◄◄ الأب: ابنى الجانى تلقى العلاج لمدة 6 أشهر داخل مصحة نفسية ولا أريد أن أخسره هو الآخر
شهدت منطقة أرض اللواء بالجيزة جريمة قتل بشعة حيث تخلص مجند شرطة من شقيقه العامل بسبب اختلافهما على مبلغ مالى تاركا والدهما العجوز يتجرع مرارة الحسرة والحزن.
تحريات رجال الإدارة العامة لمباحث الجيزة تضمنت تفاصيل الجريمة منذ بدايتها حتى تم دفن جثة المجنى عليه وإحالة شقيقه المتهم إلى النيابة التى قررت حبسه بعدما اعترف بارتكاب الحادث.
المعلومات التى جمعها فريق البحث الجنائى المكون من اللواء كمال الدالى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والعميد فايز أباظة مدير المباحث الجنائية والمقدم أحمد الوتيدى رئيس مباحث قسم شرطة العجوزة الذى باشر هذه الجريمة أفادت أن المتهم «خالد» 20 عاما مجند شرطة ينتمى لأسرة ميسورة الحالة تعيش بمنزل مكون من 4 طوابق بشارع عبده خطاب بمنطقة أرض اللواء مكونة من والده الحج «أحمد» الذى قارب الثمانين عاما وشقيقه الأكبر «إسماعيل» البالغ من العمر 22 عاما وشقيقه الأصغر «محمد» الطالب بالمرحلة الابتدائية يعيش والده من دخل محل علافة بمنطقة ميت عقبة يساعده فى إدارته نجله الأكبر «إسماعيل» الذى يعتمد عليه فى كثير من الأمور ويعتبره بمثابة ذراعه اليمنى.
فى الفترة الأخيرة أودع المتهم مبالغ مالية لدى شقيقه إسماعيل لحفظها له، لأنه كان يرغب فى خطبة إحدى الفتيات من جيرانه بالشارع، وكان يسعى جاهدا لتجميع مبلغ مالى استعدادا لأخبار والده برغبته فى خطبتها، وقبل ارتكابه الجريمة بـ3 أيام كان قد حصل على إجازته التى يقضيها فى البيت وعقب انتهاء مدتها واستعداده للسفر طلب من شقيقه استعادة المبلغ المالى الذى كان يحتفظ به معه، إلا أن شقيقه رفض الاستجابة لطلبه، فأخبره المتهم قائلا له «لو كنت صرفت الفلوس يبقى احصل عليها الإجازة الجاية» إلا أن المجنى عليه لم يستجب له أيضا وتطور الحديث بينهما إلى مشادة كلامية وحينها تدخل والدهما وعرض عليهما حل المشكلة بهدوء وتكفل بإعادة المبلغ لنجله المتهم، وانتهت المشادة بينهما وانصرف إسماعيل للجلوس على مقهى أسفل المنزل بينما انتظر «خالد» بالمنزل لتجهيز احتياجاته للسفر بعد انتهاء إجازته، إلا أن الشيطان دفعه للنزول والتشاجر مع شقيقه مرة أخرى.
أفادت التحريات أن المتهم استل سكينا وتوجه إلى المقهى وتشاجر مع شقيقه حتى تدخل سكان الشارع وفضوا بينهما إلا أنهما اشتبكا مرة أخرى فأشهر خالد السكين وغرسه بجسد شقيقه.
عامل المقهى الذى شهد الحادث ذكر أن المجنى عليه كان يعتاد الجلوس على المقهى يوميا وارتبط بعلاقة صداقة بكل روادها، وأضاف أنه ذهب إليه بعد أن طعنه شقيقه وحمله فقال له المجنى عليه: «متسبنيش وساعدنى».
يضيف العامل: تلطخت ملابسى بدمائه حتى حضر والده وباقى أقاربه ونقلوه إلى المستشفى ليفارق الحياة قبل خروجه من منطقة أرض اللواء ويسلم شقيقه نفسه لرجال المباحث.
الحاج أحمد والد المجنى عليه والمتهم ذكر لـ«اليوم السابع» تفاصيل الحادث وأضاف أن ابنه خالد المتهم كان يتلقى العلاج من مرض نفسى أصيب به منذ فترة وأنه استقر داخل مصحة نفسية لمدة 6 أشهر كان يتلقى خلالها العلاج على أيدى الأطباء النفسيين وأنه غير مسؤول عن كثير من أفعاله وأضاف أنه سيتوجه للنيابة بكل التقارير التى تفيد ذلك حتى تكون سندا له لتخفيف الحكم عليه.
وختم الأب حديثه قائلا: لا أريد أن أخسره هو الآخر بعدما خسرت إسماعيل فى لحظة شيطان تدخل فيها للإيقاع بين الشقيقين.
