لفتت انتباهى تصريحات صحفية بعضها إيجابى، وثانية تدعو للتساؤلات والعجب، وثالثة تجرى وراء الهوى الإعلامى.. عموما تعالوا نبدأ ونقرأ معا.
الأول: أهم ما يميز محمد فتحى البرادعى محافظ دمياط أنه يمارس السياسة الفطرية بين الشعب الدمياطى دون شعارات، ويبحث عن مصلحة الفرد الدمياطى دون وسطاء.. وظهر انحيازه الكامل واضحا لصالح الدمايطة فى أزمة «أجريوم» الشهيرة التى كانت قادرة على الإطاحة به من الكرسى الفخيم الذى يتربع عليه منذ عام 2004، وعموما أهم التصريحات التى شدتنى فى كلمته أثناء الاحتفال والتكريم الذى أقامه فى ديوان المحافظة لرئيس المجموعة البرلمانية ورئيس اتحاد الكرة سمير زاهر، ومعه شوقى غريب المدرب العام للمنتخب الوطنى، وأحمد سليمان ابن قرية ميت أبوغالب الدمياطية جدا، وحمادة صدقى، أن المحافظ كان مهموما جدا بأزمة الحارس الكبير عصام الحضرى، ليس لعدم حضوره التكريم، نظرا للظروف التى أوضحها رئيس اتحاد الكرة، ولكن عندما فاجأ الأستاذ الدكتور فتحى البرادعى الجميع، وأطلق تصريحاته معربا ومشيدا بأن الأهلى دوما قلعة الإنجازات والأخلاقيات ومدرسة ترسيخ المبادئ العظيمة، ولكنى أطالب إدارة الأهلى بأن يعود عصام الحضرى إلى حراسة مرمى الفريق الكبير، وطالب الوزير المحافظ أن يعفو الأهلى الكبير عن ابنه حتى لو كان أخطأ، لأن الأهلى فى حاجة كبيرة إلى الحارس العظيم.. والحضرى أيضا فى أشد الحاجة إلى أن يعود إلى دفء البيت الكبير الذى صنع نجوميته وشعبيته.. عموما إذا كانت تصريحات محافظ دمياط تنحاز إلى عصام الحضرى كمواطن أو أحد رعاياه فى دمياط، فالذى أيضا لا يعرفه الكثيرون أن المحافظ الكبير أحد الناشئين الذين لعبوا للأهلى، ولكن جاءت كلية الهندسة وخطفته بعلومها على حساب مشواره الكروى، وأصبح أحد علماء التخطيط، والذى افتقدناه كوزير للإسكان حتى الآن.
الثانى: ربما كانت التصريحات المفاجئة التى أطلقها حسام حسن المدير الفنى للزمالك هى الأغرب والأعجب والأدهش فى نفس الوقت، لأن جميع الحضور من الإعلاميين قد أصابتهم المفاجأة عندما وجدوا المدير الفنى يطالبهم عقب المؤتمر الصحفى لمباراة فريقه أمام المقاولون، برغبته فى عدم الانصراف ومحاولة الاستماع إليه قليلا، وبدأ تصريحاته عندما قال إن التعصب الذى تغذيه بعض وسائل الإعلام سواء صحافة أو فضائية تساهم فى حالة الاحتقان بين الجماهير، وقال إنه مندهش وغير مصدق لما يحدث حاليا من بعض الجماهير التى باتت تهدده وتتوعده وفريقه فى لقاء الزمالك أمام الاتحاد السكندرى، وهو ما دفعه لطلب الحماية والتأمين، والغريب أن المدير الفنى صاحب التصريحات قد شبه ذلك اللقاء بمباراة مصر والجزائر.. ولا أستطيع أن أعلق كثيرا على هذه التصريحات والاتهامات الموجهة إلى الإعلام، وكأن الصحافة هى التى رسخت وأكدت أزمة جدو، وكأن رجال الفضائيات هم الذين جعلوا اللاعب يمضى ويبصم على أوراق الزمالك، وكأن الإعلام وراء حالة الشكوك فى التزوير فى منطقة الإسكندرية لكرة القدم، وكأن المعارك التى يديرها إبراهيم حسن شقيق المدير الفنى ولغته الساخنة جدا حتى أنه نسى أن اللواء صبرى سراج عضو مجلس إدارة الزمالك وليس الاتحاد السكندرى، لم يسلم منه أيضا.. وعموما يبدو أن الإعلام سيظل المتهم دائما رغم أن هذه المرة كان ناقلا لكل الأحداث، واستطاع أن يكون محايدا إلى درجة معقولة، وتحدثت كل وجهات النظر، ولكن تأخر القرارات وعدم وضوح الرؤى فى اللوائح أو عدم ثقافة المسئولين دائما هى التى تلوى الحقائق وتطمس العدل، أو قل إننا لا نؤمن باللوائح ولا القوانين، لأننا نعلم دوما أننا قادرون على الالتفاف عليها وعدم تطبيقها، لأننا نعيش زمن بلطجة الصوت العالى.. عموما فإن تصريحات حسام حسن جيدة وغير مسبوقة، لأنه يطلب الحماية والتأمين داخل وطنه وبلده «مصر»، والأعجب أنه يطالب بنبذ التعصب.
الثالث: أعلن الدكتور أحمد ضياء الدين محافظ المنيا إطلاق أسماء لاعبى المنتخب الوطنى لكرة القدم الفائز ببطولة الأمم الأفريقية من أبناء المنيا على شوارع ثلاث مدن فى المحافظة، طبعا اسم حمادة صدقى مدرب المنتخب، وأحمد حسن كابتن المنتخب، وأحمد رؤوف والمعتصم سالم لاعبى المنتخب، ولست ناقما أو حاقدا أن تكون الشوارع بأسماء لاعبى كرة القدم طالما يضيفون تاريخا رياضيا لهذا البلد، وطالما يقدمون السعادة والفرحة والبسمة لجموع الشعب المصرى، ولكن هل يمكن أن يساوى محافظ المنيا بين أحمد حسن وتاريخه الكروى الكبير وبين لامؤاخذة أحمد رؤوف والمعتصم سالم؟ وهل يمكن أن يتساوى أيضا حمادة صدقى مع الجميع كلاعب ومدرب كبير؟ ولكن تقول إيه هوجة تصريحات وسباق بين كل المحافظين ومزايدات وظهور إعلامى وشو فضائى، ولذا أتمنى أن يحافظ محافظ المنيا على شوارع بلدته، ويكرم من يستحقون فقط.
الرابع: جاءت أيضا تصريحات حسام البدرى المدير الفنى للأهلى عقب مباراة فريقه وتعادله الإيجابى 1/1 مع حرس الحدود محيرة، وتدعو إلى التوقف كثيرا، فالمدير الفنى يشكو التحكيم، ويؤكد أن هناك مؤامرة ضد مسيرة الأهلى ومبارياته، وليس فى مباراة حرس الحدود فقط، لتأكده من أن هدف حرس الحدود جاء من تسلل واضح جدا أكده كل المحللين على الشاشات الفضائية، ومما جعل البدرى يعلن مخاوفه على مباريات ومسيرة فريقه أنه يرى التحكيم ليس عادلا بل متعمدا لإيذاء فريقه، حتى إنه شكك فى معظم الأهداف التى دخلت مرمى أحمد عادل عبدالمنعم حارس الفريق، والأزمة أو الكارثة فى هذه التصريحات أن الأهلى الكبير الذى كان دوما تتم محاربته وحسده بأنه يمثل القوة العظمى الكروية فى مصر، ويستطيع أن يستبعد حكاما، ويختار ما يشاء من الحكام لإدارة مبارياته، حتى إن الفرق المنافسة كانت ترجع عجزها فى عدم مجاراة الأهلى فى بطولاته بالتحليل الخاطئ أن التحكيم دوما يميل إلى الفريق الأحمر، ولكن ماذا تقولون الآن والمدير الفنى يشكو الحكام.. وأيضا أطالب البدرى أن ينفى تصريحات نظرية المؤامرة سريعا، ويركز فى انتصارات الأهلى، ويبحث عن حلول حقيقية لأسباب ضياع الفرص السهلة للتهديف أمام المرمى.. لأن الأهلى فى مباراته أمام الحرس كان الأقرب إلى الفوز لكن لاعبيه أضاعوا كل الفرص السهلة للانتصار حتى فى الوقت الضائع استطاعوا أن يهدروا فرصتين مؤكدتين.
جمال العاصى
الحسامان وشوارع المنيا ومحافظ دمياط.. تصريحات جديدة جدا!!
الثلاثاء، 23 فبراير 2010 07:18 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة