سليمان الحكيم

نظام مارلين مونرو!

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010 06:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الممثلة الأمريكية مارلين مونرو جميلة الجميلات فى عصرها.. ولم يكن الكاتب المسرحى الشهير إرثر ميللر الذى قبلت الزواج منه سوى رجل عجوز لم ينل من الوسامة إلا أقل قدر يمكن أن يناله رجل فى أمريكا.. وحين زارت لندن لأول مرة طلبت مقابلة الكاتب الآيرالندى الشهير ذائع الصيت في السخرية والتهكم برنارد شو، الذى كان معروفا هو الآخر بعدم الوسامة فى الشكل والهيئة، كانت مارلين معروفة بالغباء والتفاهة، فلم يكن حظها من الذكاء والعقل يتناسب أبدا مع جمال الشكل الذى كانت تتمتع به، والغريب أنها كانت تعرف ذلك، ولا تخجل من الاعتراف به أمام الآخرين، وحين قابلت برنارد شو أرادت أن تستفز فيه روح السخرية المعروف بها لدى الجميع فطلبت منه الزواج، وحين سألها شو عن السبب فى طلبها الغريب، قالت له "أريد أن أنجب طفلا يأخذ منك الذكاء ويأخذ منى الجمال، فأجابها ماذا لو حدث العكس وجاء الطفل المنتظر يجمع بين غبائك وشكلى القبيح ؟!! هكذا هو نظامنا السياسى الذى أنجبته النخبة الحاكمة عندنا نتيجة للزواج بين المال والسلطة.. فبعد أن كنا نشكو من حكومة رجال المال.

جاءوا لنا ببرلمان يسيطر عليه هؤلاء ليحكموا السيطرة على الحكم بالسلطتين سلطة المال وسلطة القرار وكلاهما أقبح شكلا من الطفل الذى خاف برنارد شو من أن يأتيه ابنا من زواجه المقترح بمارلين مونرو .!

انظر إلى التركيبة الاجتماعية للأغلبية الطاغية من أعضاء مجلس الشعب الجديد، ستجد أنهم ينتمون إلى طبقة رجال الأعمال الذين تمكنوا من الوصول إلى مقاعدهم فيه بدفع الأموال الطائلة إما فى حملاتهم الدعائية، أو بشراء الأصوات التى وصل الثمن المدفوع فى الصوت الواحد منها خمسمائة جنيه فى بعض الدوائر، حتى أصبحت الانتخابات مجرد مزاد علنى يجرى التنافس فيه على الفوز بأعلى الأصوات بين عدد من المرشحين أصحاب الكنوز والأرصدة المتخمة بأوراق البنكنوت!!.

حتى العمال والفلاحون الذى اشترط الدستور حصولهم على نسبة من المقاعد لا تقل عن النصف، لم يكونوا فلاحين أو عمالا حقيقيين بل كانوا ضباطا سابقين ممن يحملون لقب "باشا" فى الأوساط الشعبية الرسمية، ويكفى أن نذكر هنا أن المجلس الجديد يضم 49 لواء سابقا حصلوا على مقاعدهم فيه بصفة فلاحين.

هكذا نجح نظامنا السياسى فى النزول بالباشوات إلى مستوى الفلاحين.

ولكن النجاح الذى يحسب له بحق هو نزوله بالفلاحين إلى مستوى المعدمين!.

هذا هو السبب الحقيقى فى أن البرلمان الذى يمثل فيه العمال والفلاحون أكثر من نصف أعضائه، وافق منذ سنوات على الخصخصة وبيع الشركات والمصانع للمستثمرين الأفراد، كما وافق على إعادة الأرض الزراعية لملاكها الذى انتزعوها من أيدى مستأجريها من الفلاحين، ذلك لأن العمال الذين وافقوا على الخصخصة وطرد العمال لم يكونوا عمالا والفلاحين الذين وافقوا على طرد الفلاحين لم يكونوا فلاحين، كانوا من الباشوات الذين تسللوا إلى مجلس يأبى على نفسه قبول عضوية من هم أقل درجة وأدنى مستوى.

لقد أدرك برنارد شو لأنه كان ذكيا شكل الطفل الذى يمكن أن يأتيه من الزواج بالجميلة مارلين مونرو، ولكن للأسف لم يكن لدينا من يتمتع بذكاء برنارد شو فقد كانوا جميعا فى مستوى ذكاء مارلين مونرو رغم جمالها الباهر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة