التفكير العشوائى للأطفال يتسبب فى تدهور أخلاقه

الجمعة، 26 مارس 2010 07:19 م
التفكير العشوائى للأطفال يتسبب فى تدهور أخلاقه الثقافة العشوائية وتأثيراتها على تفكير وسلوك الطفل
كتبت ياسمين عبد التواب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظم مركز توثيق بحوث آداب الطفل بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية أمس الخميس، ندوة بعنوان "الثقافة العشوائية وتأثيراتها على تفكير وسلوك الطفل المصرى".

حاضر فى الندوة كل من الدكتور عبد الستار إبراهيم استشارى الصحة النفسية بالجامعة الأمريكية، والدكتور فكرى العتر أستاذ علم النفس الارتقائى بكلية آداب جامعة القاهرة، وأدارت الندوة الدكتورة أسماء الجبرى أستاذ علم النفس النمو بكلية آداب جامعة عين شمس.

وأكدت الدكتورة أسماء الجبرى أن العشوائية أصبحت تسيطر على الأطفال بشكل كبير، فأصبحوا يتماشوا بطريقة عشوائية فى تفكيرهم وقراراتهم وحكمهم على الأشياء، مشيرة إلى أنه إذا كان تفكيرهم عشوائى فإن سلوكهم سيصبح عشوائيا أيضا.

موضحة إلى أن هناك نوعين من التفكير، وأولهما التفكير العشوائى والذى يتضمن عدة أنواع، منها التفكير الإيحائى وهو التفكير الذى يطفئ فيه الطفل صفة الحياة على الأشياء، والتفكير العاطفى وهنا العاطفة تتحكم فى تصرفات الأطفال، والتفكير الخرافى وهو لا يمت للواقع بصلة، وأحلام اليقظة، والتفكير التعصبى الذى يسيطر على الطفل عندما يتمسك بفكرة ما ويرفض الأفكار الأخرى، والتفكير بلا هدف وهو حالة تداخل الأفكار والانتقال من فكرة لأخرى دون أن تكتمل.

والنمط الثانى من التفكير هو التفكير المنطقى العقلانى والذى من سماته تحديد المشكلة وتحليلها ووضع الحلول والبدائل اللازمة لها ثم انتهاء بالتجريب.

وأضافت الجبرى أن التفكير العشوائى من أكثر نقاط الضعف التى يعانى منها أطفالنا، وذلك لأن الطفل الذى يفكر بشكل عشوائى تغرس فيه سمات سلبية كثيرة تؤدى إلى تدهور أخلاقه، وبالتالى تدهور أخلاقيات المجتمع بأكمله.

ووصفت سمات تلك الطفل بأنه طفل يتمسك ببعض الأفكار غير العقلانية والسوداوية والتى تكونت نتيجة تفاعله مع المجتمع والأسرة أو الإعلام، يجرد نفسه من الإيجابيات ويؤمن أنه لا يمتلك مزايا، ينظر إلى كل ما يحدث حوله على أنه كوارث، لا يتملك أفقا واسعا، يعتمد على الآخرين حتى يصبح شخصا متواكلا، ليست لديه القدرة على تحمل المسئولة، غير متسامح، يحمل نفسه مسئولية غير حقيقة لحدوث بعض الظروف.

وأضاف الدكتور عبد الستار فى هذه النقطة أن الطفل الذى يفكر بطريقة عشوائية هو الذى يميل إلى المبالغة والذى يقارن نفسه بالآخرين، والذى يريد أن يفعل كل شىء بنسبة نجاح 100 %، ودائما يتهم نفسه بالتقصير، ويعمم فشله فى شىء ما على حياته، وهو الطفل الذى يخمن أن الآخرين لا يميلوا له ويكرهونه.

وقارن عبد الستار هذا الطفل الذى يفكر بطريقة عشوائية بالطفل الإيجابى الذى يفكر بطريقة إيجابية بعيدة عن العشوائية الذى من سماته أنه متعاطف مع الآخرين يتفهم مشاعرهم، يتسم بالإبداع والنظر إلى الأمور بطريقة جديدة، يتحمل المسئولة، ويتصرف بسلوكيات تجعل شخصيته مزدهرة، مؤكدا أن التفكير الإيجابى من أفضل السبل للتحمل الصعاب.

مشيرا إلى أن التليفزيون له دور كبير فى تعلم الطفل التفكير الإيجابى فى حالة اتساق عناصر المواد الإعلامية بشكل متنوع ومن هذه المواد الصوت والصورة والقصص والأغانى والرسم والحيوانات والمعلومات.

وأكد الدكتور فكرى العتر أن التخبطات الثقافية والاجتماعية تؤثر على سلوكيات الطفل سواء بالسلب أو الإيجاب، مشيرا إلى أنه كلما انتعشت الثقافة المحلية كلما ازداد ثراء ثقافة الطفل، موضحا أن العشوائية عند الأطفال لا تبدأ والطفل على أرض الواقع وإنما تبدأ وهو جنين فى بطن أمه، مضيفا أن الأسرة لابد أن تدرك أن الطفل يتغير لأنه نسق مفتوح، قادر على الاختيار، وقادر على التعلم.

مؤكدا أنه يمكن مواجهة التفكير العشوائى عند الأطفال بإقامة الحوار بين الأسرة وبينهم، وزيادة الارتباط بهم، مؤكدا أن الأسرة هى التى أخرجت نفسها من دائرة اهتمام الأطفال، قائلا: "إحنا اللى خلينا أطفالنا يخرجونا من حياتهم لأنهم تعبوا من التعامل والنقد القاسى والمقارنات التى لا معنى لها"، مشيرا إلى أنه لا يوجد دولة فى العالم ولا دراسة علمية تقول إن أطفالهم أذكى أطفال العالم كما يحدث فى مصر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة