جمال الشناوى

عملية جريئة للقسام

الجمعة، 22 يناير 2010 03:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان اجتماع كتائب القسام ساخنا.. بأحد مقارها السرية فى مدينة رفح الفلسطينية.. العملية هذه المرة فى غاية الخطورة.. تفوق فى أهميتها أى عملية استشهادية سابقة ضد الكيان الصهيونى... اكتمل وصول فريق الملثمون المكلفون بالتحرك إلى المكان المستهدف.. وقف قائدهم يملى عليهم التعليمات النهائية.

الهدف هذه المرة لم يكن باتجاه الشرق حيث المحتل الإسرائيلى.. وقواته التى تطبق الحصار على الإمارة الإسلامية فى قطاع غزة.. خمسة معابر أخرى تربط غزة بالكيان الصهيونى.. لكنها جميعا ليست ضمن هدف عملية حماس البطولية هذه المرة.

التحرك هذه المرة باتجاه الغرب حيث الحدود مع مصر.. وبالقرب من معبر رفح الحدودى الذى يربط مصر بالقطاع.

وقف قائدهم «.....» يحذر من خطورة العملية.. يجب التسلل تحت جنح الظلام.. وتنفيذ العملية دون أن يكتشفها أحد.. أعاد التأكيد على القوة المكلفة بالتنفيذ.. الكل يراجع السلاح المستخدم.. ورد فريق العملية بتمام الاستعداد.

العملية هذه المرة كانت مختلفة فالسلاح المستخدم هو قطع من اللحم المختلطة بالسم.. تم وضعها فى أكياس..تسلمها مقاتلو القسام وحانت ساعة الصفر.. تحرك مقاتلو حماس باتجاه الحدود المصرية بالقرب من منفذ رفح.. الذى كان مفتوحا لعبور عدد من الفلسطينيين العائدين من رحلة علاج فى القاهرة.

انتصف الليل.. وتحرك المقاتلون الأشاوس لحماس إلى الحدود مع مصر.. وعند أقرب نقطة على الحدود بالقرب من المنفذ ترك جنود الحراسة أماكنهم لمقاتلى كتائب القسام.. وبعض الجنود من أهل الثقة استمروا فى أماكنهم.

حانت ساعة الصفر.. وهى إلقاء قطع اللحم المختلط بالسم القاتل إلى كلاب الحراسة.. التى تستخدمها القوات المصرية والشرطة فى الحراسة.

ولأن ارتطام اللحم بالأرض لا يحدث صوتا يلفت أنظار الجنود..فلم ينتبه أحد إلى قطع اللحم التى تتساقط..قطع اللحم التى يحتاجها أبناء الشعب الفلسطينى.. وشبع منها قيادات حماس..الذين تفرغوا لتجارة الأنفاق.. والغريب أن حماس أنشأت إدارة فى بلدية رفح لمنح تراخيص الأنفاق.. وتولى سلطة المعابر التابعة لحماس تحصيل الجمارك عن كل البضائع التى تمر عبر باطن الأرض.. تجارة الأنفاق التى منحت قيادات حماس فرصة ذهبية للثراء الفاحش.. حتى أن مسئولا استشهد فى حرب غزة كان يدير شركة لتوظيف الأموال فى تجارة الأنفاق.. وأن رأس مالها تخطى الـ200 مليون دولار.. «هذا ما قاله لى عدد كبير من أبناء غزة الذين ضاقوا بفتح وحماس معا».

عودة إلى العملية البطولية لأشاوس كتائب القسام.. المهمة نجحت.. وعبر جهاز اللاسلكى تلقت قيادة كتائب القسام فى رفح تمام التنفيذ.. لحظات والتهمت الكلاب قطع اللحم المختلطة بالسم.. وراحت تتلوى من فعل السم.. الكلاب تساقطت الواحد تلو الآخر.. وتوقف صوت نباحها..

طريقة سم كلاب الحراسة يجيدها لصوص المساكن والفيلات.. وتجار المخدرات.. والمثير للأسى أن حماس لم تستطع الاقتراب من كلاب الحراسة على الحدود مع إسرائيل.. بل لا تجرؤ على الاقتراب من الحدود الشرقية للقطاع.. بل تهدد فصائل المقاومة الأخرى من عمليات ضد إسرائيل.. اقتصاد سلطة حماس بات يعتمد على تجارة الأنفاق التى تنقل بضائع ترفيهية ليس بينها إلا القليل من السلع الغذائية التى تمتلئ بها مخازن أتباع حماس. وتباع لسكان غزة بالشيكل الإسرائيلى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة