علاء صادق

الأرقام تكشف فساد الإعلام فى أزمة البدرى

الخميس، 02 ديسمبر 2010 07:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الأرقام والحقائق الدامغة اعتمدوا فى عملهم.
وعلى الأهواء والآراء المدعمة بالتعصب والغباء اعتمدنا.
وما وصلت إليه الرياضة المصرية حاليا هو النتاج الطبيعى لإدارة فاسدة، وإعلام فاسد، وتحكيم فاسد، ووسط يستنشق الفساد ليل نهار.
والآن تعالوا نتابع لغة الأرقام فى كرة القدم المصرية من خلال استقالة المدير الفنى للأهلى حسام البدرى، بعد أن سحقه الإعلام الكاره للأهلى.. الإعلام الجديد من كارهى الأهلى (وهم الأغلبية حاليا بين المسؤولين عن الإعلام فى مصر، سواء فى الصحف أو البرامج أو الإذاعة والتليفزيون أو مواقع الإنترنت الرياضية) نجح تماما فى حشد الرأى العام تجاه البدرى، لإثبات فشله وتأليب جمهوره ضده.
وبالفعل نجحت الخطة المدبرة بإحكام (ولكن دون اتفاق بين الجهات المختلفة المتعاونة فى عملية التحطيم.. ولم يجمعهم فى عملهم إلا كراهيتهم الرهيبة للأهلى).. وتحولت الأغلبية من جماهير الأهلى الساذجة إلى رأس الحربة المسمومة التى استخدمها الأعداء لقتل البدرى أولا، والأهلى ثانيا.
لم تمر مباراة للأهلى فى الموسم الحالى ومن توقيت باكر جدا، إلا وهتافات حفنة من الجماهير فى المدرجات تسب أو تلعن حسام البدرى وتطالب برحيله.. ومع توالى المباريات ارتفعت الأصوات والهتافات وظهرت معها لوحات ولافتات تحمل عبارات غريبة تسىء للبدرى.. والعجيب أن تلك اللافتات المسيئة للمدرب، دخلت بسهولة إلى المدرجات وظهرت بسهولة أمام الكاميرات.. بينما تم منع آلاف اللافتات الأخرى، بل وتم منع الأعلام الحمراء العادية الخالية من أى عبارات أو كلمات.
تعالوا أولا نتابع لغة الأرقام وهى لا تكذب أبدا.
حسن شحاته المدير الفنى الناجح لمنتخب مصر فى السنوات الست الأخيرة، واجه بداية ولا أسوأ فى نتائج المنتخب فى تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2012.. وتعادل فى ملعبه فى القاهرة 1/1 مع منتخب سيراليون المتواضع جدا بعد مباراة ولا أضعف.. ولم تظهر اللافتات ولم تعلُ الهتافات ولم تتحرك الأغلبية المسمومة فى الإعلام، سواء فى الصحف أو البرامج.. وبعدها كانت الهزيمة المذلة وهى الأولى فى تاريخ منتخب مصر أو أى فريق مصرى على الإطلاق أمام النيجر 1 -صفر.. وقبع الفراعنة أبطال أفريقيا لثلاث مرات متتالية فى المركز الأخير فى مجموعتهم خلف جنوب أفريقيا والنيجر وسيراليون، بعد مرحلتين فقط من التصفيات.. وبات منتخب مصر بحاجة إلى معجزة للتأهل والدفاع عن لقبه.
ومع ذلك لم ترتفع أصوات النقد والهجوم على شحاتة إلا فى عدد محدود جدا من البرامج والصحف.. وبقيت الأغلبية المتفرغة فقط لتحطيم الأهلى مؤيدة وداعمة لحسن شحاته، تبحث له عن مبررات للهزيمة.
والأدهى أن البرامج المتفرغة لذبح البدرى بسبب النتائج هى التى استضافت حسن شحاتة كثيرا للدفاع عن نفسه، والرد بقسوة على منتقديه.
منتخب مصر تعادل مع سيراليون 1/1 فى القاهرة وخسر فى النيجر 1/صفر، ولم يستقل حسن شحاتة، ولم يهاجمه الإعلام.. والأهلى تعادل مع الجونة 1/1 فى الدورى ثم خسر من الإسماعيلى 3/1.. والمباراتان خارج القاهرة، فقامت القيامة على البدرى ووصفوه بالفاشل والعاجز والسيئ، وهو الذى قاد الأهلى لبطولة الدورى باكتساح، وكأس السوبر ونصف نهائى دورى أبطال أفريقيا (وخسر أمام الترجى التونسى بهدف النيجيرى إينرامو بذراعه) وخسر نهائى كأس مصر أمام الحدود بركلات الترجيح وهو الفريق الأفضل تماما.
نتيجتان متشابهتان تماما للمنتخب والأهلى فى مباراتين متتاليتين.. ورغم ذلك كان التعامل مختلفا مائة بالمائة لأن «الغرض مرض».
والأدهى ما حدث فى مصر وفى نفس المسابقة ومع نفس النتائج. الأهلى أكمل تسع مباريات بالدورى محققا الفوز على طلائع الجيش ووادى دجلة والإنتاج الحربى وبتروجت وإنبى، ومتعادلا مع اتحاد الشرطة والمصرى والجونة وخاسرا من الإسماعيلى.
18 نقطة فى 9 مباريات وبقيت له مباراتان مؤجلتان.
ماذا كانت نتائج الزمالك مع المدير الفنى حسام حسن بعد تسع مباريات فى الدورى الحالى؟ الزمالك فاز على بتروجت وسموحة والمقاولون العرب ومصر المقاصة واتحاد الشرطة وتعادل مع حرس الحدود والجونة وطلائع الجيش وخسر من إنبى.
18 نقطة فى 9 مباريات.
تماما مثل الأهلى بلا نقص أو زيادة.
نفس النتائج التى تعرض بسببها حسام البدرى لكل أنواع التجريح والنقد وانتهت باستقالته.. ولكن الإعلام الفاسد وقف مع حسام حسن ودعمه بكل قوة، مشيرا للتحسن الهائل فى أداء ونتائج الزمالك وإلى براعته كمدرب.
الإعلام الفاسد القادر على الهدم وليس البناء أنهى مهمته القذرة بامتياز.
وسيبقى الحال فى الرياضة المصرية هزيلا ما بقى الإعلام فاسدا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة