مأساة دارت أحداثها بمنطقة إمبابة فقد خلالها عامل وزوجته نجلهما طالب الابتدائى فى حادث مروع أثناء استقلاله أتوبيس المدرسة بعدما فاجأه أتوبيس مسرع قيادة سائق متهور وحطم رأسه أثناء لهوه ومحاولته إخراج رأسه خارج الشباك لمداعبة أصدقائه فى أتوبيس المدرسة الثانى.
"اليوم السابع" انتقل إلى منزل الطفل الضحية محمد عمر صالح والتقى والده ووالدته وسط حالة من الحزن تملكت سكان الشارع الذين توافدوا على شقة الضحية لمؤازرة والدته.
والد الطفل عمر صالح (38 سنة)، موظف، ذكر أنه لديه طفلان عمر المتوفى (8 سنوات) فى الصف الرابع الابتدائى، وشقيقه الأصغر فى الصف الأول الابتدائى يعيش مع زوجته داخل شقة فى الطابق الرابع واصفا حالته المادية بالميسورة راضيا بما قسمه الله له من رزق، قائلا إنه يجتهد فى عمله من أجل توفير حياة كريمة لأسرته، مكتفيا بولديه الاثنين فقط حتى يتمكن من تربيتهما التربية الصحيحة.
وأضاف أنه أدخلهما مدرسة بمنطقة العجوزة واشترك لهما فى أتوبيس المدرسة الذى ينقلهما من أمام مدخل الشارع وإعادتهما مرة أخرى عقب انتهاء اليوم الدارسى وفى يوم الحادث فوجىء باتصال من زوجته أفادت له أن ابنه "عمر" أصيب فى حادث وتم نقله إلى مستشفى إمبابة العام، وعقب وصوله إلى المستشفى وجده فارق الحياة، وعلم أنه أثناء استقلاله أتوبيس المدرسة صباحا فى طريقه إلى المدرسة كان يسير بجواره أتوبيس المدرسة الآخر، "وحاول ابنى أن يداعب أصدقاءه المتواجدين به من خلال الشباك، وأثناء ذلك حاول أتوبيس ثالث محمل بالركاب من منطقة بشتيل تخطى سيارتى المدرسة من المنتصف رغم ضيق المساحة المتاحة له، ما أدى إلى اصطدامه برأس طفله وقتله فى الحال بعد إصابته بكسر بالجمجمة.
"صالح" والد الطفل الضحية تابع كلامه قائلا: إنه لم يتهم سائق أتوبيس المدرسة بالإهمال لأنه لم يرتكب أى ذنب يذكر، كما نفى ما نشرته بعض الصحف من أن سائق أتوبيس المدرسة كان يتسابق مع السائق المتهم، مما أدى إلى وقوع الحادث، داعيا الله أن يصبره على ما ابتلاه ويعوضه خيرا.
والدة الطفل بالرغم من سوء حالتها النفسية تحدثت قائلة: إنها شاهدته فى منامها عقب وفاته يرتدى جلبابا أبيض وينام على سرير أبيض فى الجنة، وذكرت أنها اعتادت صباح كل يوم تجهيز طفليها للذهاب للمدرسة واصطحابهما إلى بداية الشارع لانتظار أتوبيس المدرسة وفى يوم الحادث فى حوالى الساعة السابعة صباحا اطمأنت على استقلالهما بصحبة المشرفة وعادت إلى منزلها، وعقب عودتها بما يقرب من ربع ساعة فوجئت باتصال من مشرفة الأتوبيس تخبرها أن طفلها عمر تعرض لحادث وأصيب وطلبت منها الحضور إلى المستشفى وفور وصولها عثرت عليه ملقى أعلى سرير وأحشاء رأسه خارجه وملابسه ملطخة بالدماء، فتعرضت لصدمة عصبية كادت تودى بحياتها إلا أنها تمالكت نفسها وعلمت فيما بعد بتفاصيل الحادث.
وذكر لها أحد التلاميذ الذين كانوا يستقلون الأتوبيس بصحبته وشاهد الحادث أن أتوبيس السائق المتهم اثناء محاولته تخطى سيارتهم اصطدمت "حديدة المراية" برأس طفلها أثناء لهوه مع أصدقائه فى الأتوبيس المجاور.
الأم فى لحظات بكائها أضافت أن طفلها كان محبوبا من الجميع ومتفوقا فى دراسته، وكنا ننتظر له مستقبلا موعودا إلا أنه عطية الله واستردها منا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة