مع بداية أعمال مجلس الشعب شهد المجلس صراعا كبيرا بين نواب الوطنى على تشكيل اللجان بعد أن حدث تغيير فى نواب الأغلبية بنسبة تقترب من الـ80 % وسقوط خمسة رؤساء لجان مهمة فى الانتخابات، كان الاختيار صعبا خاصة مع تزايد طموح النواب القدامى فى الحصول على المناصب العليا فى كعكة اللجان.
فى حين يرى كثير من النواب الجدد خاصة الحاصلين على درجة الدكتوراه وأساتذة الجامعات أنهم الأحق بالجزء الأكبر من الكعكة لأن لديهم العلم والخبرة والكفاءة، وهو الأمر الذى أدى إلى تأجيل إعلان الترشيحات إلى غد الأربعاء، حيث يتم إجراء انتخابات تشكيلات اللجان، كما سيتم إعلان تشكيل اللجنة العامة ولجنة القيم.
ومن المقرر كالعادة أن يتم إعلان كشوف ترشيحات الحزب الوطنى للجان فى البهو الفرعونى ليطلع عليها النواب قبل أن يذهبوا إلى اللجان للإدلاء بأصواتهم، التى يستحوذ «الوطنى» على جميع مناصب اللجان كعادته لأن الأغلبية التصويتية فى اللجان معه، وبالطبع لا تخرج نتيجة الانتخابات عن ترشيحات الحزب التى يعلنها.
ويعتبر المهندس أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب، هو المتحكم الرئيسى فى تلك الترشيحات، وبالطبع حاول بعض النواب خلال الأيام الماضية الحديث معه والالتقاء به بشأن الحصول على موقع فى هذه الترشيحات. وهناك نواب سعوا للوساطة لدى عز فتكلموا مع وزراء مثل مفيد شهاب أو وزير الدولة للتنمية المحلية أو الدكتور سرور، لكن الشىء المؤكد أن الخيوط كلها فى تلك التشكيلات يمسكها عز.
وأكدت مصادر لـ«اليوم السابع» أن عز قام خلال الأيام الماضية بدراسة تفصيلية للأسماء المطروحة سواء من النواب القدامى أو الجدد، بالإضافة إلى نائبات الكوتة اللاتى يجب تمثيلهن فى تلك الترشيحات من حيث الكفاءة والقدرة على إدارة اللجنة طبقاً لما هو مطلوب، واستمع عز لعدد من النواب، وطبقاً للمعلومات التى حصلنا عليها فإن هناك بعض اللجان أصبحت محسومة، على رأسها لجنة الخطة والموازنة، حيث يرأسها عز، أما هيئة المكتب فهى تضم النائب محمد نجيب خالد وكيلاً للجنة، والنائب حاتم المليجى وكيلاً مكان الوكيل السابق قدرى عبدالحليم الذى لم يحالفه الحظ فى الانتخابات، وتم اختيار النائب مبارك أبوالحسن أميناً للسر.
أما لجنة حقوق الإنسان فقد تم الاستقرار على انتصار نسيم رئيساً، والاستقرار على الدكتور ياسر الهضيبى وكيلاً، وتم اختيار النائب محمد أبوالعينين رئيسا للجنة الصناعة، والنائب حسين مجاور رئيساً للجنة القوى العاملة، والدكتورة آمال عثمان رئيساً للجنة التشريعية، والنائب عمر هريدى وكيلاً للجنة، وتم اختيار اللواء سعد الجمال رئيساً للجنة الشؤون العربية كما كان، وتم اختيار المهندس طارق طلعت مصطفى رئيساً للجنة الإسكان، وفى لجنة الصحة قد تكون الرئاسة محسومة للدكتورة مديحة خطاب، فقد استقر الرأى على اختيار الدكتور سامح فريد رئيساً لها والدكتور السيد عطية الفيومى وكيلاً.
شهدت خلافا حتى الساعات الأخيرة فمثلا لجنة الزراعة هناك اتجاه قوى لإسنادها إلى النائب أحمد العيسوى الذى كان قد تولى رئاستها عام 2003 وهناك صراع بينه وبين عبدالرحيم الغول الذى كان يتولى رئاستها فى الدورة الماضية. أما اللجنة الدينية فهناك صراع على رئاستها بين الدكتور شوقى عبدالطيف وكيل وزارة الأوقاف ونائب دائرة 6 أكتوبر، وبين الدكتور محمد حرز الله إمام وخطيب مسجد الحسين. أما لجنة الشباب فقد استقر الرأى على اختيار هانى أبوريدة نائب رئيس اتحاد الكرة رئيساً لها الأخيرة والحسينى أبوقمر وكيلاً، وبالنسبة للجنة الإدارة المحلية شهدت خلافا على من يرأسها بين اللواء عوض بيومى الذى كان يشغل مدير أمن سيناء، وناصف طاحون وكيل اللجنة السابق.
كما شهدت لجنة الدفاع والأمن القومى منافسة شديدة على رئاستها، خاصة أن رئيسها السابق النائب اللواء فاروق طه لديه مشاكل صحية، فى حين أن هناك عددا لا بأس به من النواب اللواءات، كما تم استبعاد اللواء عبدالفتاح عمر وكيل اللجنة من منصب الرئيس الذى كان يسعى إليه بشدة، وانحصرت المنافسة بين اللواء محمد شديد نائب وزير الإنتاج الحربى، واللواء أمين راضى الذى كان وكيلا للجنة فى المجلس السابق، واللواء ممدوح خلف القادم من أحد الأجهزة السيادية.
أما لجنة الثقافة والإعلام فإن رئاسة اللجنة من المحتمل أن تذهب إلى هشام مصطفى خليل أو منصور عامر، وإن كانت فرص اختيار عامر أقل. الصراع حول رئاسة اللجان لم يقتصر على كواليس مجلس الشعب والحزب الوطنى، بل امتد وحسب مصادر لـ«اليوم السابع» إلى القرية الذكية، حيث يبذل الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء محاولات لدعم بعض رؤساء اللجان حتى يضمن تأييدهم للخطط والمقترحات التى سيقدمها لمجلس الشعب.
أسرار اللحظات الأخيرة فى صراع «الوطنى» على لجان مجلس الشعب
الجمعة، 24 ديسمبر 2010 02:16 ص
محمد أبوالعينين