لم يكن يتوقع أى من عاشقى سلسلة أفلام هارى بوتر أن يعترف دانييل راد كليف، بطل السلسلة، أمام الجميع أنه شاذ جنسيا دون أن يدرى أن ذلك الاعتراف قد يؤثر على مشواره الفنى فى المستقبل، وعلى إيرادات أعظم سلسلة أفلام فى العقد الأخير، خصوصا فى الدول العربية ومصر، كما حدث مع المطرب الشهير إلتون جون الذى تم منعه من الغناء فى مصر بعد اعترافه بشذوذه الجنسى، وذلك فى الوقت الذى يرى فيه البعض أن الاعتراف لن يؤثر على شعبية النجوم فى مصر مثل النجم ريكى مارتن الذى لم تؤثر ميوله الجنسية الشاذة على مبيعات ألبوماته، حيث أكد الناقد السينمائى فتحى العشرى لـ«اليوم السابع» أن اعتراف راد كليف أثر بالسلب على جمهور الممثل وشعبيته، لأن الشذوذ الجنسى شىء غير طبيعى، وبالتالى الإنسان الطبيعى لا يقبل به، لكنه قال أيضا: «قد تقبل ذلك الاعتراف نوعية أخرى من الجمهور لا تهتم بالميول الجنسية لفنانها المفضل، مثلما حدث مع العديد من المخرجين العظام فى تاريخ السينما العالمية الذين اعترفوا بأنهم شاذون جنسيا، ولم يؤثر ذلك بالسلب على حياتهم الفنية».
وأوضح العشرى أن اعتراف النجم بأنه شاذ جنسيا يكون أحيانا نوعا من أنواع محاولة لفت الأنظار إليه وشد الانتباه، والانفراد بشىء مختلف عن الأمر الطبيعى التقليدى، مؤكدا أن النجم فى هذه الحالة لايهتم بردود أفعال الجمهور لأنه مقتنع بأن ما يفعله يندرج تحت مسمى «الحياة الخاصة والحرية الشخصية»، مشيرا إلى أن محبى هارى بوتر سيتأثرون بالاعتراف إذا كان عندهم استعداد لذلك.
أما المنتج والموزع السينمائى محمد حسن رمزى فيرى أن اعتراف بطل سلسلة هارى بوتر بأنه شاذ جنسيا لن يؤثر على إيرادات الفيلم، لأنه فيلم عملاق ويحتل الترتيب الأول فى قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة فى العالم، فضلا عن أن الفيلم لا يقوم على البطل فقط، بل يتضمن شخصيات أخرى تقوم بأدوار مكملة لها دور كبير أيضا فى نجاح الفيلم، بداية من المؤلف والمخرج والمنتج وباقى الممثلين المشاركين فى الفيلم.
وأكد رمزى أنه من الطبيعى أن يضر الاعتراف بالشذوذ الجنسى إيرادات «أجدع» فيلم أو حتى إطلاق شائعة، مثلما حدث مع الفنان رشدى أباظة فى الستينيات، غير أن هارى بوتر بعيد تماما عن تلك الحسابات، وأى تأثر فى الإيرادات يكون فى المجتمع الشرقى الذى يكره تلك العادات السلبية، فى حين أن المجتمع الغربى لن يتأثر ويعتبرها حرية شخصية.