غريب حال الكرة المصرية مقارنة بكل أنواع الكرة فى العالم حتى الكرة الشاطئية.. فهذه هى المرة الأولى فى حياتى التى أرى فيها ارتباط مصير اتحاد كرة بمنتخب البلاد.. ولم أسمع حتى فى بلاد «الهاو هاو» ما أسمعه فى بلدنا العزيز مصر، فالسادة القائمون على الكرة فى مصر يعتبرون أن أى مباراة مهمة أو بطولة يشارك فيها المنتخب الوطنى الأول سلاحا لإسكات الألسنة التى تطالب بإصلاح ما أفسدوه.
وبالبلدى كده كل ما نقول فى غلط داخل اتحاد الكرة ويا ناس يا هو عايزين نصلح الغلط عشان مصلحة الكرة يفاجئنا المسئولون بالقول «لابد من تهدئة الأجواء حتى ينجح المنتخب».. زى ما يكون المنتخب ده تلميذ لازم نوفر له الهدوء فى الشارع كله عشان يذاكر.. طب لو الشارع بيعملوا فيه إصلاحات تفيد الحى.. نوقفها عشان الواد يذاكر..؟
هذا بالضبط هو وضع اتحاد الكرة الذى يطالب مسئولوه دائما بالسكوت وعدم فتح ملفاتهم «المصابة» بأمراض العصر كلها بما فيها أنفلونزا الخنازير لكى ينجح المنتخب فى مهمته بأمم أنجولا، فهم يستعملون ورقة المنتخب باحترافية عالية لوقف الهجوم عليهم مثلما حدث قبل مباراة الجزائر وكانت النتيجة صفرا فى التأهل للمونديال مثلما كان الصفر فى ملف تنظيمه.
والغريب فى الأمر أن بعد كل إخفاق للمنتخب يحصل اللى يحصل من تجاوزات.. يعطى المسئول طريقا للهروب من المساءلة.
فمثلا بعد مباراة الثلاثة الشهيرة أمام المنتخب الأمريكى والذى كان بوابة مصر للصعود للدور قبل النهائى بكأس القارات فى حالة الهزيمة بأقل من ثلاثة أهداف.. عشان «يحصل اللى يحصل» ويطالب الجميع برد كرامة لاعبى المنتخب عما قيل عنهم ومحدش حتى يقول «انتو ليه مخسرتوش بس»..
ونفس السيناريو بيتكرر بعد صدمة أم درمان «الكرامة» حرام عليكو كرامتنا اتبهدلت لازم تردوا لنا كرامة المصريين، الحمد لله على الهزيمة ده لو كنا كسبنا كانوا هايموتونا، وكأن المنتخب طالع فى دور البطل وضحى بالصعود للمونديال عشان الجماهير تعيش.. والله أعلم إيه اللى هايحصل لو خرجنا من أنجولا؟!
ويبدو أن هذا الداء ليس وليد هذه المرحلة فقبل أمم غانا 2008 كانت هناك أزمات بين أعضاء مجلس الإدارة بسبب تكوين اللجان والمناطق والإشراف على كل دهاليز الجبلاية وتم التعتيم عليها بحجة أن المنتخب مقبل على مهمة وطنية ولابد من تكاتف الجميع خلفها، وحتى بعد الحصول على لقب البطولة جاءت أزمة هدايا الإمارات والتى أيضا تم التعتيم عليها حتى لا نضيع فرحة الفوز بالبطولة.
فاصل أخير
ملفات اتحاد الكرة الشائكة والاتهامات التى يواجهها أعضاؤه فى الفترة الحالية وتحديدا بعد ضياع حلم المونديال تمثل النكتة الشهيرة التى تقول «لازم نضحى بالأم عشان الجنين يعيش» ولكن مسئولى اتحاد الكرة يطالبوننا بالتضحية بالأم والجنين والدكتور عشان رئيس المستشفى ربنا يكرمه ويعيش.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة