بعض المشايخ لايعرفون عن الشيعة سوى أصول المذهب الجعفرى، وسيرة الراحل محمود شلتوت.
الشيخ شلتوت هو الذى أدخل تدريس المذهب الجعفرى الشيعى الجامع الأزهر، فدرسه المشايخ بوصفه اجتهاداً فى الدين.. مع أنه ليس كذلك.
رغم محاولات بعض المشايخ المستميتة، بلا سبب ولا داعى للتأكيد على إمكانية التقريب، لا يعرف الشيعة سيرة الشيخ شلتوت، ولا يعرفوا أسماء الذين ينادون بالتقريب عندنا.. إضافة إلى أنهم لا يأخذوا عقائدهم عن مشايخ الأزهر، والمشايخ الذين أقحموا المذهب الجعفرى على الإسلام بـ "نية حسنة" هم الذين انفجرت فى وجوههم قنابل "عقائدية"، دخلت شظاياها فى إبصارهم وأفئدتهم لم يبرأوا منها حتى الآن.
كما معظم المشايخ، يختزل الشيخ محمود عاشور مذاهب الشيعة فى سب الصحابة، وموالد أهل البيت، ومثل د. سليم العوا والمستشار طارق البشرى، لايرى الشيخ عاشور الشيعة خارجين عن الإسلام.
الشيخ عاشور كما السهروردى والشهرستانى والداغستانى ومراجع الشيعة، يرون أنهم يختلفون عن السنة فى الفقه، ويتفقان فى الثوابت.. مع أن هذا ليس صحيحا أيضا.
لا السنة يؤمنون بحلول أرواح الائمة بعد مماتهم فى أبنائهم، ولا يعرفوا بقاء أرواح الصحابة فى أتباعهم.
لا يعتقد السنة فى تفاسير بواطن القران الكريم، ولا يعقد مشايخهم "مجالس علم" تحفها أرواح أئمة ماتوا قبل سنوات لتدارس العلاقات بين حروف المصحف وبين نقاط "خفية" فى مراقد أهل البيت.. وبركات مقدسة فى أضرحتهم.
الفاطميون الشيعة هم الذين اكتسحوا المصريين بالتمسح فى "العترة النبوية"، فاختلقوا قصصاً عن هيام أرواح على ابن أبى طالب وأبنائه فوق قبورهم، ومعجزات السيدة نفيسة فى شفاء المرضى بعد مماتها.
تشيع الصوفية فى مصر هو الذى أطلق ثورة الوهابيين فى الجزيرة العربية، بعدما دخل على الإسلام "خزعبلات" كرامة أهل البيت، ومعتقدات انكشاف حجب الغيب عن "الأولياء" !! فلا ولاية إلا لله، وما كان محمد (ص) إلا بشر.. وآل بيته.
يتعاطى بعض المشايخ الفروق المذهبية بطريقة جغرافيا ثانية ثانوى السياسية، فيحشرون "الفتنة" و"الاستعمار" فى العقيدة، ويقحمون "مخططات الغرب".. فى كتب التراث، فى مناهج الإعدادية تدخل "التربية القومية" الجغرافيا فى التاريخ، وتخلط المنطق بالتعبير.. وعبارات الإنشاء.
"نية" الشيخ عاشور الحسنة مادة جيدة للفضائيات فى مواسم "إفلاس" المعدين، وموضوعات شيقة لحفلات السفراء الذين عادة ما يوفدون ليكذبون.. ويتبادلون الأنخاب.
بعض الأزهرين يكفرون بأسئلة "علل"، ويفضلون الاختيار من بين الأقواس، يعربون فقط ما تحته خط، مع أن البدايات تبقى مع النهايات فى حاجة أكثر إلحاحا للصرف.
الاعتقاد فى إمكانية التقريب بين الشيعة والسنة خطأ، واستمرار المشايخ فى الاعتقاد فى إمكانية التقريب، لبساطة الاختلاف.. ليست فقط خطيئة دينية، إنما سياسية أيضا.
* مساعد رئيس تحرير جريدة روزاليوسف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة