أحمد حسن الشرقاوى

أين ذهب البرادعى؟!

الإثنين، 06 ديسمبر 2010 06:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب غاب رمز التغيير كما غاب فى انتخابات الشورى فى يونيو الماضى. من حق الجميع أن يتساءل:أين ذهب رمز التغيير فى مصر؟! أين ذهب الدكتور محمد البرادعى فى ظل هذه الأحداث التى تشهدها مصر؟

الرجل قرر أن يقاطع الانتخابات لأنه أدرك مبكرا أنها ستكون غير نزيهة، وغادر مصر منذ منتصف سبتمبر، وبالتحديد صباح أول أيام عيد الفطر الماضى متوجها إلى فيينا ومنها انطلق فى جولة أوروبية بعد أن أعلن مقاطعة الانتخابات، وهو القرار الذى اتخذته الجمعية الوطنية للتغيير التى يترأسها خلال آخر اجتماعاته معها..

تمت انتخابات الإعادةِ، وسط انسحاب قطبين كبيرين فى الحياة السياسية المصرية وهما حزب الوفد الجديد برئاسة الدكتور سيد البدوى، وحركة الإخوان المسلمين المحظورة، ولا يزال الحبل على الغارب ولاتزال الأيام حبلى بالأحداث لكن المؤكد أن " رمز التغيير" أصبح شعارا غير ذى دلالة تماما مثل شعار " الإسلام هو الحل".

غياب البرادعى عن انتخابات مجلس الشعب لم تكن السابقة الأولى، فالبرادعى لم يستقر فى مصر منذ قدومه أول مرة فى فبراير الماضى واندماجه فى الحياة السياسية أكثر من شهرين متقطعين، وغاب عن انتخابات مجلس الشورى الماضية التى جرت فى يونيو كما غاب أيضا عن انتخابات مجلس الشعب التى جرت الأحد الماضى.

أتذكر يوم وصوله كنت ضيفا على فقرة الصحافة فى برنامج " صباح دريم"، وعرضوا فى البرنامج مشاهد استقبال الجمهور للدكتور محمد البرادعى فى مطار القاهرة. لم تكن لدى أى مشكلة مع هذا الاستقبال الحافل للجماهير المتعطشة للتغيير، وقلت فى البرنامج إن المشكلة ليست فى البرادعى، فهو أحد الحالمين المثاليين الذين يتطلعون لمستقبل أفضل لمصر، لكن المشكلة- فى تقديرى- تكمن فى المجموعة التى نصبت نفسها متحدثة باسمه ثم تجاوزته لتتحدث عن التغيير.
وكتبت بعد ذلك مقالا فى " الدستور " بتاريخ 28 أكتوبر كان عنوانه: " الناخب والنخبة" انتقدت فيه أداء النخبة المصرية تجاه التعامل مع الظاهرة السياسية فى البلاد، فهى نخبة أقرب إلى تفكير الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الذى رفع شعار : " من ليس معنا فهو ضدنا"، نخبة لا تؤمن بالديمقراطية وتفشل فى كل معاركها السياسية مع الحزب الحاكم.

الحزب الوطنى يستمد قوته وسطوته وجبروته من ضعف المعارضة، والمعارضة ضعيفة لأنها لا تستند إلى نخبة قوية، وهنا لا يمكن أن أغفل دور الحزب الحاكم فى إضعاف المعارضة عمدا مع سبق الإصرار والترصد، وفى السياسة هذا عمل جائز ومشروع بشرط أن يتم بأصول العمل الديمقراطى ومن خلال مواقف سياسية ناضجة وفى ظل الالتزام الثابت بالقانون والدستور.

الانتخابات جرت وسط اتهامات كثيرة بتزييف إرادة الشعب والناخبين وغاب عنها رمز التغيير الدكتور محمد البرادعى، والسؤال هنا: هل توقف أحد ليسأل نفسه: أين ذهب البرادعى ولماذا قفز من السفينة وترك من نادوا به ليكون رمزا لهذا التغيير؟ لماذا لم ينطق البرادعى بكلمة واحدة خلال جولاته الخارجية المستمرة وأين ذهب مؤيدوه ومناصروه . الحقيقة عند الدكتور البرادعى والإجابة التى يعرفها " عواجيز " السياسة المصرية أن البرادعى مورست ضده " حرب نفسية وسيكولوجية " تستهدف " تطفيشه" وإصابته بالملل والقرف.

الرجل " الجنتلمان" الذى مارس السياسة من خلال المنظمات الدولية والمكاتب المكيفة والسيارات الفارهة فى نيويورك وفيينا، من الصعب عليه أن يستقل " توك توك" وينزل فى معترك الانتخابات فى إمبابة وروض الفرج وشبرا وبولاق الدكرور.

أصدقاء البرادعى الذين نادوا به رمزا للتغيير يعلمون ذلك جيدا وكان يرسمون مسار العمل معه، فالرجل سيأتى ويستقل مقدمة السفينة ويلعب دور " الربان"، بينما القادة الحقيقيون على ظهر السفينة هم الذين يعملون فى الميدان وهم الذين يديرون الدفة بالفعل.

الحزب الوطنى والحكومة كانا يعلمان ذلك جيدا، وتركا الجميع يقومون بتصفية بعضهم البعض..وهذا ما حدث بالفعل..هل عرفتم الآن لماذا غاب رمز التغيير عن انتخابات مجلسى الشعب والشورى؟!







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة