قصة مصرع طفل الوراق صعقاً بالكهرباء أول أيام العيد

الخميس، 25 نوفمبر 2010 08:14 م
قصة مصرع طفل الوراق صعقاً بالكهرباء أول أيام العيد أشرف
بهجت أبوضيف - تصوير - محمد نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ والد الضحية: وجدت جثمانه على السيارة القاتلة متبولاً فى بنطاله بعد صعقه وحاولت إسعافه فلم يستجب
◄◄والدته: أعطيته «العيدية» قبل خروجه لصلاة العيد وفارقنى بقبلة فى الوداع الأخير


لم تعط الحياة الكثير من خيرها لعم «محمود» النقاش، لكنها من بين ما وهبته أسرة مكونة من 3 أبناء «محمد» 10 سنوات، و«أشرف» 9 سنوات، وشقيقتهما الصغرى «سلمى» 7 سنوات، وزوجة تحملت معه فقره وضيق ذات يده وتنقله من سكن لآخر حتى استقرت معه بغرفة بالطابق الأرضى فى عقار قديم بشارع «أبوفلان» بمنطقة الوراق.

إلا أن مصائب الدنيا لم تمهله وتتركه فى حاله، فنزعت منه نجله الأوسط «أشرف» فى فجر أول أيام عيد الأضحى بعدما أمسكت به كهرباء أحد الكابلات المكشوفة ولم تتركه إلا جثة هامدة.

قصة الإهمال القاتل بدأت عندما استيقظ «أشرف» صاحب السنوات التسع قبل صلاة فجر أول أيام عيد الأضحى مثل باقى الأطفال الذين ينتظرون ظهور أول شعاع نور ليوم العيد للاحتفال به مع أصدقائهم، ترك سريره وتوجه لغسل وجهه وأسرع إلى ملابسه الجديدة وأيقظ والدته لمساعدته فى ارتدائها، ثم استأذنها للخروج مع أصدقائه لأداء صلاة الفجر واللهو فى الشارع حتى صلاة العيد، قبلته والدته وأخرجت كيسها فأعطته العيدية ثم طلبت منه الحرص على نظافة ملابسه وودعته فى الخروج، خرج «أشرف» لكنه لم يكن يعلم أنها ستكون المرة الأخيرة التى سيفارق فيها حضن والدته والتقى مع أصدقائه «حسن» و«أحمد» وتوجهوا إلى مسجد «أبوفلان» المجاور لمنزلهم فى ذات الشارع، أدوا الصلاة ثم اتفقوا على الخروج للعب بالشارع حتى صلاة العيد، ارتدوا أحذيتهم وأسرع كل منهم محاولا سباق الآخر، تطل الفرحة من عيونهم فى انتظار جمع العيدية من الأقارب والجيران، لكن القدر لم يمهله كثيراً فازدادت شقاوتهم وأسرع «أشرف» ببراءة الأطفال للصعود إلى تلك السيارة القديمة التى يركنها صاحبها فى الشارع، والتى تعودوا على الصعود عليها واللعب أعلاها منتهزين فرصة عدم تواجد صاحبها الذى تعود على نهرهم وإبعادهم عنها، وأثناء ذلك لم يتخيل الأطفال أن هناك كابل كهرباء قاتلا بجوار السيارة تركته شركة الكهرباء مكشوفا وسط الشارع بلا أى حماية أو غطاء، وكأنهم تركوه مصيدة لقتل الأطفال، مما ينم عن مدى الإهمال وانعدام المسؤولية من المسؤولين عن الشركة.

اهتزت السيارة نتيجة لعب الأطفال ولهوهم فلامست الكابل الكهربائى مما أسفر عن حدوث ماس انتقل إلى السيارة ثم انتقل بدوره إلى جسد «أشرف» فسقط فوق السيارة، صديقاه «حسن» و«أحمد» اعتقدا أنه يلعب معهما وأنه يقوم بأداء تمثيلى برع فى تجسيده، حاولا تحريكه فلم يستجب، أجلساه فسقط منهما، فعلما فى ذلك الوقت أن مكروهاً أصاب صديقهما فأسرعا وأخبرا والده ليعثر عليه جثة هامدة نتيجة الكهرباء التى صعقته.

عم محمود أوضح لـ«اليوم السابع» أنه راض بقضاء الله وقدره قائلاً: «الله جاب، الله خد، الله عليه العوض، كان أمانة أودعها الله عندنا ثم استردها، ولا اعتراض على حكمه»، مضيفا أن الدنيا عاندته كثيراً لكنه لم يعترض يوماً على حاله، عوضه الله بأطفاله واستبشر فيهم خيراً لتعويضه عن حياة البؤس الذى يعيش فيها فاجتهد لتعليمهم وحرص على نيل كل منهم حظه من التعليم. وروى لنا مأساته قائلاًً إنه عقب صلاة فجر أول أيام عيد الأضحى فوجئ بخبطات شديدة على غرفته أفزعته فتوجه لاستيضاح الأمر، ووجد صديق ابنه أشرف يخبره أن ابنه أصابه مكروه منعه من الحركة، فأسرع بملابس نومه إلى مكان الواقعة ووجده ملقى على ظهره أعلى السيارة القديمة ووجده متبولاً فى بنطاله، حاول إجراء تنفس صناعى له فلم يستجب، وحاول إفاقته فلم يحرك ساكناً، فأدرك حينها أنه فارق الحياة، حمله وأسرع إلى مستشفى الساحل وهناك أخبروه أن ابنه قد مات، فحمل جثته وعاد به إلى منزله ووضع جسده على السرير للبدء فى إجراءات الدفن، وتم تحرير محضر لإثبات الحالة وحضر وكيل النيابة لإجراء المعاينة للجثة ولمحل الواقعة مكان الكابل الكهربائى وتأكد من حقيقة انبعاث ماس كهربائى منه وصرح بدفن الجثة.

والدة الطفل الضحية ذكرت أن ابنها كما لو أنه أضحية أخذوه منها فى يوم العيد قائلة: «خدوا منى ضنايا بسبب الإهمال والكابلات الكهربائية القاتلة التى تحاصرنا بالشارع، كان طفلاً هادئاً وبريئاً له طابعه الخاص طلب منى العيدية قبل خروجه فأعطيتها له وفارقنى بقبلة»، وقال لى: «مش هاصرف الفلوس كلها عشان عايز أحوش»، خرج بلا عودة ولو كنت أعلم مصيره لمنعته من الخروج، وأدعو الله أن يدخلنى به الجنة، فقد كنت حريصة على نشأته الطيبة متعوداً على الصلاة واحترام وحب الناس.

شقيقه «محمد» وشقيقته «سلمى» قالا إن أشرف «وحشنا أوى، وإحنا مش هنقدر ننساه وهنفضل فاكرينه، وكل عيد هيعدى نفتكر اللى حصل داعين الله له بالرحمة وأن يدخله الجنة».



مكان الواقعة



أشرف



والدة الضحية








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة