فى ختام احتفالية المصرية اللبنانية بالأعلى للثقافة..

عبد المجيد: كثرة كتاب الرواية جعلوها مستهدفة

الجمعة، 22 يناير 2010 04:26 م
عبد المجيد: كثرة كتاب الرواية جعلوها مستهدفة الروائى إبراهيم عبد المجيد والروائى فؤاد قنديل
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب الروائى إبراهيم عبد المجيد، إننا نعيش فى عصر صارت فيه الرواية مستهدفة، "بمعنى أن كتاب الرواية كثروا، وفيهم المجيدون وفيهم المتسللون".

وأكد عبد المجيد، أنه يتلقى الكثير من الكتابات الروائية الشابة من الكتاب الشباب على الفيس بوك، مشيراً إلى أن كتاباتهم تعكس جرأتهم وشجاعتهم فى كسر الكثير من التابوهات، وهم المجيدون، مؤكداً أن القليل منهم هو الذى يعتنى بأن اللغة ليست مجرد وعاء لنقل الأفكار والمشاعر، وأوضح أن بعضهم ينجح فى أن يبنى جملته الروائية حسب حالة الرواية الروحية.

جاء ذلك خلال آخر أمسيات الدار المصرية اللبنانية التى عقدت أمس فى المجلس الأعلى للثقافة بمناسبة احتفاليتها بمرور 25 عاماً على انطلاقها، وكان موضوع الأمسية "الرواية الماضى والحاضر والمستقبل"، واستضافت الروائيين إبراهيم عبد المجيد وفؤاد قنديل وأدار الندوة الناقد خيرى دومة.

وأضاف عبد المجيد فى كلمته، إن القارئ فى مصر بحاجة لفن الرواية، لأنها فيها آلامه ومشاكله وعبرت عن حالة مزاجية كونية تشمل العالم كله الآن، وأعتقد أن ذلك سيستمر لأسباب طويلة فى مصر.

وانتقد عبد المجيد فى كلمته، البيروقراطية التى ترفض أن يكتب الفنان أكثر من لون أدبى، مؤكداً اكتشافه أن فيكتور هوجو كان يرسم، وفان جوخ كان يكتب فى النقد.

فيما تناول الروائى فؤاد قنديل فى مداخلته أزمة الرواية فى الوقت الحاضر بين مشكلات التوزيع والتسويق لها، مؤكداً أن العديد من الأعمال الروائية التى تصدر فى القاهرة، لا يراها محبو الرواية فى الصعيد أو الوجه البحرى.

كما أشار قنديل إلى أن منظومة التوزيع والتسويق من أهم العناصر التى تتحكم أن تصل الرواية إلى المتلقى.

ونفى قنديل، أن تكون القراءة قد تراجعت فى مصر، مؤكداً أن القراء كثيرون فى مصر، لكن صناع الكتب هم الذين يجب أن يبذلوا مزيداً من الجهد من أجل الوصول إلى الجمهور.

وتطرق قنديل إلى الحديث عن ماضى الرواية، مؤكداً أن إبداعات طه حسين وتوفيق الحكيم، وإبراهيم عبد القادر المازنى كانت البداية الحقيقية الناضجة بالنسبة للرواية، مشيراً إلى أننا لم يكن بإمكاننا التقدم فى الرواية فى البدايات إلا بتأثير ترجمتنا للروايات الأجنبية، خاصة الروايات الروسية التى لها تأثير كبير على الفكر العربى.

وجاء فى الجيل الثانى بعدهم إحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبد الله ويوسف السباعى، والحقيقة هم مثلوا فى نظرى أكثر أهمية من نجيب محفوظ فى التأسيس لفن الرواية، لأنهم قدموا الرواية للقراء واجتذبوهم إليها، مشيراً إلى أن نجيب محفوظ يعرف معنى الفن أكثر من هؤلاء، لذلك كانت كتابته نسبية بعيدة عن ذائقة القراء فى ذلك الوقت، لكنها تقدمت واستوعبت أعمال نجيب محفوظ.

وأكد قنديل، أن إحسان عبد القدوس التحم بالجماهير من خلال لغة بسيطة، ومن خلال موضوعات مهمة للغاية مثل موضوع المرأة.

وأشار قنديل إلى الأهتمام بإنشاء دور النشر بعد الثورة، مؤكداً أن الصحافة فتحت أبوابها للقصة القصيرة والشعر، لكن الثقافة تراجعت، كثيراً.

وقال قنديل: إذا كان هناك خلل ما فى الثقافة بعد الثورة، فالسبب فى ذلك المثقفين أنفسهم وليست الثورة، أو رجالها، ومنهم جابر عصفور، وسمير سرحان، ويوسف السباعى، وأوضح قنديل أن دور كل من يوسف السباعى وثروت عكاشة فى خدمة الثقافة كان ضخماً وليس من السهل أن نمحو كل ما قدماه من أجل بلدهما.

وختم قنديل حديثه بالتأكيد على أن المثقف الحقيقى لا يكبحه القمع، وحتى لو لم تتوفر الحرية له، فسوف يحطم كل الأسوار، ويقدم رؤيته بكل السبل الممكنة سواء بالرمز، أو بالتقنيات المختلفة مثل الفانتازيا، وضرب المثل بالشاعر أمل دنقل ووصفه بالنموذج الرفيع الذى لم تمنعه أى قيود من أن يقول كلمته بمنتهى الفن، ومنتهى القوة، وضفر الأسطورة مع التراث ومع الذات ومع المجتمع وهذا ما يفعله الفنان الحقيقى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة