لا أجد تفسيرا منطقيا للأزمة المالية التى هلت فجأة لنادى الزمالك العريق.. ولا أعرف سببا لسيل التصريحات اليومية التى يبثها المستشار جلال إبراهيم عبر وسائل الإعلام المختلفة عن هذه الأزمة، وحالة تهديد النادى بالإفلاس، وحتى هذه اللحظة لم يوضح أو يشر لنا أحد إلى الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة، فهل مثلا أخذ الرئيس السابق ممدوح عباس خزينة النادى بعد قرار رحيله، ولماذا لم نسمع عن كل هذه الأزمة وقتما كان المجلس المنتخب بقيادة عباس وجاسر وسراج والعتال والجناينى يقود الزمالك..
وهل عقب رحيل هؤلاء يحدث كل هذا الانحدار المالى المفاجئ.. أرى أن هناك لغزا محيرا لم نعرف بواعثه الحقيقية حتى الآن لهذه الأزمة المباغتة، إلا إذا كان عباس والذين معه يملكون حيلا مختلفة للتغلب على هذه الأزمة..
أما المحزن والمؤسف والمخزى فى هذه الأزمة أن سيادة المستشار الكبير رئيس النادى، والذى بات يتوسل يوميا ويعطى فرمانات لكى يذهب معاونوه فى المجلس لـ«بوس» عتبة اتحاد الكرة ليتحصلوا ويحصلوا على حقوقهم المالية المتأخرة، وللأسف الشديد تلك الأموال المنتظرة ستذهب إلى جيوب محمود فتح الله الذى تعلم سيناريوهات المماطلة، ورفض التجديد، واللعب بأوراق التعاقد مع الأهلى، وهناك حقوق مالية أيضا لهانى سعيد، لهذا فكل هذا الضجيج الإعلامى، وإعلان حالة الإفلاس ليس والعياذ بالله من أجل عمال الزمالك الذين لم يتقاضوا رواتبهم، أو لتضميد جراح الفرق المختلفة التى باتت فى أشد الحاجة لتكملة مسيرتها الرياضية، أو من أجل الأسر التى تدفع اشتراكات سنوية لتمول النادى العريق، ولكن سقط مجلس الإدارة تحت أقدام فتح الله وهانى سعيد، وبات التسول الزملكاوى مؤسفا ومخزيا لجماهير هذا النادى العريق.. وإذا كان هذا المجلس المعين غير قادر على إدارة الزمالك، فلماذا إذن يتمسكون ويجلسون على الكراسى البيضاء، ولماذا لا يرحلون ويريحون أنفسهم؟ وأسأل أيضا رجال اتحاد الكرة كيف تتركون حقوق الأندية ليبتلعها حيتان التليفزيون المصرى؟.. أليست هناك عقود واضحة لطريقة ومواعيد دفع هذه الأقساط حتى تعرف الأندية متى ستتحصل على حقوقها؟
إذا كان اتحاد الكرة بكل هذا الضعف، وبات غير قادر على أخذ حقوق أنديته المالية، فما هو دورهم الحقيقى تجاه هذه الأندية؟ أم باتت قضية استمرار مصطفى يونس فى فضائية «مودرن» أو منتخب الشباب هى الأزمة الحقيقية لاتحاد الكرة، وكأنها هى التى تعرقل مسيرة الكرة المصرية؟
> > طالعنا الدكتور فاروق أبوزيد، رئيس لجنة الأداء الإعلامى، بوابل من الاتهامات غير المبررة ضد قناة «دريم» بسبب الخطأ العشوائى الذى قام به أحمد رفعت، عضو مجلس إدارة الزمالك، والذى استنكرته بشدة فضائية دريم نظرا لالتزامها الأخلاقى طوال سنوات بثها.. ومازالت «دريم» تحافظ على مشاهديها ليس بترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق فقط، ولكن بمد جسور المعرفة والثقافة طوال الوقت.. وربما كانت شجاعة «دريم» وإعلاء صوت المعارضة وفضح عورات الحكومة والانحياز لكل المصريين بجميع طوائفهم، السبب المباشر لاضطهاد لجنة الأداء الإعلامى لها، وربما وجدها أنس الفقى، وزير الإعلام، فرصة سانحة جاءته على طبق من ذهب لكى يقلم أظافر تلك القناة الرائدة التى انحازت إليها أطياف المشاهدين فى مصر وخارجها، وأقول للجنة الأداء الإعلامى راجعوا قليلا تفاصيل خطايا التليفزيون المصرى، وقولوا لنا ماذا فعلتم على الهواء مباشرة مع سبق الإصرار والترصد فى أزمة مرتضى منصور وشوبير مع محمود سعد والشيخ خالد الجندى، وقولوا لنا ما ذنب المشاهدين فى مضيعة الوقت فى أزمة فردية لا محل لها من الإعراب، وإذا فتحنا هذا الملف ربما يغضب الوزير والذين معه، ولكن نقول لدكتور الأداء الإعلامى مهلا، فالضيف الذى كان مع النجم الكبير مصطفى عبده، هو عضو مجلس إدارة ناد كبير ويعتبر مسؤولا عن تصرفاته وكلماته، وتمت إدانته من الجهة التى عينته فى مجلس إدارة الزمالك.. أما إذا كان الخطأ فى البرنامج الرياضى هو الفرصة السانحة لكى يتخلص الجانحون فى الحكومة من برامج منى الشاذلى وأحمد المسلمانى ووائل الإبراشى ودينا عبدالرحمن وعمرو الليثى وعمار على حسن، لكى ترتاح الحكومة من النقد والانتقاد البناء الذى يكشف ويعرى خطاياهم، أو ربما لأن «دريم» باتت الأفضل والأكثر انتشارا وقبولا لدى الطبقة المتوسطة المصرية، وأصبحت المدافع الأول عن المهمشين، وإلا قولوا لماذا تم الضغط لإلغاء فقرة العشوائيات فى البرنامج الشهير «واحد من الناس« للإعلامى اللامع عمرو الليثى.