رحل بالأمس عن عالمنا العلامة الكبير عبد الرحمن الجيلالى أحد أهم المراجع الدينية فى الجزائر الشقيقة، عن عمر يناهز 102 بعد صراع طويل مع المرض حسبما ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية.
ولد عبد الرحمن الجيلالى عام 1908 بالجزائر العاصمة، ويعود نسبه إلى آل الشجرة الموسوية القادرية وفروعها الأشراف القاطنين بسهول متيجة، وتصل سلالتهم إلى عبد القادر الجيلالى سليل الحسن سبط النبى وبن على بن أبى طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويوجد ضريح الجد عبد القادر الجيلالى المتوفى سنة 1077 ببغداد بالعراق.
وتخرج عبد الرحمن الجيلالى فى أعرق المساجد بالعاصمة الجزائرية فكان واحدًا من الذين تلقوا تعليمهم الدينى منها، وقد تناولها بالدراسة فى العديد من الأبحاث التى صنفت هذه الآثار ضمن المعالم الإسلامية الأكثر أهمية فى الجزائر العاصمة، كما أنه أعد دراسات دقيقة ركز فيها على فنياتها المعمارية والصناعية الدقيقة، وهو ما فتح له باب البحث والتعمق فى دراسة حركة المجتمع الجزائرى السياسية والعلمية حتى باتت كتاباته فى هذا المجال مرجعا للدارسين والباحثين لما تتميز به من دقة وشمولية، ومنهم الباحث المستشرق الفرنسى الشهير جورج مارسى.
والتحق الشيخ عبد الرحمان الجيلالى بالإذاعة الوطنية وقدم فيها برنامج "لكل سؤال جواب" ليجيب فيه على تساؤلات المستمعين الدينية.
وتمكن الشيخ عبد الرحمان الجيلالى من إنتاج عشرات الأعمال فى مختلف الميادين الدينية، الأدبية، الفنية والتاريخية، كانت سببًا فى حصوله على أوسمة استحقاق من مؤسسات علمية متخصصة، كما حاز عضوية المجلس الإسلامى الأعلى عقب استقلال الجزائر.
وقد عمل الشيخ عبد الرحمن الجيلالى مع نخبة من العلماء على إنشاء وتنظيم نِظَارات الشئون الدينية بمختلف ولايات الجزائر، كما ساهم فى تأسيس مجلة الأصالة الصادرة عن المجلس الإسلامى الأعلى التى ساهمت مساهمة فعالة فى الترويج لملتقى الفكر الإسلامى، كما كانت منبرًا هامًا للمناقشة الهادفة، كما قدم الجيلالى محاضرات فى 14 دورة من مؤتمر الفكر الإسلامى، كما كان عضوًا فعالاً فى الديوان الوطنى لحقوق التأليف.
وساهم الشيخ عبد الرحمن الجيلالى بقلمه فى الصحف والمجلات الجزائرية، كما ساهم فى تزويد المكتبة الجزائرية بالعديد من العناوين الهامة، منها كتاب تاريخ الجزائر العام المنشور فى جزأين، والذى يعتبر مرجعًا لدارسى تاريخ الجزائر، وهو الآن فى طبعته الثامنة، ومن كتبه أيضًا كتاب تاريخ المدن الثلاث: الجزائر، المدية، مليانة، وكتاب خاص بذكرى العلامة الدكتور بن أبى شنب، وكتاب حول العملة الجزائرية فى عهد الأمير عبد القادر، وكتاب ابن خلدون فى الجزائر، وعن أعماله ومساهماته الأدبية كرمه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ومنحه شهادة الدكتوراه الفخرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة