صدر حديثا عن دار الشروق كتاب "الأمثال العامية المصرية" للباحث أحمد تيمور باشا.
يعد هذا الكتاب واحدا من أمهات الكتب التى تحمل صفة الإتقان إلى جوار الريادة، حيث جمع تيمور ما يزيد على ثلاثة آلاف مثل شعبى مصرى هى خلاصة ما جمعه عبر السنوات من تعبيرات شاعت على لسان المصريين فى عصره وقبله.
وظل هذا القاموس المرجع الأشهر والأوسع عن حياة المصريين وكلامهم وعاداتهم وتقاليدهم بل وطرق تفكيرهم، وفضلا عن خفة الدم الممتعة فى روح الأمثال وكلماتها، وما تحمله من حنين إلى حكمة الآباء والأجداد، فالشروح المختصرة المفيدة التى وضعها تيمور كانت خير مساعد على فهم الكنوز التى تتضمنها الأمثال.
ومن عينة الأمثال التى ضمنها تيمور فى الكتاب مثل الوارد فى فصل " العين" والذى يقول " عدوتى وعملت مغسلتى" وكتب تيمور فى شرحه " هو على لسان أنثى ويضرب للشماتة العظيمة لأن العدوة إذا تولت غسل عدوتها فقد شهدت موتها وزيادة.
ويلى هذا المثل آخر يقول : عدو قريب ولا حبيب بعيد، وهو المثل الذى يضرب فى تفضيل القرب على البعد، ولو أن القريب عدو، وهو من المبالغة والمراد منه أنه ربما عطف عليه وساعده فى بعض شئونه.
أحمد تيمور باشا المولود عام 1817 ورحل عام 1930، باحث مصرى ورائد تنويرى وموسوعى من طراز رفيع، درس على يد الشيخ محمد عبده، وآمن بأفكاره، ورغم أنه أفنى حياته فى البحث والتنقيب ، فقد كان حريصا على عدم نشر كتبه أثناء حياته وهو ما دفع أحمد لطفى السيد إلى تشكيل لجنة لنشر أعماله بعد وفاة تيمور، والتى تنوعت فى التاريخ واللغة والتراجم، والفقه الإسلامى إضافة إلى قاموسه الفذ فى كلمات العامية المصرية، وتاريخ التصوير والموسيقى والهندسة والفقه عند المسلمين.
