الرغى العام المجانى بات هو السمة السائدة بين كل المرشحين الذين جاءوا على قوائم الحزب الوطنى، وباتت علامات الاستفهام والتعجب والدهشة التى كست الوجوه هى الأقرب لرصد حالة الذين اختارهم الحزب الوطنى، نظراً لشعور المرشحين بالمعاناة الشديدة فى 192 دائرة رشح فيها الحزب أكثر من مرشح على المقعد الواحد، وهو ما أشاع خطابات وتفصيلات وتحليلات لا يُعرف مفادها حتى الآن.
البعض اتهم الحزب بالضعف وقلة الحيلة، وراح آخرون يتهمون أمين التنظيم أحمد عز بشكل شخصى، وقالوا إنه أزعج الجميع، وأضاع وقت الحزب فى المجمع الانتخابى، وفى التقارير التى كان يكتبها رجاله فى كل الدوائر، والبعض أكد أيضاً أن «عز» لعب بمشاعر الوحدات الحزبية، حيث ظنوا أن كلماتهم قاطعة، وستحدد بشكل كبير اختيارات وترشيحات النواب، لكنهم قالوا إن الاختيارات خضعت لمعايير أخرى لم نتوقعها، وآخرون أكدوا أن هناك خلافات شديدة فى مكتب الحزب الوطنى فكانت الترضية هى الحل، وجاء كل مسؤول حزبى كبير برجاله، وهذا ما سيفتت الحزب من الداخل، وسيزيد الضغائن بين أنصاره.
وإذا كان الغاضبون، الذين لم يأتِ بهم الحزب على قوائمه، أعلنوا التمرد والغضب، ومساندتهم لأى مرشح مستقل، فإن هناك أعداداً أخرى ستخرج أكثر غضباً وتمرداً على الحزب الوطنى بعد الانتخابات، لأن هناك يقيناً لدى مرشحى «الوطنى» بأن الحزب سيعطى تعليماته الأخيرة قبيل الانتخابات بالتحالفات التى بالطبع ستطيح برؤوس أكثر من 200 مرشح، وبالتالى سيتحولون قطعاً إلى قنابل تنفجر فى وجه «الوطنى» ونحن على مشارف انتخابات رئاسة الجمهورية عقب انتخابات مجلس الشعب بأشهر قليلة، لذا باتت المخاوف كثيرة من تحالف الذين خرجوا ولم يتم اختيارهم على قوائم «الوطنى»، وأيضا من الذين سيتم التضحية بهم قبيل انتخابات 28 نوفمبر الحالى، وربما ينضم هؤلاء الغاضبون إلى فصائل أخرى تزيد فى جدار المعارضة وتقويها لمصلحة أى مرشح رئاسى ضد الرئيس محمد حسنى مبارك.
إلا أن هناك مرشحين استسلموا، وتركوا أمورهم لما يفعله الحزب بهم، ليقينهم الكامل بأن الانتخابات ونتائجها ستخضع للمزاج العام للحزب الوطنى، وستنفذه آلة رجال الشرطة، ولذلك أراد الذين خططوا لهذه القوائم أن يكسروا عظام المعارضة تماماً بزيادة عدد المرشحين، دون أى اهتمام بشكاوى المستبعدين بأن الانتخابات شكلية، وبأن الحزب يريدها بالتعيين.. ووسط كل هذا الصراخ تتوه شكاوى مرشحى المعارضة والمستقلين والإخوان بشأن تزوير الانتخابات.
أحمد عز