لا أدرى ولا أعلم بالضبط من أين أتى حسن شحاتة المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى بكل هذه الألوان من التفاؤل والأمنيات والآمال والطموحات العريضة ورغم أننى أشاهد المدير الفنى بشكل شبه مستمر إلا أننى لم أر كل هذه الابتسامة التى تكسو وتملأ وجهه إلا فى يوم السفر إلى أنجولا وقبل أن تقلع الطائرة الخاصة.. وفجأة على غير عادته يقول لى بثقة كاملة: إن شاء الله سنعود يوم 31 يناير لأننا سنلعب المباراة النهائية ولما لم يجد أى ملامح على وجهى سواء كانت دهشة أو تعجبا أو استنكارا أو رفضا أو إيجابا أو سلباً، وجدته يرددها مرة أخرى.. بقولك سنعود يوم 31 يناير..
وبعد فترة ليست قصيرة وجدت نفسى أرد عليه ياريت.. قول يارب.. نفسنا نحقق انتصاراً نراضى ونصالح به جماهير الكرة المصرية التى مازالت تشعر بالانكسار والإحباط عقب حلمها الضائع بالوصول لمونديال كأس العالم بجنوب أفريقيا ومازال الوجع الجزائرى يدغدغ مشاعر جماهيرنا.. ولكن وجدت نفسى أسأله ماذا ستفعل إذا ما جمعتك الصدفة لتلعب أمام الجزائر فى أى دور فى أدوار البطولة وبالطبع ستكون الأدوار المتقدمة ولكن يبدو أن المدير الفنى كان جاهزاً بالإجابة ولم يتردد لحظة بل قال قاطعاً.. بالطبع لن ألعب وسوف أنسحب فوراً ..على فكرة لقد أبلغت أحد رجال السلطة المهمين بذلك عقب عودتنا من السودان لأنه فى رأيى أن منتخب الجزائر لا يعى معنى ومفاهيم الرياضة فقد خرجوا لاعبين وجهازا فنيا وجماهير عن كل المألوف وغير المألوف..
ويبدو أنهم لا يفرقون كثيراً بين السلوك الرياضى والسلوك الهمجى لأنى لم أشهد طوال تاريخى الكروى الذى يزيد على أربعين عاماً موقفاً شاذاً مثلما شاهدت المنتخب الجزائرى وجماهيره فى أم درمان.. فقلت يا أبوكريم كيف تحكم وتؤكد أنك لن تعود إلا فى 31 يناير وتؤكد انسحابك أمام الجزائر.. فرد قاطعاً نعم سوف أنسحب بمفردى وأترك الملعب ولكن لن أفرض رغبتى على الجهاز الفنى واللاعبين لأننى لست صاحب قرار الانسحاب الكامل ولكن أعلن قرارى فقط وسأترك الملعب فوراً أو قل لن أنزل مع فريقى فقلت وماذا نحن فاعلون إذا تحرشت جماهير الجزائر بفريقنا حتى لو لم تلعب أمامهم فرد قائلاً لا أملك إجابة محددة ولكنها مسئولية رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة وهم يعلمون جيداً أن هناك أكثر من 2500 مشجع ذهبوا وراء فريقهم إلى أنجولا ويبدو أنها ليست جماهير بقدر ما هى ميليشيات للحماية والحصانة والهجوم على الآخر أو بث الرعب فى أى فريق منافس فقلت له ولكن رئيس اتحاد الكرة قال لأحد المقربين شاكياً بأنه حاول أن يقدم تقريراً مفصلاً عن وجود جماهير الجزائر فى أنجولا ولكن لم يسمعه أحد ولم يهتم بكلماته أو تقريره أى مسئول حتى أنه كان ينوى عدم السفر مع الفريق ربما لمرضه المفاجئ وآلام الظهر التى باتت مستمرة أو يأسه لعدم وجود أحد من المسئولين يهتم بسفر المنتخب أو يسمع شكواه من جماهير الجزائر ولكن أقول لك يا كابتن إن أوامر أو رجاء من حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة كان وراء سفر زاهر..
فعاد شحاتة ليؤكد: أنا لا أهتم كثيراً بهذا الشأن لأننى وجهازى الفنى واللاعبين لا نهتم سوى بالتركيز فى الفوز لنصالح جماهير مصر الوفية لنعوضها عن فرصتنا الضائعة فى كأس العالم بجنوب أفريقيا وعدت وسألته ماذا تتمنى قبل السفر وقبل أن تصعد إلى سلم الطائرة فقال لى كنت أتمنى أن تبدأ البطولة فى 20 يناير مثل البطولات السابقة ليكون أمامنا 10 أيام أخرى فى معسكر الفريق نلعب مرة ودية أخرى لنجرب ونؤكد فيها خطة مباراتنا أمام نيجيريا ويزداد تأقلم اللاعبين الجدد وبالذات محمد ناجى جدو الذى أتفاءل كثيراً بوجوده وأيضا كانت هذه الفترة ستمنح النجم أبوتريكة الشفاء ويسافر معنا لأنه لاعب ذو قيمة وقامة وقادر على بث الروح فى نفوس زملائه اللاعبين ولكن أقول قدر الله وما شاء فعل ودعنى لا أتمنى شيئاً لن يحدث وأقول رغم أننى ذاهب إلى أنجولا دون عمرو زكى وبركات وأبوتريكة.. إلا أننى متفائل باللاعبين الموجودين معنا.
دعنى أطلب طلباً خاصاً قبل أن أصعد سلم الطائرة وأطالب جماهير مصر بالدعوات التى دوماً هى السند الذى يقوى عزيمتنا ويمنحنا ويبث فينا الإصرار والعزيمة وهى الدافع والوقود الحقيقى لانتصاراتنا وبعدها تركت المدير الفنى ومازالت الابتسامة تملأ وجهه وقليلاً ما تجد شحاتة فى كل هذا التفاؤل، لا أدرى هل هى طمأنينة وثقة وإصرار أم لا مبالاة وعدم وعى وفهم كاملين لحقيقة أننا فريق لا يملك أدوات الفوز ولكنى متأكد دائما أن شخصية حسن شحاتة شفافة.. واضحة.. لا يعرف أن يخفى ملامحه ولا يجيد فنون التمثيل ولكن دائماً تجد «ظاهره» الذى أمام الناس مثل «باطنه»، الذى لا يعلمه إلا المولى عز وجل.
ودعونا نترك المدير الفنى وتعالوا نجتهد ونستنتج من خلال حوارات أخرى جانبية لا وقت لنشرها ونبحث عن كيفية وطريقة اللعب التى سيلعب بها منتخبنا أمام نيجيريا فى مباراته الأولى فى مجموعته السهلة وما هى مجموعة اللاعبين التى ستبدأ تلك المباراة وعموماً دعونا نؤكد أننا بلا شك سنبدأ بالحارس العملاق عصام الحضرى وأمامه أربعة مدافعين سيد معوض ووائل جمعة ومحمود فتح الله وأحمد المحمدى وأمامهم أحمد فتحى والذى سيقوم بدور الليبرو أمام خط الدفاع.
وهناك ثلاثة لاعبين فى وسط الملعب تغلب عليهم الصفة الدفاعية وهم أحمد حسن وحسام غالى وحسنى عبدربه وأمامهم اثنان من المهاجمين زيدان وعماد متعب وربما يكون البديل الآخر لزيدان فى حالة عدم شفائه لاعب الاتحاد السكندرى «جدو» وهناك على دكة البدلاء مهاجمون أو لاعبون يملكون التحولات الهجومية ويحولون طريقة الحرص التى سنلعب بها إلى مغامرات هجومية أمثال شيكابالا وسيد حمدى وعبدالملك وجدو ويبدو أننا سنلعب أمام نيجيريا أشبه ما لعبنا أمام البرازيل وإيطاليا فى كأس العالم للقارات والتى كنا نعتمد على تضييق المساحات والانتقال سريعا إلى الهجوم عن طريق رجال وسط الملعب ولكننا لا نملك تمريرات أبوتريكة ولا ندرى من سيقوم بدور النجم الكبير الغائب فى التمريرات الطولية المباغتة ربما يعود زيدان ليكون مهاجما متأخرا قليلاً عن متعب وربما يقوم أحمد حسن بهذا الدور ولكن دعونا ننتظر.
هل سيستطيع شحاتة المتفائل أن يؤكد لنا أنه مازال رجل البطولات الأفريقية المجمعة.. وهل سيؤكد هؤلاء اللاعبون أنهم مازالوا أسياد أفريقيا أم أن نيجيريا ستطيح بنا من العرش الأفريقى وتعيد أمجادها على حساب المنتخب المصرى.. دعونا نتفاءل مع شحاتة والرجالة وندعو له بالتوفيق والفوز والانتصار ليعيد لنا وجماهيرنا الابتسامة والفرحة الضائعة وليمسح أحزان جماهير مصر التى مازالت تتألم وتتوجع من الضربة الجزائرية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة