صوتك أمانة.. اختر مرشحك.. عضو البرلمان الذى يمثلك هو صوتك.. شعارات رنانة، حقيقية فيما لو تم بالفعل الحرص على تفعيلها.
فالذهاب للإدلاء بالصوت فى الانتخابات مسألة كان يجب أن يدعمها ويؤكد عليها كل من يريد لهذا البلد إصلاحًا، وكل من يبحث عن مستقبل أفضل، أو هكذا يجب أن يكون التفاعل.
«أقوال لا أفعال» شعار كان يجب أن يصبح دليل الناخب وليس المرشح فقط، فلا يمكن أن نجلس فى بيوتنا تحت أى مسمى أو تصور للإحباط من عدم التغيير أو جدوى الصوت ونطلب بأن يحترمنا النواب!
لكن هذا يحدث من أغلبية أو أكثرية أو أقلية من الشعب الذى لم تعد لديه فرصة فى الحصول على خدمات من المحليات، ولم يعد أمامه إلا عضو مجلس الشعب، أو «السيناتور» الذى يوصل الخدمة إن كان جادا مع أبناء دائرته!
إذن، الهروب من «الواجب التصويتى».. أمر يصعب تصوره فى مرحلة ينادى فيها الشعب بضرورة تصويب الصورة المصرية.. والحصول على مزيد من الخدمة يحتاجها الشارع المصرى، فإذا كان رأى المواطن أن هناك «حزم» من أعضاء مجلس الشعب تنجح ثم تهرب أو تختفى أو لا تلتحم بالجماهير، أو أى مسمى آخر علشان ماحدش يقول إننا مفتريين والعياذ بالله!
هنا يجب التنويه إلى أن قيادات الجماهير فى يوم الانتخاب كان يجب أن تكون من نجوم المجتمع الذين تثق فيهم الجماهير، كل فى مجاله بين رياضيين وفنانين وصحافيين وعلماء.. إلخ إلخ.
بالطبع هؤلاء يمكنهم أن يصبحوا الأكثر تأثيرا فى الوطن من وجهة نظرى الضعيفة، وبالتالى الأكثر قدرة على جذب المواطن لممارسة حقه بعيدا عن صراخ «التأفيل».. و«التزوير».. لأن هاتين الكلمتين لا يمكن أن تتحولا لوحشين كاسرين إلا عندما يبرح المواطن مكانه أمام مقار لجان التصويت.. وبالأحرى أمام صندوق الانتخاب.. ففى هذه الحالة لا قاضى ولا قاضى القضاة حتى يمكنه ضبط الآلة.. بل نعطى الفرصة للمتلاعبين والغشاشين للعب بأحلام التعبانين!
النجوم لو يعلمون.. لهم فعل السحر بعيدا عن المعارضة للمعارضة، أو التأييد للتأييد، أو آراء «الجماعة»!
دليلى على هذا الكلام أن أول شعار وضع للناس فى الانتخابات هو «رشحت نفسى من أجلكم»!
«أجلكم» دى يعنى إحنا الشعب.. طبعًا، فماذا لو كان كل النجوم يتقدمون جماهير مصر نحو مقار اللجان للوقوف أمام صناديق الانتخاب.. أظن ستكون حالة جادة لإصلاح مسار طال انتظار إصلاحه، بدلا من تجاهل العملية أو الكلام عنها باعتبارها «كده.. وكده»، وما إلى ذلك من شعارات كوميدية ساخرة، لا أظنها قادرة على إصلاح أحوال البلاد والعباد!
النجوم لو يعلمون.. محبوبون وصادقون والناس لهم غالبا يغفرون أى شىء، ويصدقونهم دائمًا.. فلماذا الهروب من دور الفاعل، والجلوس واضعين يدا على الخد، متحمسين لفكرة لماذا أذهب إذا كان صوتى لن يجدى؟!
طيب ليه السؤال مايكنش بالعكس.. بمعنى: يا حضرات النجوم هل جربتم أن تنشروا رأيكم بين الجماهير، وأن تفرضوا اختياركم للأحسن بالطبع من المطروحين، وصوتكم لم يؤثر.. أشك؟!
يا حضرات النجوم، الفرصة مواتية لأن تلعبوا دور المعارضة التى تليق بهذا الشعب العظيم، وأن تكونوا رمانة الميزان دونما مصالح شخصية أو متبادلة.. أما أن يتحول البعض منكم للمناصرة والمؤازرة بطريقة قبلية أو صحوبية فهذا مرفوض تماما.
حضرات النجوم.. إيه رأيكم فى الكلمتين دولم؟!
حضرات النجوم تركتم الساحة «للجماعة» وكأنكم توافقون بسكاتكم على مهازل الضحك على ذقون البسطاء من هذا الشعب العظيم الذى رفعكم إلى عنان السماء.. أرجوكم أن تكفوا عن الجلوس فى بيوتكم أو نواديكم.. أو أى مكان آخر تتابعون ما يحدث عبر الفضائيات والمحاميل وكأن بلدكم بلد آخر!
طبعا نتكلم عمن لا يمارس دوره.. وطبعا نعرف أن «خطايا الجماعة» وخشيتكم أن توصفوا بأنكم «ضد الإسلام» هو ما يحرك حالة «السكات» عند البعض منكم.. لكن كفى سكاتا.. تحركوا.. وناقشوا.. وتحدثوا مع الجماهير عن الغالى والنفيس.. وعوضا عن تخلف بعضكم عن الذهاب للانتخاب.. ولتكن اختياراتكم لوجه الوطن بعيدا عن الجماعات والأحزاب كمان.. اختاروا المواطن ولو فات وقت الاختيار حاسبوا المختارين ولا تتركوا البلد مطمعا بين دولم ودوكهمن؟!