لم يسبق فى تاريخ العمل السياسى أن استغل حزب حاكم أو غير حاكم فئة من الشعب، الاستغلال الذى قام به الحزب الوطنى مع أقباط مصر بدون مقابل وعندما كانت الانتخابات تراقب من القضاء، ويتجلى استخدام أو ابتزاز الحزب الوطنى للأقباط فى مظاهر عدة، ولكن فترة الانتخابات هى الفترة الأوضح والتى يقوم فيه الحزب الوطنى بمص دماء الأقباط وتركهم فى الشارع ينزفون دون عائد.. فعندما كانت الانتخابات تراقب من قبل القضاء وكانت أصوات الأقباط ذات قيمة وعد الحزب الكنيسة والشعب بجميع الوعود، خاصة فى انتخابات الرئاسة الماضية، وبعد أن فاز الحزب بكل ما أراد وحشد الأقباط أنفسهم خلف الحزب لم يقدم لهم أية خدمات ولم يتدخل لحل أى من مشاكلهم العالقة لأجيال وأجيال، وتوسم الأقباط خيرا بعد أن تدخل قداسة البابا شخصيا فى انتخابات الرئاسة الماضية لحشد الأقباط من أجل السيد الرئيس مرشح الحزب الوطنى، واعتقد الكثير منهم أن الدولة سوف تقدر موقف قداسته وتتعامل مع مشاكل الأقباط بجدية، ولكن كانت النتيجة مخيبة للآمال فلم يحصل الأقباط إلا على وعود لم تنفذ وخيبة أمل لا تضاهيها خيبة.
وجاءت نتيجة ترشيحات الحزب الوطنى التى أعلنت مساء الأحد لتؤكد أن هذا الحزب هو حزب طائفى بكل المعانى، فعلى الرغم من الخطوة غير المسبوقة من الحزب بإعلان أكثر من 800 مرشح لخوض الانتخابات القادمة والتى تعد خطوة مريبة يقوم فيها الحزب بحشد مرشحيه الواحد ضد الآخر، لكن أغرب ما فيه هو الإعلان عن ترشيح 5 أقباط فقط من مجموع الـ800 مرشح، وبالطبع فإن بعض هؤلاء الخمسة سوف يتنافسون مع مرشحين آخرين للوطنى بجوار أحزاب المعارضة والمستقلين.
والموقف المحير هو أن الأقباط قاموا بمشاركة غير مسبوقة فى انتخابات المجمع الانتخابى داخل الحزب، بل إن عدد المشاركين فاق كل التوقعات، وعليه فلن يستطيع السادة قيادات الحزب استخدام حجة الأقباط لا يشاركون.
ولم يتوقف الحزب عند حد تحجيم الأقباط فى الانتخابات بل قام بإعادة ترشيح عبدالرحيم الغول الذى أعلن طائفيته داخل المجلس وعلى القنوات الفضائية، وكان مصدر قلق لأقباط نجع حمادى لسنوات طوال، ولكن يبدو أن الحزب أراد أن يخرج لسانه للأقباط ويقول لهم إنه فوق المساءلة وفوق الجميع. والآن ماذا يريد أن يفعل الأقباط حيال هذا التجاهل، إن الرد الوحيد الآن من الأقباط هو إسقاط جميع مرشحى الحزب الوطنى بلا استثناء والوقوف بجوار الأقباط المستقلين ومرشحى أحزاب المعارضة، فلقد انتهى زمن الصفقات وحان وقت العمل خلال الأسابيع الثلاثة القادمة لإسقاط جميع مرشحى الحزب بلا استثناء.. إننى أتوجه إلى الأقباط أن يتجاهلوا أى توصيات من أى قيادة كنسية أو سياسية تطالبهم بالوقوف بجوار هذا الحزب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة