أصعب شىء من الممكن أن نصادفه فى الحياة هو القهر الذى قد يمارس بكل أشكاله على البشر فما بالك بقهر المبدعين، والذى من المفترض أنهم أصحاب ملكات خاصة يعبرون بها عن حياة نعيشها أو نحلم بها، والمبدعة التى أتحدث عنها هنا هى شابة فى مقتبل العمر تملك من الطموح والحلم الكثير.. إنها زينب سمير عوف.
وأصر على أن أكتب اسمها ثلاثيا لأنها ابنة مخرج قدير وواحد من أهم مخرجى السينما التسجيلية ليس فى مصر بل عالمنا العربى وهو واحد من هؤلاء الذين حملوا هذا الفن المظلوم فى مصر على كتفيه، حيث قدم الكثير من الإبداعات ذات الخصوصية والجماليات المصرية الخالصة، وأتحدث عن الأستاذ سمير لأنه ربى ابنته بروح هذا المبدع المتفرد، وزينب لمن لا يعرفها هى خريجة المعهد العالى للسينما من الطلبة المتفوقين ودائما ما كانت تحصل على تقدير امتياز فى مشروعات تخرجها التى تقدمها أيضا بروح مختلفة وسبق لها الحصول على جوائز من المهرجان القومى للسينما الذى تنظمه وزارة الثقافة، ومثلها مثل المئات من المبدعين الشباب الذين يحلمون بالعمل وإنجاز أعمال قيمة سعت إلى المركز القومى للسينما والذى يتبع أيضا وزارة الثقافة وحصل سيناريو فيلمها «رفيف اليمام» على أعلى تقدير وتم رصد ميزانية لإنتاجه.
لكن زينب التى كل ذنبها أنها تحلم وتتمنى العمل بمنطق الفن وليس منطق الباعة عانت الأمرين، ويبدو أن هناك من يتعمد «قهرها وكسر نفسها» ووضع كل العراقيل فى سبيل تنفيذ فيلمها مثل أن تجعلها مسؤولة الإنتاج تمضى على إقرار بأن تنهى تصوير فيلمها فى 3 أيام وإذا تجاوزت هذه المدة تتحمل هى التكلفة الإنتاجية، وللأسف المركز القومى جهة تتعامل ببيروقراطية شديدة مع المبدعين ووصل الأمر إلى حد إمضاء إقرارات، ولم يتم الاكتفاء بذلك بل وصل الأمر إلى تغيير الأماكن التى اختارتها لتصوير فيلمها، ومحاولة فرض أماكن أخرى عليها رغم أن هذا من صميم عمل المخرج، والمدهش أنه تم التعدى عليها بالسب والقذف ومحاولة تهديدها وضربها، ولم يمانع السادة مسؤولو الإنتاج من ضرب المونتير الذى يعمل معها.
وكلما كانت زينب تلجأ إلى مسؤول المركز الدكتور خالد عبدالجليل - من المفترض أنه كان أستاذها فى يوم من الأيام - كان يشدد فى كلامه على أنها ماتزال هاوية وعليها أن ترضخ لكل الظروف السيئة ولا تقول سوى حاضر.. وبعد أن فاض الكيل بزينب والتى لم يضع أحد فى اعتباره أنها شابة مبدعة لا زالت فى بداية المشوار وتحتاج إلى الدعم وأن أحدا لم يعمل اعتبار لوالدها المبدع سمير عوف والذى يحق له أن يشعر بالمرارة والأسى لجأت إلى وزير الثقافة فاروق حسنى وقدمت شكوى ذكرت فيه بالتفصيل كل أنواع القهر الذى تعرضت له وحرمانها من باقى مستحقاتها المالية وأن تشارك بفيلمها فى العديد من المهرجانات، ولا أعرف إذا كان الوزير فى ظل انشغاله بأمور كثيرة سيلقى بالا إلى شكوى زينب أم أنه سيكتفى بإحالة الأمر إلى لجنة، وسيتم حفظها.
أخاطب هنا الفنان فاروق حسنى فى المرتبة الأولى ثم الوزير ليحمى زينب ويرد إليها بعضا مما يحاول الآخرون سلبها إياه وأعتقد أنه يعرف جيدا قيمة المخرج سمير عوف وأن ما يحدث خارج المنطق وحدود العقل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة