لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الكبير الذى تقوم به الجمعيات الأهلية الجادة فى النهوض بالمجتمع وخدمة البيئة ومساعدة الفقراء وتقديم الخدمات العلاجية بأسعار فى متناول الجميع ولكن فى الوقت الذى توجد فيه الآلاف من الجمعيات الملتزمة ببرامجها وخططتها والأهداف التى أنشئت من أجلها هناك المئات من الجمعيات سيئة السمعة التى تقوم بتلقى المنح والمساعدات والهبات والتبرعات وغيرها ولا تقوم بإنفاقها فى الأغراض المخصصة لها أو المعلن عنها ولكنها تدخل جيوب أعضاء مجلس إدارة هذه الجمعيات ويتم إنفاق جزء ضئيل منها فى عقد ندوات وهمية معظمها على الورق فقط ولا يستفيد منها أحد أو يتم إنفاقها فى ورش عمل لا يحضرها أحد ناهيك عن البنود التى لا حصر لها من النثريات والمصروفات الأخرى.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل هناك العديد من الجمعيات الأسرية التى يتكون جميع أعضاء مجلس إدارتها ومؤسسيها من أسرة واحدة وتعد هذه النوعية من الجمعيات جزرا منعزلة لا يستطيع أحد الاقتراب منها ومما يزيد من فداحة المشكلة وجود العديد من الجمعيات الأهلية التى لا تقوم بعقد أجتماعاتها الدورية التى ينص عليها القانون ربما لعدة سنوات متصلة فى ظل غياب الرقابة من وزارة التضامن الاجتماعى أما الجمعيات التى يشرف عليها المحترفون فى الفهلوة وضرب الودع فتقوم بعقد أجتماعاتها على الورق فقط ويتم تمرير محضر الأجتماع على أعضاء مجلس أدارة الجمعية للتوقيع فقط.
والسبب فى انتشار الجمعيات الأهلية سيئة السمعة عدم وجود رقابة من وزارة التضامن الاجتماعى لعمل هذه الجمعيات وعدم وجود متابعة لأنشطتها وبرامجها، إن وجدت من أصله والأهداف التى أنشئت من أجلها إذا كانت لها أهداف ما عدا كونها سبوبة وبابا خلفيا لتلقى المساعات والحصول على تأشيرات الحج والعمرة وبيعها فى السوق السوداء لمن يدفع أكثر وغالبا لا يعلم أعضاء الجمعية بالعدد الحقيقى للتأشيرات التى حصلت عليها الجمعية.
ويجب وعلى الفور أن يقوم الدكتور على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى بفتح ملف الجمعيات الأهلية وعمل حصر شامل لها خاصة وأنه لا يعلم أحد عددها الحقيقى حتى وزير التضامن نفسه ومراجعة أعمالها والضرب بيد من حديد على الجمعيات الوهمية وتلك التى تتلقى المنح والمساعدات والهبات والتبرعات وتقوم بإنفاقها على الورق فقط أو فى عقد ندوات وورش عمل لا طائل منها.
كما أطالب المصيلحى بمراجعة كافة المساعدات التى تتلقاها االجمعيات الأهلية فى مصر، ومن أين تأتى وما هى بنود إنفاقها والأدوار التى تقوم بها هذه الجمعيات سواء فى خدمة المجتمع أو فى إجراء دراسات وإحصائيات لصالح جهات خارجية فى مقابل الحصول على المساعدات والمنح والهبات؟
كما أطالب المحافظين بمراجعة المساعدات التى تتلقاها هذه الجمعيات لمعرفة أوجه الإنفاق ومن أين تأتى هذه المساعدات وما هى أكثر الدول التى تقدم منحا ومساعدات للجمعيات فى مصر والتى تعددت مجال أنشطتها حسب الموضة والموجة السائدة ومنها جمعيات الحفاظ على البيئة والمحميات الطبيعية والرفق بالحيوان وسنسمع قريبا عن جمعيات الوحدة الوطنية والمواطنة وحقوق الإنسان إن لم تكن موجودة بالفعل.
• مساعد مدير تحرير الأهرام المسائى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة