لقد أصبحت يا جدو نجما ورمزا وقدوة وأملا فى غد أفضل لشباب وأولاد مصر البسطاء المطحونين فى الحوارى والأزقة، والقرى والنجوع والكفور.
لقد أصبحت أملا لكل أم تحلم بالمجد والسعادة لفلذات أكبادها ولكل أب يأمل فى غد أفضل لأولاده، لأنك ببساطة نشأت وترعرعت وخرجت من قمح وطين حوش عيسى، لأب وأم من بين الناس، وشعر الجميع بأنك واحد منهم، فلست ابنا لوزير سابق أو حالى أو ابن أحد أقطاب الحزب الوطنى، ولا ابن لاعب كرة سابق، وقد وصلت إلى هذا المجد بالتعب والعرق والجهد والموهبة، وليس بالكوسة والبامية، ولم يكن طريقك مفروشا بالورود وكروت التوصية.
وأقول لك يا جدو لتظل وإلى الأبد بهذه الأخلاق الحميدة أخلاق الريف المصرى الأصيل، وإياك إياك أن تصاب بالغرور أو تتسرب إلى ذاتك أمراض العنجهية والصلف، وتأخذك أضواء النجومية بعيدا عن عادات وتقاليد حوش عيسى.
كن كما أنت بضحكتك البسيطة البريئة التى تدخل إلى القلب بلا مقدمات، وأحذرك من التقليد الأعمى للآخرين، كأن تقص شعرك ذيل حصان أو سمكة أو عرف ديك، نريدك دائما فى الملعب، كما أنت بتسريحة شعرك العادية، وبابتسامتك المليئة بالبراءة فى المقابلات التليفزيونية، وأن تبتعد عن الفضائيات الكدابة والإعلانات المشبوهة، وإذا أردت أن تقدم إعلانا لسلعة أو شركة فأرجوك أن تتحرى الدقة، ويا ريت تبتعد عن إعلانات الصابون ومستحضرات التجميل، لتظل أملا وقدوة لشباب مصر من أبناء الفلاحين والعمال المطحونين فى الأرض.
وأقول لك يا جدو لقد غابت الرموز عن سماء المحروسة وامتلأت بجيوش الغربان والبوم التى تنعق بمستقبل مظلم، ولم تعد على الساحة سوى الوجوه الكالحة التى أصبح مجرد رؤيتها أو النظر إليها يصيب الإنسان بالاكتئاب والحسرة والندامة واليأس والإحباط، فهناك بطل صفر المونديال، ووزير الإسكان السابق المتهم بالتربح والكذب غير المشروع، وهناك نائب القمار بعد سلسلة نواب القروض والاستيلاء على أراضى أملاك الدولة، ونواب الحذاء وترزية القوانين ومحافظو التيفود.
لقد فتحت يا جدو باب الأمل على مصراعيه أمام الملايين من أبناء الشعب الكادح المسالم، لأنك من طين وقمح وتراب وعرق هذا البلد، وأصبحت الأمل لكل أب وأم وجد يتمنى أن يرى حفيده يصل بمصر إلى الأمام فى كافة الميادين، وليس فى كرة القدم فقط بعيدا عن جيوش النفاق التى حجبت المستقبل والرؤية وعمالقة قلب الحقائق الذين يحتلون مكان الصدارة فى تشويه صورة من يخرج عن النص، والدكتور البرادعى تعرض لحملة تشويه خبيثة لأنه أراد أن يأخذ بيد مصر إلى المستقبل، وعليك بالابتعاد عن المظاهر الكدابة ورجال الحزب إياه حتى لا يكرهك الناس.
لقد دخلت قلب وعقل جموع المصريين، لأنك شكلهم ولك مثل بشعبولا الذى لم يتغير ولم يتبدل واكتسب جماهيريته من بساطته.
والأمل كبير فى أن تظل يا جدو قدوة فى سلوكك داخل وخارج الملعب لكل بيت فى المحروسة من أسوان حتى الإسكندرية، ومن رفح وحتى السلوم ونأمل ألا نعرف أخبارك إلا من صفحات الرياضة.
*مساعد مدير تحرير الأهرام المسائى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة