◄◄ جمهورى أعطانى روح التحدى لمواصلة المسيرة بثقة وإصرار.. والسينما فى أزمة مستمرةمنذ اختارها المخرج العالمى يوسف شاهين، لدور مميز فى فيلم «المصير»، والأنظار تتسلط عليها.. فقد كشف الفيلم عن مجموعة من خفايا موهبتها.. هذه الفنانة الممتلئة فنًا والمغروسة حتى جذورها فى تراث مصرى أصيل.. هى بنت شعبية تجيد تجسيد هذا الدور حتى تقنع أنها بنت بلد حقيقية فإذا بك تراها البنت الأرستقراطية أو الكوميدية خفيفة الظل.. وفى كل الحالات هى روچينا.
المتألقة التى تنجح فى كل أعمالها بفضل ذكائها وحضورها وتركيزها على دراسة الدور بعمق وموضوعية بعيدا عن الابتذال أو الافتعال أو المزايدة.. روچينا نراها حاليا فى مسرحية «سكر هانم» فى نص مبهر عرفناه منذ نصف قرن ولايزال يعيش معنا ويلقى بأبعاده بكل حيوية وكأنه مكتوب اليوم.. وفى السينما نرى روچينا أمام محمد رجب فى فيلم «محترم إلا ربع».. ونراها أيضا فى الدراما التليفزيونية متألقة كأفضل ما تكون.
◄◄ قلت لها: ما هو الجديد فى دورك فى فيلم «محترم إلا ربع»؟
- هذا الفيلم حالة فنية متميزة، أعتز بها.. «محترم إلا ربع» يحمل العديد من القضايا الهامة التى تمس مجتمعنا المصرى بكل فئاته.. وهو ثانى عمل أتعاون فيه مع السبكى منتجا، وثانى عمل أيضا مع الفنان محمد رجب ولهذا فأنا لا أشعر بأى غربة فى الفيلم، وكان التصوير يتم بمنتهى الدقة والسرعة والحميمية فى جو أسرى جميل، والمدهش أن هناك صعوبات كثيرة واجهتنا أثناء تصوير الفيلم ولم نحس بها لأنها تاهت وسط الجو الدافئ.. إلا أن أكثر الظروف التى أقلقتنى هو مرض والدتى، وهذا فقط ما أحدث لى تشتتا بين اللوكيشن أثناء التصوير ومنزل والدتى للاطمئنا عليها.
◄◄ ما هى شخصيتك فى الفيلم.. وهل هى جديدة؟
- هى شخصية جديدة تماما. ومكتوبة بحرفية وعشت فيها بعمق وصدق وهى شخصية صحفية - رسامة كاريكاتير.. قادمة من إحدى قرى مصر إلى جريدة كبرى فى القاهرة، وتبدأ كفاحها فى تأكيد موهبتها كرسامة كاريكاتير وتقع فى حب زميلها الصحفى محمد رجب، ولكن هذا الحب يصبح من طرف واحد. وتمضى الأحداث ولكن الجميل فى هذا الفيلم أننى أجسد شخصية الصحفية وكنت شغوفة بهذا العالم.. عالم الصحافة منذ زمن طويل.. لأن مهنة الصحافة لها طابع خاص وهى قريبة من جميع المهن باعتبارها عين الجميع.. ولكن الذى أكمل سعادتى بهذا الفيلم هو جودة السيناريو، الذى جسد الشخصيات متصلة بعضها ببعض وكانت لكل منها تفاصيلها المرتبطة بالأخرى فى تناسق مدهش.
◄◄ ما الذى أغراكِ بتقديم الشخصية: النمط الجديد.. أم النقد اللاذع فى الحوار؟
- الشخصية جديدة بكل المقاييس وهذا طبعا ما أغرانى أساسا باختيار الفيلم والحماس للعمل فيه بصدق ورغبة كاملة فى تقديم أنماط جديدة لى وللسينما عموما.. قدمت فى فيلم «محترم إلا ربع» شخصية مركبة أعتبرها إضافة لأعمالى السينمائية منذ فيلم «المصير»، وفى «يوم الكرامة» قدمت شخصية فتاة مسيحية، وفى «الفرح» قدمت الزوجة ابنة الحارة الشعبية وهذا التنوع هو إثراء لى أساسا وتغيير مطلوب.. فأنا لا أحب الجمود أو الثبات على منوال واحد فى أعمالى سواء فى السينما أو الدراما أو المسرح.
◄◄ أنتِ أيضا حريصة على إظهار الشخصيات النمطية بصورة متطورة فنجدك لا تخضعين لصورة الريفية التقليدية أو الصعيدية أو الأنماط التى لا تظهر حقيقتها فى الطبيعة؟
- الصدق هو الأساس بالطبع، ويضاف إلى ذلك دراسة الشخصية وهناك شخصيات تكون مكتوبة بدقة وخارجة من فهم حقيقى لعمق هذه الشخصية وليس من الخارج.
◄◄ ماذا كان تعليقك بعد أن حصل فيلم «محترم إلا ربع» على أعلى الإيرات فى موسم العيد. وماذا يشكل لك هذا النجاح؟
- بالتأكيد هو نجاح كبير، خاصة أن هذا الإقبال الجماهيرى واكبه نجاح نقدى واضح، فأغلب النقاد احتفوا بالفيلم وأشادوا بكل عناصره، والفيلم توليفة فنية فكرية ثقافية تجارية، فإذا تمكنت من تحقيق هذه المعادلة الصعبة جدا، فإن هذا هو النجاح الحقيقى.
الفيلم رومانسى كوميدى تتخلله مشاهد الأكشن وهو ما يجعله فرصة جيدة رغم أن الموسم صعب جدا فالمنافسة أمام مجموعة من كبار الأفلام لكبار النجوم والحمد لله.. نجاحنا يعتبر علاقة ثقة.
◄◄ هل تعودين إلى الدراما التليفزيونية بعد نجاحك السينمائى الكبير؟
- أنا لم أهجر الدراما التليفزيونية فهى بيتى الأول، والجمهور يشجعنى ويحبنى فى الدراما التليفزيونية، ولكنى أرفض سيناريوهات كثيرة فى السينما أكثر مما أرفضه فى التليفزيون لأن سقطة السينما قاتلة، ولا أريد أن أقدم أعمالاً يحاسبنى عليها جمهورى أو يلومنى بشكل خاص، لمجرد مشاركتى فيها، لابد أن أترك فيها علامة يقدرنى من خلالها الجمهور ويبعث فىّ روح التحدى نحو الأعمال الجديدة.
◄◄ هل خرجت السينما المصرية من أزمتها فى السنوات الأخيرة؟
- السينما المصرية فى أزمة ولم تخرج منها، منذ عشر سنوات، كانت الأزمة فى دور العرض وبعد أن تغلبت عليها وزارة الثقافة بنجاح كبير ولم تعد هناك أزمة دور عرض.. فوجئت بأزمة التوزيع الخارجى، وتراجع المنتجين عن تقديم نفس الكم من الأفلام راجع للمخاطرة التى قد يتعرضون لها، وهو ما فتح الباب أمام المنتجين الأفراد الذين يقدمون أفلاما جيدة بتكلفة أقل وهو ما يحقق عائدا لأصحابها ولكن خطورة الأفلام قليلة التكلفة أنها قد تكون فرصة لعودة أفلام المقاولات.