وقف الممثل العظيم فؤاد المهندس على خشبة المسرح يقسم بأغلظ الأيمان للجميلة شويكار بأن القانون.. لا يعرف زينب.. ولا يحوى فى أى من مواده ما يحمل التواطؤ أو المجاملة.. كان ذلك تقريبا قبل نصف قرن.
لكن هذه الأيام، يبيت القانون فى أحضان زينب.. التى تنتهك العدالة وهى تخرج لسانها للجميع.. زينب.. هى رمز للنفاق وانتهاك حقوق البسطاء والفقراء.
أكتب بكل صراحة ولا ضمانة لدى سوى القانون الذى يتراقص الآن بين أحضان زينب.. أعترف أن الحرية فى بلادى تسمح لى بأن أفضح ذلك القانون الذى حاد عن العدالة.. ويرتجف أمام الأقوياء ممن صنعوا نفوذا بالباطل.
كانت ساعات الانتظار طويلة.. بائع الكيف شخص غامض.. شاب فى أوائل الثلاثينيات.. وجه جديد لم تكن الأعين التى ترصده تعرف أن جهودها ستذهب سدى فبائع الكيف الشاب هو ابن لمسئول شهير.. صيته يتخطى الحدود.. تلاحقه الكاميرات أينما حل.. تلهث خلفه وكالات الأنباء.
حراس القانون.. لم يفطنوا لوجود زينب فى فراش القانون ، توهموا أنهم حراس العدالة.. وساروا حتى آخر الطريق.. بائع الكيف الشاب سيذهب إلى السجن لامحالة، فمعلومات سابقة تؤكد أنه لم يكن مدمنا يحتاج إلى شفقة.. ولا مراهقا مغامرا.. يجب على الجميع أن يغفر له ويقومه.. لكن أن يكون ابن المسئول هذا قد تخطى الثلاثين ، فلا عذر هنا.. ولا شفاعة لأبيه الذى لاحق الكاميرات ولاحقته.. ونسى ابنه، أخيرا لم يعد أمام رجال الشرطة سوى القبض على ابن المسئول الشهير.
وبحسن نية رجال الشرطة تم القبض على الشاب البالغ 32 عاما، أول حرف من اسمه «ك» وأتحفظ على باقى اسمه حتى صدور الحكم ضده «إذا قدم للمحاكمة» تم القبض عليه متلبسا فى منطقة مدينة نصر ومعه كمية قليلة ربما تبقت معه من كيف الأثرياء وهو «الكوكايين».. وكمية أقل من الحشيش.. لكن الأخطر هو ضبط ميزان حساس من ذلك النوع الذى يستخدمه باعة التجزئة فى سوق المخدرات.. ويستطيع وزن الخردلة.. مبالغ مالية متنوعة مابين الجنيه والدولار.. تم إرفاقها بالمحضر الذى أرسل إلى نيابة مدينة نصر.
ساعات وفور وصول ابن الباشا إلى قسم الشرطة.. لتبدأ الاتصالات.. ضغوط ووساطات من كل نوع.. الكبار يتبادلون الاتصالات الهاتفية.. توصيات صدرت ووساطات.. من ذلك النوع الذى يكبل القانون ويلقى به فى أحضان زينب.
الضابط الصغير الذى ألقى القبض على ابن الباشا.. كان سعيدا وهو يشاهد المتهم فى طريقه إلى النيابة.. هو متأكد من قرار حبسه فى النيابة وفورا.. فوجود ميزان حساس بين المضبوطات.. يلقى فى وجدان المحقق أنه أمام تاجر مخدرات.. وليس أمام شاب مدمن يحتاج إلى الشفقة.
المهم توقف التحقيق عدة مرات.. وفى النهاية صدر قرار النيابة.. التى اعترف أمامها ابن الباشا أنه بالفعل يحوز المخدرات.. وكل المضبوطات.. والغريب أنه اعترف أنه مدمن يتعاطى الكوكايين والحشيش.
وصدر القرار.. بإطلاق سراح ابن المسئول بكفالة مالية.. ألف جنيه فقط، كانت كافية لأن يغادر سراى النيابة.. وقسم شرطة مدينة نصر ليجد سيارة فاخرة فى انتظاره.
بائع الكيف يغادر قسم شرطة مدينة نصر متنفخا كالطاووس.. غير مبال بالقانون طالما أن زينب مازالت فى أحضان القانون.. تمارس معه الخطيئة, فيغمض عينيه..طويلا!!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة