خالد بيومى

ما أحلى أن تكون مشجعا للكبار

الثلاثاء، 26 يناير 2010 07:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس هناك متعة فى كرة القدم تعادل إحساس المشجع بالسعادة أثناء رؤيته للاعبى منتخب بلاده وهم يتألقون، ويشعر بوطنيتهم فى الملعب، هذا الإحساس الذى يسيطر على الجمهور المصرى أثناء رؤيته لأبطال المنتخب الوطنى وهم يصولون ويجولون فى ملاعب أنجولا محققين الانتصار تلو الآخر.

بعيدا عن الأداء الفنى للاعبى الفراعنة فى بطولة الأمم الأفريقية المقامة حاليا بأنجولا وعن نتيجة مباراة الكاميرون التى أقيمت أثناء كتابة هذه السطور فإن منتخب الفراعنة يمتاز عن غيره من المنتخبات الأفريقية المشاركة فى البطولة بأن لاعبيه يؤدون داخل الملعب بإنكار للذات، وكل لاعب لا يرى داخل الملعب سوى علم مصر والجمهور الذى ينتظر منهم لحظة سعادة، وهذه هى الوطنية التى يفتقدها لاعبو المنتخبات الأخرى وهذا ليس تقليلا من شأن أحد، بقدر ما هو حقيقة ترى بالعين المجردة.

لاعبو المنتخبات الأفريقية لا يعطون للمنتخبات مثلما يعطون لأنديتهم الأوروبية، وينظرون لبطولة الأمم على أنها فرصة لتسويق أنفسهم لا على أنها بطولة كبرى ومن أكبر البطولات على مستوى العالم، ولابد من تحقيق إنجاز بها يضاف للسجل التاريخى لبلادهم.

هذا هو الفارق بين اللاعبين الكبار الذين يفضلون مصلحة بلادهم ووطنيتهم على مصلحتهم الشخصية، وبالطبع هؤلاء هم المصريون أحفاد الفراعنة وعناصر منتخب الساجدين، وبين اللاعبين الذين لا يوجد بين أعينهم سوى المصلحة الخاصة.

من هنا أقدم تهنئة للجمهور المصرى على ما أنعمهم به الله من لاعبين يقدرونهم، وأقول للجمهور أيضا من حقك أن تفتخر لأنك تشجع فريق الكبار، فريق يضم لاعبين يحبون الوطن ويخلصون من أجله، ويقودهم جهاز فنى مصرى وطنى حتى النخاع، لا يشغل باله سوى بإسعاد الملايين ويتحمل الهجوم والانتقادات من أجلهم، وليس من أجل أى شىء آخر.

فاصل أخير
ما أحلى أن تكون مشجعا لمنتخب قوى يحقق طموحاتك فى رؤيته على منصة البطولات، ولاعبين يشعرونك بحماسهم أنهم يلعبون داخل وجدانك ولك أنت كفرد وليس لغاية ما بداخلهم.

تحية لحسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب الوطنى الذى أثبت فى هذه البطولة أنه بحق «معلم» من حيث اختيار اللاعبين لتمثيل منتخب الفراعنة، بعدما قام بضم جدو فى مفاجأة نال عليها الكثير من الانتقادات خاصة أن الأخير تم ضمه على حساب اللاعب المخضرم أحمد حسام «ميدو» صاحب الخبرة الكبيرة، ونجح جدو فى كسب ثقة الجماهير وأصبح أحد أبرز إنجازات مصر فى البطولة.

المعلم وضع معايير ناجحة فى اختياره للاعبين لتمثيل المنتخب أبرزها إنكار الذات والرغبة فى الفناء من أجل اسم مصر، وهو ما تحقق حتى الآن من خلال أداء رجولى من جدو ورفاقه البدلاء الذين شاركوا فى مباراة بنين سواء عبدالشافى أو أحمد رءوف أو معتصم سالم وهم من أثبتوا تصريحات شحاتة عمليا القائلة إن كل القائمة فى مستوى واحد ولا يوجد فارق فنى أو بدنى بينهم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة