ما يحدث حالياً من خلال التنافس بين ناديى الأهلى والزمالك على لاعبى الفريقين ليس بجديد على الساحة الكروية.. لكن السؤال الذى يطرح نفسه هل هى ظاهرة صحية فى هذا التوقيت بين الناديين الكبيرين؟!.. أم أنها مجرد نزوة صراعات وخلافات بين لجنة التعاقدات بالقلعة الحمراء وبين التوأم حسام وإبراهيم حسن اللذين يسيطران على جميع الأمور المتعلقة بالفريق الكروى الأول لكرة القدم داخل جدران القلعة البيضاء.
الإجابة عن هذا السؤال تكمن فى الرغبة الحقيقية لمسئولى ناديى القمة حول مدى الاحتياج للاعب بعينه لضمه إلى صفوف فريقهم، فهل يكون ذلك على حسب رؤية فنية بحتة أم نكاية فى المنافس وضرب استقراره؟!.. أو استمراراً للعبة «القط والفأر»، أو على طريقة «عنتر ولبلب»، وإن كنت أرى أن الخيار الأخير هو الأقرب للحقيقة وأرض الواقع.
وإذا رصدنا قراءة سريعة حول مايثار فى الفترة الأخيرة على سطح الأحداث مع قرب نهاية الموسم والدخول فى فترة الانتقالات الصيفية التى دائما ما تكون بمثابة «سوق عكاظ» للعرض والطلب بين الأندية حول اللاعبين، نجد أن هناك حالة من التخبط تزداد يوماً بعد الآخر على الكرة المصرية وتحديداً بين علاقة الأندية ببعضها البعض فيما يختص بجزئية انتقالات اللاعبين.
وأبرز دليل على ذلك ما نطالعه على الصحف ومواقع الإنترنت والقنوات الفضائية حول دخول التوأم حسن فى مفاوضات جادة مع عماد متعب وأحمد بلال ومصطفى شبيطة وغيرهم من لاعبى النادى الأهلى، ونسمع بعدها أن إقدامهما على تلك الخطوة ليس إلا محاولة منهما لزعزعة الاستقرار داخل المنافس التقليدى، ونفس الأمر نجده على الجانب الآخر من جانب لجنة التعاقدات بالنادى الأهلى برئاسة عدلى القيعى مدير إدارة الاستثمار والتسويق و«مهندس» الصفقات الحمراء بالدخول فى مفاوضات مع شيكابالا وعبدالواحد السيد وأحمد مجدى، لتحقيق نفس الغرض، وذلك رغم علم الجميع بأن إتمام هذه الصفقات أمر شبه مُحال.
إن دل ذلك على شىء فبالتأكيد يدل على أن التوأم «معجونين» بالطريقة الأهلاوية بفضل الفترة الطويلة التى قضياها داخل جدران القلعة الحمراء حينما كانا لاعبين فى صفوف الأهلى قبل أن ينتقلا إلى الزمالك فى صفقة تعد هى الأشهر فى تاريخ الانتقالات بين الأندية المصرية، ويتضح ذلك جلياً إذا رجعنا قليلاً إلى الخلف، سنتذكر مافعله التوأم بعد انضمامهما للزمالك فقاما ببث روح العزيمة والإصرار فى نفوس اللاعبين، وأصبحا «تميمة» حصد البطولات البيضاء وانتقل آنذاك درع الدورى إلى الزمالك لمدة 4 مواسم، إلى أن تمر الأعوام ونجد التاريخ يعيد نفسه، ونرى إبراهيم يدير العملية الإدارية فى التعاقدات والسعى إلى ضم اللاعبين بنفس الطريقة الأهلاوية.
بطبيعة الحال وتطبيقاً للقواعد الاحترافية السليمة فهذا الأمر غير مقبول بالمرة، لأنه لايوجد فى عالم الاحتراف الحقيقى فى الدوريات الأوروبية أن تكون هناك نزاعات بين الأندية حول لاعب لمجرد العند فقط فى الغريم، فبالتأكيد توجد صراعات للتسابق للفوز بصفقة لاعب ما بين الأندية الأوروبية الكبيرة فى الدورى الإنجليزى والإسبانى والإيطالى، ولكن ذلك يكون وفقاً للاحتياجات الماسة لمجهودات اللاعب المُتنافس عليه، وهو أحد أهم أسباب تقدمهم فى إبرام الصفقات وتسويقها لأنهم يتعاملون مع كرة القدم على أنها سلعة يجب الاستفادة منها، أما نحن فمن المتعارف أننا مازلنا هواة ومايحدث خير دليل على ذلك.
فاصل أخير
لابد أن تكون الأولوية فى الفترة المقبلة للتغلب على العقدة القديمة بعدم القدرة على تنفيذ الفكر الاحترافى، فمنذ عام 1990 فترة صعودنا لكأس العالم، ونحن نبحث عن الاحتراف ولم نجده، وأصبحنا محلك سر بدون جديد، ومع كل انتصار للكرة المصرية ننادى بتنفيذ هذه الفكرة بحثاً عن العالمية.. لكن ما لابد أن نعيه ونستفيق منه أن الأمور لا تؤخذ بالتمنى وإنما وفقاً للخطط وأساليب علمية مدروسة بتنمية المواهب الكروية من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة.
خالد بيومى
«حرب الصفقات» الحمراء والبيضاء.. والتوأم «معجونين» بالطريقة الأهلاوية
الخميس، 25 مارس 2010 08:51 م