كشف ملف سرى للاستخبارات الأمريكية الـ"CIA" عن خبايا بعض الجوانب والقضايا خلال سنوات الثورة التحريرية فى الجزائر، مثل السجون والمعتقلات.
ونقلت صحيفة "النهار" الجزائرية عن الملف التى وصفته بـ"السرى"، أن فرنسا قامت بتكوين وتسليح أكثر من 60 ألف شخص تابعين لمنظمة تحمل اسم "حركى" حتى نهاية عام ١٩٥٩، بعدما كان عددهم عام 1957 لا يتجاوز بضعة آلاف، لتضيف الوثائق أن "الحركى" كانوا فى معظمهم ينشطون تحت إمرة ملازم أو نقيب فى الجيش الفرنسى، ويتألفون من 50 إلى 70 شخصاً فى المجموعة الواحدة.
وأوضح الملف السرى وفقاً للصحيفة، أن عدد مجموعات "الحركى" المنقسمة فى مناطق عديدة من الوطن كان يقدر بأكثر من 700 مجموعة، مسلحين ومدربين بشكل جيد، بالإضافة إلى تلقيهم رواتب مغرية، وكان يُعتَمَد عليهم فى عمليات الاستطلاع والاستكشاف، إلى جانب الرصد والاستعلام.
وتضمن الملف طرق وكيفيات عمل الإدارة الفرنسية العاملة بالجزائر خلال سنوات الاحتلال، وتحديداً إبان الثورة، بمعطيات دقيقة شرحت بالتفصيل الوضع العام السائد فى الجزائر، بدءاً من السجون، وأماكن الاعتقال العسكرية، وصولاً إلى هيكل الإدارة المدنية والعسكرية للاحتلال الفرنسى بالجزائر، وطريقة عملهما، فضلاً عن تشخيص مُفصل لمختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية وشبه العسكرية التابعة للاحتلال الفرنسى آنذاك.
وكان أبرز ما تطرق إليه الملف بالتفصيل، هو الحالة العامة للمعتقلات فى الجزائر، حيث قال الملف الذى جاء مدعماً بتقارير أعدتها لجان تفتيش تابعة للصليب الأحمر الدولى، إن هناك العديد من مراكز الاعتقال السرية، التى سماها الملف بـ"الغير قانونية" لكون مراكز الاعتقال تلك لم تكن مقيدة ضمن سجلات وزارة العدل ولا حتى وزارتى الداخلية والدفاع الفرنسيتين.
ومن هذا المنطلق، قال التقرير: إن مركز "كامب دى شان" الكائن فى منطقة الشفة بالمدية، تم اكتشافه بالصدفة من طرف مفتشى الصليب الأحمر الدولى، ليتبين فيما بعد أنه "واحد من بين مراكز الاعتقال غير القانونية" فى إشارة إلى وجود العديد من السجون السرية التى كانت تخصصها سلطات الاحتلال الفرنسية لاحتجاز مناضلى ومجاهدى ثورة التحرير، وحتى المدنيين من النساء والشيوخ، مثل حالة المعتقل السرى فى المنطقة المسماة "مزرعة أمزيان"، حسب ما جاء فى الملف.
كما تطرقت الوثائق إلى حالات أخرى، مثل مركز أو معتقل فى برج "منايل" والذى احتوى على 524 شخصاً محتجزين بداخله، حيث جاء فى الملف أنهم تعرضوا لكافة أشكال وأنواع الترهيب والتعذيب.
نفس الحالة والوضع كانت فى مركز احتجاز آخر يسمى "النخيل الخمس"، وهو الموقع الكائن على مقربة من منطقة أولاد فارس، حيث جاء فى التقرير الأمريكى أنّه تم العثور على جثث 12 محتجزاً، فى زنزانة انفرادية، قبل أن تبين التحريات التى أجريت من طرف لجان الصليب الأحمر عن بقاء تلك الجثث ١٢ ساعة كاملة دون دفنها أو اتخاذ أى إجراء يحفظ كرامة الإنسان.
وأوضحت الصحيفة الجزائرية، أنّ المفاجأة الكبرى، عندما كشف التقرير عن تعرض السجناء فى مركز الاحتجاز "النخيل الخمس" للقتل باستعمال غازات سامة.
وبغض النظر عن المعتقلات السرية، قالت التقارير نفسها إنّ معظم السجون ومراكز الاعتقال الفرنسية المعروفة والمقيدة لدى الحكومة الاستعمارية، كانت تحتوى أعداداً من الجزائريين أكبر بكثير مما هو معلن عنه، لتوضح الوثائق أن معتقل "بول غازيل" كان يضم 1320 سجيناً، فيما تبلغ طاقته الاستيعابة 104 مساجين فقط، مضيفة أن المحتجزين فى العديد من السجون كانوا ينامون فى الليل مكدسين مثل "السلع فى المخازن".
النهار الجزائرية: وثائق أمريكية تكشف التعذيب فى سجون الاحتلال الفرنسى
الأحد، 26 ديسمبر 2010 11:33 م
الاحتلال الفرنسى فى الجزائر - صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طلال سناني
سوق اهراس
اللهم اهلك فرنسا كما اهلكت الجزائريين