◄◄ السيدة أرسلت حلقها الذهبى لـ«اليوم السابع» أملا فى نشر معاناتها كإعلان مدفوع الأجر
ليس غريبا أن تجد فى هذه الأيام شخصا يبيع أعضاءه، أو يفكر فى بيعها من أجل أن يوفر نفقات الحياة لأسرته، فضيق الحياة يدفع آباء للإقدام على هذا الفعل الذى لم نعرفه فى سنوات مضت، وكل يوم نسمع روايات عن ذلك، ويكفى فقط أن ينشر أحد إعلاناً فى أى صحيفة عن شراء فص كبد أو كلى، سيجد طوابير مستعدة لهذا الفعل.
نقول إذا كان هذا ليس غريباً فما وجه الغرابة فى القصة التى ننشر تفاصيلها، ووصلتنى عبر خطاب بريدى مسجل من سيدة من دمياط، احتفظ باسمها وباسم زوجها الذى ضاقت به الحياة فقرر أن يبيع أعضاءه بـ85 ألف جنيه حتى يخرج من ضائقته.
وعلمت زوجته بما سيقدم عليه، فلطمت وجهها- كما تقول فى رسالتها- وتمنت لنفسها الموت، لكنها بعد فترة فكرت هى الأخرى فى أن تبيع فصاً من كبدها، أو تكتفى بالعيش بكلية واحدة بعد أن تبيع كلية واحدة، لعل ذلك يفك كرب أسرتها المكونة من أب مريض، وأطفال ثلاثة عمرهم 8 سنوات و6 سنوات و10 أشهر، واهتدى تفكير السيدة إلى أن ترسل قضيتها إلى «اليوم السابع» أملاً منها فى نقلها إلى الداعية الإسلامى الشهير محمد حسان بعد أن قرأت على صفحاتها حواراً مطولاً أجريته معه قبل عيد الأضحى الماضى بأسبوعين.
تقول السيدة «م. م» وهى ربة منزل: حصلت على مؤهل عال، وتزوجت منذ تسع سنوات من مدرس شاب، ولى ثلاثة أطفال، وعندما تزوجنا كان زوجى رقيق الحال، لكن الله عوضنى معه عن الغنى والمال بقلبه الذى يسع الدنيا بأسرها، وحنانه الذى يغمر به القريب والبعيد ودماثة خلقه التى كانت مضرب الأمثال.
تزوجنا فى شقة بالإيجار قبل أن يكرمنا الله بشقة فى بيت والده، وفجأة ابتلى زوجى بمرض السمنة المفرطة التى حولت زوجى إلى كائن ضخم يحمل قلب طفل. المهم أن وزنه بلغ 200 كيلو، وأصابه مرض السكر، بالإضافة لأمراض أخرى حولته إلى إنسان شبه عاجز، ورغم ذلك ما رأيته إلا شاكراً لله الذى ابتلاه، ولسان حاله لا يقول إلا الحمد لله الذى ابتلانى.
ورغم أن الحياة بدأت تضيق جداً مع قدوم الأطفال فإن الحياة مضت بحلوها ومرها، لكن ظللنا بيتاً سعيداً حتى حدث ما كسر ظهرنا وقلبنا.
فمنذ حوالى عامين ونصف العام استجاب زوجى لنصيحة أصدقاء للخروج من حالتنا المادية الصعبة، بأن يجرب حظه فى تربية «الفراخ البيضاء»، ولأن زوجى لا يملك شيئاً لجأ إلى الاقتراض من البنوك، وشراء مستلزمات المشروع بالأجل، على أن يتم تسديدها بعد نهاية دورة تربية الدواجن التى تستغرق من شهر ونصف إلى شهرين، وذهب أملنا إلى أن المشروع سيكون بداية الخير لأسرتنا، لكن النتيجة كانت كارثة، حيث فشل المشروع، وأصبح زوجى وحده فى العراء، عليه ديون بالآلاف ومطارداً من الدائنين الذين تقدموا بشيكات كانت على زوجى إلى النيابة، وبدأت الأحكام القضائية تتوالى، ومعها فكر زوجى فى بيع أعضائه دون أن أدرى، وعلمت بهذه المصيبة من شخص اتصل بى ليخبرنى بتفاصيلها كاملة، وأخبرنى أن سعر الصفقة 85 ألف جنيه، وبالصبر والإيمان أقلع زوجى عن هذه الفكرة، وقررنا مواجهة المشكلة، وبعنا كل ما لدينا، وراسلنا بعض أهل الخير واستجاب بعضهم، ولما شاهد الكثير من الدائنين محنتنا خفضوا قدراً من ديوننا، وبفضل الله سقطت جميع الأحكام الصادرة ضده بعد أن تم القبض عليه ثلاث مرات لتنفيذ الأحكام، وضمن الحلول التى لجأنا إليها حصول زوجى على قرض من البنك بضمان راتبه يسدد على 5 سنوات قادمة، لكن المشكلة أن دخلنا كله أصبح 200 جنيه، هى كل ما نملكه الآن من الدنيا، وبهذا المبلغ مطلوب أن نعيش به نحن الأسرة المكونة من 5 أفراد، والمبلغ لايكفى أصلاً ثمن علاج زوجى ووالد أطفالى الثلاثة، والذى ينزف من الخلف ويحتاج إلى عملية جراحية لا نقوى على تكاليفها.
وفكرت فيما فكر فيه زوجى حين قرر بيع أعضائه، أن أبيع فص كبدى أو كلية، المهم أن التفكير مازال يطاردنى، لكننى وبعد أن قرأت حوارك مع الشيخ محمد حسان قررت أن أكتب إليك، حتى تعرض عليه مشكلتنا، فمن خلاله- وهو الشيخ المؤتمن وله مريدون ميسورون- ربما يعيننا أحد منهم على سداد ديوننا للبنك فيعود مرتب زوجى، ورغم أنه لا يلبى احتياجات الحياة، فإننا سنتدبر به أمرنا، وأرسل إليك «حلقى» وهو آخر ما أملكه إذا كان نشر مشكلتى سيكون إعلانا مدفوع الأجر.
انتهت رسالة السيدة التى تركت تليفونها، وفى رسالة بريدية أعدنا إليها حلقها، وعرضنا رسالتها نصاً بكل ما احتوته من بيانات على الشيخ محمد حسان الذى أسرع بالتأكيد على تقديم يد العون لها.