لا أحد يستطيع أن ينكر أن الحزب الوطنى برغم السلبيات الكثيرة الموجودة به هو الحزب الوحيد فى مصر الذى يمتلك قواعد حزبية وجماهيرية فى كافة ربوع مصر فى الوقت الذى نجد فيه الأحزاب الأخرى مغيبة ومهمشة وليس لها وجود سوى فى الفضائيات والصحف وتركت الساحة خالية للحزب الوطنى وتحولت إلى أبواق إعلامية لا تسمن ولا تغنى من جوع وربما يرجع توحش الحزب الحاكم إلى ضعف وإنهيار هذه الأحزاب.
وعلى الرغم من أن الحزب الوطنى يلعب فى الساحة وحيدا، إلا أن هناك العديد من السلبيات التى تنخر فى أوصاله وتؤدى إلى تدهور شعبيته.
ومن الممكن أن ينفض الحزب الوطنى الغبار عن كاهله فى حالة واحدة فقط من وجهة نظرى، وهى أن يبادر وعلى الفور برفع يد نواب الشعب والشورى من أعضاء الحزب عن التدخل فى كل كبيرة وصغيرة فى شئون الحزب وخاصة فيما يتعلق بإختيار أمناء الوحدات الحزبية وأمناء الحزب بالمراكز والمدن والأحياء والقرى وفى تشكيل هيئات مكاتب الحزب على كافة المستويات.
والطامة الكبرى أن تدخل النواب يمتد إلى اختيار مرشحى الحزب لإنتخابات المحليات وبالتأكيد يختار كل نائب الموالين له والمخلصين لسيادته وفى النهاية نجد أعضاء مجالس محلية من المرتشين والحرامية ومن أصحاب السوابق وليس هناك أى سبب موضوعى وراء اختيارهم سوى تسبيحهم آناء الليل وأطراف النهار للنائب الذى رشحهم والذى يعملون لخدمة وتهيئة المناخ لأستمراره وليذهب الحزب إلى الجحيم لأنه ليس هناك فضل للحزب فى اختيارهم.
ومنح سلطات كبيرة للنواب فى اختيار مرشحى الحزب فى المحليات هو الذى فتح الباب على مصراعيه أمام عدم الالتزام الحزبى والوقوف علانية ضد مرشحى الحزب من أبناء الحزب أنفسهم، وأصبح الولاء للنواب أولا وثانيا وثالثا وليذهب الحزب إلى الجحيم.
ولم يقف الأمر عند التدخل فى اختيار مرشحى الحزب لانتخابات المحليات بل وصل الأمر إلى التدخل فى إختيار أمناء الحزب بالمراكز والأحياء والقرى وتشكيل اللجان الحزبية بكل مستوياتها حتى يضمن النواب ولاء الأمناء وهيئات تشكيل المكاتب لهم وولاء اللجان الحزبية ليضمنوا حصولهم على أعلى الأصوات فى المجمعات الانتخابية وفى النهاية يفرضون أنفسهم على قائمة الحزب فى الانتخابات البرلمانية.
ونتج عن هذا التدخل لنواب الحزب فى العمل الحزبى الخالص ولاء أعضاء المجالس المحلية وأمناء الحزب وأعضاء هيئات المكاتب واللجان الحزبية للنواب قبل ولائهم للحزب، كما نتج عنه قتل كل الوجوة الجديدة المحترمة من أصحاب الخبرة والكفاءة والشرفاء الذين أبت أنفسهم العفيفة أن يكونوا مجرد أحذية تحت أقدام السادة النواب، كما أصبح الباب مغلقا بالضبة والمفتاح أمام أى وطنى شريف يريد أن يشارك فى العمل السياسى من خلال الحزب الوطنى وأدى ذلك أيضا إلى امتلاء المشهد السياسى بأصحاب السوابق وماسحى الجوخ ونواب القمار.
وأطالب كل المسئولين بالحزب بالعمل على رفع يد نواب الشعب والشورى عن العمل الحزبى وأن يترك الأمر لأمناء الحزب فى المحافظات دون أى تدخل من النواب سواء فى اختيار مرشحى الحزب للمحليات أو فى إختيار أمناء الحزب على كافة المستويات خاصة وأن النواب يستغلون أنتخابات المحليات لتصفية الحسابات وإغتيال كل من كان يقف ضدهم لدرجة أن هناك نوابا قضوا على أجيال كاملة من أبناء الحزب المخلصين، حيث لا يسمح أى نائب فئات فى أن يظهر أى عنصر صفته فئات فى دائرته، وكذلك الأمر بالنسبة للعمال والفلاحين.
كما يجب على الأمانة العامة للحزب أن تدقق فى اختيار أمناء الحزب بالمحافظات المختلفة، بحيث يتم وضع وجوه لها احترامها ويكون لها تاريخ سياسى أو أكاديمى مشرف وتكون بعيدة عن الشبهات والصفقات ولا يكون كل همها تحقيق ثروات طائلة من وراء الطامحين والعاطلين والمشتاقين وهؤلاء الذين يستغلون الحزب أسوأ استغلال وهم السبب الرئيسى وراء تدهور شعبيتة وتبقى كلمة لابد منها، وهى أننا نريد فى المرحلة القادمة، أن يدفع الحزب الوطنى بأى مرشح فى أى انتخابات وهو يضمن 100% بأن الحزب بكل تشكيلاته سيقف وراء مرشحه ويكون الولاء أولا وآخِرا للحزب وليس للنواب أو غيرهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة