بغض النظر عن أصل يوم فالنتاين (عيد الحب) أو تحريم الاحتفال به أو كونه احتفالا غربيا انتقل لنا منذ عقود قليلة، أو أىّ ما يُقال عن هذا اليوم فإنه من الجميل أن نتذكر جميعاً فى يوم واحد، إن كان 14 فبراير أو أى يوم آخر من أيام السنة، الحبَ المنسى بجميع أشكاله.
من الرائع أن نعبر عن هذا الحب ولو بوردة أوكلمة صغيرة، فلا ضرر أبداً أن يسود شىء من المرح فى صفوف السيارات على المحور والدائرى أو فى طوابير العيش وأنابيب البوتاجاز.
ومن الأروع أن نعبر عن الحب بفعل صغير قد يُسعد الآخر كأن تفاجئ زوجتك بتحضير الإفطار(إن لم تعتبر هذا الكلام مزحة سخيفة) أو تمتنعى عن الحديث عن أى مشاكل مع زوجِك لمدة يوم كامل، أو تصطحب والدك ووالدتك لمكان محبب لهما.. الخ الخ. أما قمة الروعة أن تعبر عن الحب بفعل لا يُسعد الآخر فقط ولكن يسد حاجة من احتياجاته، حتى إن لم يكن يسمع عن هذا الفالنتاين.
هابى فالنتاين لكل فلاح مصرى يعيش ويزرع على أرض الأوقاف وتريد الحكومة طرده لتحويل الأرض إلى مشروع تجارى أو صناعى. هابى فالنتاين لكل مصرى عليه أن ينقل الماء إلى بيته من القرية المجاورة، وإلى كل مزارع تختلط مياه الرى فى أرضه بمياه الصرف، وإلى كل مواطن يأكل محصولاً لا يعرف بأى مياه ارتوى، وإلى كل طفل يعبر صباحاً ومساء برك الصرف الصحى أمام منزله.
هابى فالنتاين لكل أم تصطحب أطفالها ليقضوا نهارهم فى طابور طويل انتظاراً لأنبوبة بوتاجاز، ولكل مصرية تصرف نصف راتبها بين أتوبيس وسرفيس وتوك توك لتصل إلى مكان عملها. هابى فالنتاين لكل عامل فى كتان طنطا أو أى شركة بيعت دون تسوية سليمة لأوضاعه، ولكل مريض يحتاج العلاج فى مستشفى حكومى ولكل مريض يحتاج لمعهد الأورام ولا يعلم مصيره ولكل ذى احتياجات خاصة لايجد كشكاً ولاشقة ضمن الـ5% المخصصة لأصحاب الإعاقة. هابى فالنتاين لكل تلميذ مصرى تاه بين السنة الإضافية والثانوية ذات السنة وذات السنتين.
إن لم تستطع الحكومة أن تفعل لكل هؤلاء ما فعله القدير عمرو أديب وكل رجل أعمال وكل مؤسسة من المجتمع المدنى وكل مواطن أصيل شارك معه فى حملته لضحايا السيول، فلنقل لها هى أيضاً مع الورود والبالونات الحمراء: كل فالنتاين وانت سعيدة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة