دائماً ما طالبت بأن «تحذو» الأندية المصرية حذو معظم الأندية الأوروبية فى الآونة الأخيرة بإعطاء الفرصة إلى «كوادر» تدريبية صغيرة فى السن، فكان البعض يُصدق على كلامى، وكان البعض الآخر يعترض مؤكدين أن هذا لا يمكن تطبيقه فى الدورى المحلى خاصة مع ناديى الأهلى والزمالك اللذين يجب أن يكون مدربهما «خواجة» أجنبيا ذا باع كبير مع «الساحرة المستديرة»..
الأيام مرت.. وبطريقة أو أخرى وجدنا حسام البدرى مع بداية الموسم الجارى على رأس الجهاز الفنى للأهلى وذلك بعد رحيل البرتغالى «العجوز» مانويل جوزيه لتدريب منتخب أنجولا فى المونديال الإفريقى، وبالفعل هى تجربة مفيدة - من وجهة نظرى - رغم النقد الذى يعانيه البدرى فى الفترة الأخيرة لتنفيذه تجربة هدفها الأساسى البحث والفرصة لاكتشاف بعض النجوم الجدد فى ظل ما يعانيه الفريق الأحمر من النقص العددى بسبب الإصابات، والبحث الدؤوب له لإراحة بعض اللاعبين الكبار المنهكين من تلاحم المواسم وأعتقد أن هذا التفكير الإيجابى ستظهر نتائجه خلال المواسم المقبلة.
فى تجربة مشابهة.. وجدنا حسام حسن ينجو بالزمالك من «الغرق» ويقوده من منطقة المؤخرة فى جدول الترتيب إلى المنافسة على اللقب، بعد أن صعد به إلى المركز الثانى خلف الأهلى «المتصدر».. وبث حسام روح العزيمة والإصرار لدى لاعبيه حتى عادت الانتصارات الواحد تلو الآخر، وهو ما جعل لسان حال الجميع من محبى ومشجعى «القلعة البيضاء» يتساءلون.. لماذا وقفنا طوال السنوات الماضية أمام «الفسيخ»..؟! ونقول: «نصبر إلى أن يتحول لشربات»، فى إشارة واضحة إلى تأخر مجلس الزمالك فى التعاقد مع حسام والإصرار على المدرسة الأجنبية رغم أنها أثبتت فشلها داخل الزمالك فى السنوات الأخيرة وتحديدا ًفى التعامل مع اللاعبين المصريين.
ليس معنى كلامى أو وجهة نظرى أن يتم إلغاء الاستعانة بالمدربين الكبار ويصبحون مثل «الخيول» حينما يكبرون فى السن يتواجدون على «الرف» انتظاراً لرصاصة الرحمة.. فيجب أن يكون لهم تواجد كبير على الساحة حتى يكونوا المثل الأعلى للشباب الذى يجب أن يتعلم من خبرتهم العامرة بالتجارب.. كما أننى لست أدعى بأنى «مُنجم» حتى أتوقع نجاح مثل هذه التجارب، ولكن دورة الحياة يجب أن تكون متجددة لأنه لا يبقى شىء على حاله فى الدنيا.. فمن المتعارف عليه أن هناك ظاهرة تسمى «الإحلال والتجديد» فى التدريب والإدارة وجميع المجالات الحياتية فى العالم كله..
التجربتان الخاصتان بالحسامين جعلتا مسابقة الدورى فى الموسم الحالى ذات مذاق خاص.. فعلى الرغم من تربع الأهلى على العرش إلا أن المنافسة شرسة فى ظل الطموح الذى زرعه حسام حسن فى لاعبى الزمالك، وما يزيد من حدة المنافسة هو تواجد الإسماعيلى داخل «الحلبة» بالرغم مما يمر به من مشاكل وأزمات إدارية و«تهرب» اللاعبين والتى كان آخرها ما حدث من عصام الحضرى حارس مرمى الفريق والمنتخب الوطنى بعزوفه عن اللعب، وبالطبع أختلف معه كثيراً فى هذا الموقف لأنه لاعب كبير ويجب أن يكون قدوة ويتعامل مع الموقف باحترافية ويبحث عن حلول ودية بعيدة عن الملعب للحصول على حقه كما يقول، خاصة أن ذلك يعود عليه بالسلب فى النهاية.. ولكن الذى أستغرب له فى ظل هذه المنافسة هو عدم قدرة بتروجيت على الاستمرار فى البقاء وسط الكبار والتراجع فى الدور الثانى كما هو معهود عنه فى الموسمين الماضيين.
التحكيم.. مازال يثير الجدل ويوماً بعد يوم نجد دخول العديد من الأندية فى صراع مع لجنة الحكام، بكل تأكيد يجب عدم الدخول فى مهاترات مع التحكيم من جانب الأجهزة الفنية والإدارية للأندية، لكن فى الوقت نفسه لابد أن يسعى مسئولو لجنة الحكام إلى وقفة حاسمة فى هذا التوقيت تحديداً لتفادى كثرة الأخطاء التى طرأت فى الآونة الأخيرة وذلك منعاً للقيل والقال مع احتدام المنافسة فى القمة والقاع..
فاصل أخير
حينما أمسكت بقلمى لكتابة مقالى.. كان هناك حدث هام فى اتحاد الكرة المصرى يدور فى الأفق بزيورخ أمام لجنة الاستماع فى الفيفا للتحقيق فى أزمة مصر والجزائر الشهيرة بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال كأس العالم، إلا أننى رفضت التطرق للكتابة فى هذا الموضوع لأن الجميع يعلم أنه لن يحدث جديد، وفى حالة صدور عقوبات ستكون عبارة عن غرامات مالية لا أكثر.. واكتفيت بالانتظار لحين حدوث شىء يستحق التحدث عنه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة