إن الصلاة على رسول الله تملأ مجلدات ومجلدات من بينها يقول قائل: «اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الذين فى محبته كالجبال الرواسخ»، إن الصحابة كانوا أكثر من ذلك فى حبهم له صلى الله عليه وسلم إنه كان بدر حياتهم ونور أبصارهم وقوة وبركة أفعالهم وحركتهم. لقد أنقذهم من ظلام الضلال والوثنية وأنقذ البشرية من بعدهم.
إنهم كانوا رضى الله عنهم أجمعين متيمين برسول الله عليه الصلاة والسلام فهو الهادى والبشير والنذير والحبيب لقلوبهم أجمعين وكانوا عليهم رضى الله أيضاً متيمين برب العالمين رب كل شىء وخالقه سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الذى أمرهم عن طريق النبى الخاتم عليه أزكى تحية وسلام بكل خير وهدى وحرر الإنسان فى كل مكان من الشيطان ومن أعوان الشيطان وجعلهم يمشون على الأرض وكأنهم يسيرون فى جنة الرحمن.
لقد ملأ الحب قلوب الصحابة فسيدنا بلال كان يعذب وهو يرتل اسم الله أحد أحد فبدا لأهل الكفر وكأنه يعذب ولكنه كان يناجى ربه ومن كان يناجى ربه بروحه العاشقة لأنوار الذات المقدسة سبحانه وتعالى فلا يشعر جسده بما يفعله به أهل الظلام والطغيان. لقد كان سيدنا بلال رضى الله عنه يرفع الأذان بكل الحب الذى فى قلبه فيصل إلى الآذان وكأنه نغم سماوى وملائكى، وامتلاء كيان سيدنا بلال رضى الله عنه بحب رسول صلى الله عليه وسلم فعندما صعد رسول الله إلى السماء فى ليلة الإسراء والمعراج سمع أصوات وقع أقدام سيدنا بلال فى الجنة، وهذا لأن روحه لم تكن تفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه الحب والإخلاص فى الحب والإخلاص للمحبوب.
وسيدنا بلال لم يكن حالة خاصة ولكن كان ذلك حال جميع الصحابة فسيدنا على رضى الله عنه عندما نام فى مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم روحه فداء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متيما بشخص ومكارم أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما وصل إليه من الرساله التى بعث بها.
و لقد روى العلماء القدماء أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى بعض الصديقين «إن لى عباداً من عبادى يحبوننى وأحبهم ويشتاقون إلى وأشتاق إليهم ويذكروننى وأذكرهم فإن حذوت طريقهم أحببتك..» وهؤلاء الذين قد فنوا حباً فى الله وأدركوا نعمه وأطاعوا أمره وأحبوا خاتم الرسل عليه الصلاه والسلام. فالحب هو السعادة وهو القرب وهل يوجد بعد القرب سعادة.