والذخائر المستخدمة فى الحادث لإخفائهم بعد نقده مبلغ 500 جنيه لقاء ذلك، وقام الأخير بمواراتهم إلى عمق نصف متر من وسط أرضية غرفته الرملية.
أسفرت جهود المباحث عن ضبط المتهم الأول سليم سالم والمتهم الثالث عاطف سلامة فراج والعثور بمسكن الأخير عن الأسلحة المستخدمة فى الجريمة، وكذلك ضبط المتهم الرابع خلف محمد عبد العال، فيما قام المتهم الثانى أحمد سلمان وثريا أسامة بتسليم نفسيهما، ولقى المتهم أحمد عيد المرشد مصرعه فى تبادل إطلاق النار بينه وبين رجال الشرطة أبان محاولته مقاومتهم والهروب، وقد عثر بحوزته على مخدر الهروين وسلاح نارى ومبلغ مالى حصيلة اتجاره فى المواد المخدرة.
واستقامت الواقعة على هذا النحو بعد اعتراف المتهمين، وبعد إطلاع النيابة على تقرير الصفة التشريحية للواء إبراهيم عبد المعبود وتقرير الطب الشرعى للضابطين المصابين، كما ثبت من تقرير الأدلة الجنائية أن البندقيتين الآلى رقمى 1813283 1-56, 1901 R.AM1954 المستخدمتين فى الحادث، والمعثور عليهما بمسكن المتهم الرابع كاملتا الأجزاء وصالحتان للاستخدام وسبق الإطلاق بهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة