جمال الشناوى

وكأن على رؤوسهم السيل

الجمعة، 29 يناير 2010 08:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجأة ودون سابق إنذار.. انكشفت الحكومة وبانت على حقيقتها، وكأن السماء هى الأخرى غاضبة عليها.. وأرادت أن تمنح البسطاء من شعب مصر فرصة كبيرة لكشف الحكومة الذكية.. وحكاية ذكاء الحكومة بقى فيها كلام كتير.. كنت الأسبوع اللى فات فى رفح..

والفلاحون هناك يشكون مر الشكوى من ندرة الأمطار.. حتى أنهم اقتلعوا أشجار الخوخ من حقولهم.. وبعضهم تحول إلى زراعة أشجار الزيتون التى لا تحتاج مياها كثيرة.. وعدد آخر تحول إلى العمل فى الأنفاق والتهريب إلى قطاع غزة الذى يمثل لهم منجم ذهب.. ولا أحد يعرف مصدر الدولارات التى تمطرها السماء هناك بفعل رياح شرقية حمساوية.

واضح أن ذكاء الحكومة انكشف وبان.. هى تستخدم ما تبقى لها من ذكاء فى محاربة المواطنين.. وتنفيذ سياسات شق الجيوب.. خاصة جيوب الفقراء والموظفين.
الحكومة عاشت طوال السنوات الخمس الماضية تكيد للمواطن فهى ترفع الأسعار نهارا.. وتفرض الضرائب ليلا.. تتاجر بأرواح الملايين فى سلخانات تسميها مستشفيات.. 12 مليون مصرى أصاب أكبادهم التليف وباتوا فى حاجة لمن يساعدهم على الحركة حتى موعد الموت.. 12 مليون مصرى أغلبهم آباء لأطفال سيحرمون ولو بعد حين من آبائهم.. ملايين آخرين ينخر فى أجسادهم مرض السكر ويعيشون محرومين مما تشتهيه أنفسهم.. قائمة أطول من مرضى السرطان.. الذين يُفتك بهم بفعل الفساد والمبيدات المسرطنة.. التى تغمر الأسواق حتى هذه اللحظة.. بفضل محظوظ قريب جدا من الكبار.. هذا المحظوظ مازال حتى كتابة هذه السطور يتمتع بنفوذ قوى داخل الدولة.. ويرعاه الكبار تحت القبة وخارج أسوار البرلمان.. يستورد ما شاء من مبيدات ولا يستطيع أمين أباظة وزير الزراعة ولا لجانه الاقتراب منه.. المحظوظ فوق الرقابة أيا كان نوعها.. أو تحول الرجل إلى أصحاب المليارات.. يفتح خطا ساخنا مع أقرانه فى إسرائيل.. يمارس الغش العلنى وطبعا صحة الناس ليست بين أجندة أعماله.. ولو كنت مسئولا فى الحكومة لألزمته بإعادة بناء معهد الأورام الذى يترنح الآن بفضل الغش الهندسى.

تقريبا لا يخلو بيت فى مصر من حامل لمرض مزمن.. ولا تخلو الصحف من تصريحات عفنة لمسئول حكومى عن مشروعات وقوانين لحماية صحة المواطنين.. لكن بمراجعة بسيطة لأعداد المرضى فى مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة نعرف حجم إنجاز الحكومة الغبية.
ولو كنت مكان النائب العام لقدمت وزراء الزراعة والرى ومحافظى أسوان وشمال وجنوب سيناء للعدالة.. بتهمة الكذب والدجل السياسى على الشعب.. ولو راجعت جهة رقابية واحدة تصريحات هؤلاء فى الشتاء الماضى.. لتأكدوا من ثبوت التهمة عليهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة