شيع ظهر اليوم، الجمعة، آلاف من أهالى عزبة الطوبجى، مركز منيا القمح بالشرقية، ضحية أحداث ميلانو "أحمد ممدوح"، حيث خرج الجثمان من منزله بالقرية، وسط صراخ ذويه وأقاربه والدموع والحسرة تملأهم جمعيا، ثم تم نقل الجثمان إلى مسجد الرحمة بالقرية قبل صلاة الجمعة بعدة ساعات، وقام المصلون بالصلاة على الجنازة بعد أداء صلاة الجمعة ومباشرة، ثم حمل نعش الفقيد الذى تم تغطيته بعلم مصر.
حضر الجنازة عدد من القيادات الشعبية والتنفيذية بالشرقية فى تواجد أمنى مكثف، وغياب ملحوظ للمستشار يحيى عبد المجيد، محافظ الشرقية، الذى غاب دون إبداء أى أسباب ولم يرسل أى نائب عنه للحضور، كما أنه لم يحضر أى وفد من الخارجية، فيما حضر نائب الشعب عبد الرحمن مشهور.
قالت الحاجة سميرة، والدة الفقيد التى فضلت البقاء بالمنزل ولم تمهلها الصحة لتشيع الجنازة والدموع تنهمر من عينها، إننى لم أذق طعم الراحة أو النوم منذ 6 أيام، مضيفة أنها ظلت طوال الليل تقرأ القرآن هى وإخوته على ابنها، ثم ألقت نظرة الوادع عليه، وقبلته بعقب أداء صلاة الفجر مباشرة، وطالبت الأم المكلومة بضرورة القصاص من الجناة، حيث كانت تنظر عودة ابنها طوال 4 سنوات الماضية ماشيا على قدميه لتستقبله بالأحضان، إلا أنها فوجئت به عائدا إليها محمولا داخل صندوق، وقالت لابد من قتل الجانى ويعود لأهله فى صندوقه مثل انبى.
بينما قال أيمن رفعت، ابن عم الفقيد، إننا الآن نشعر نوعا ما بالراحة بعد إلقاء الشرطة الإيطالية القبض على الجانى، والآن ننتظر القصاص العادل، فقد قامت الخارجية بدور كبير فى سرعة عودة الفقيد، والآن لابد من متابعة التحقيقات حتى تهدأ وتطفئ النار فى قلونبا.
وأضاف ناجح عمران، خال المجنى عليه، أن أحمد ليس ابننا فقط، بل ابن مصر كلها، ولذلك لابد من أخذ القصاص له حتى نرتاح، فإن القرية كلها فى حالة غليان، فشاب مثل هذا خرج لكى يسعى على أسرته فقتل غدرا، فلابد من محاسبة الجانى بأقصى عقوبة، بينما قال محمد رفعت، عمه، إننا الآن نفكر فى العدل والقصاص، أما مسألة التعويضات سابقة لأوانها الآن.
قال رضا حسين من قرية بنى صالح الذى يعمل أيضا بإيطاليا إن شارع الذى حدثت فيه الجريمة هو شارع مكتظ بالمصريين والأجانب، وتعتبر الجالية المصرية من أهدأ الجاليات، حيث تعمل طوال النهار سعيا على الرزق، وليس لنا أى عداوة مع أى شخص إيطالى أو حتى جاليات الأخرى.
ويقول أخوه حسين بالصف الثالث الإعدادى، إننى لا أستطيع الكلام، فكانت لى لهفة لعودة آخى، والآن أشاهده فى نعش بصندوق، وتكمل فاطمة، أخته الكبرى، أنه كان لنا الأخ وكنا نلعب سويا، حيث إننى أصغر منه بعامين فقط، فهو الذى قام بتكاليف زواجى كلها عندما شاهدته، وأنا ألقى نظرة الوداع عليه فكان وجه كبدر يشع من النور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة