◄◄اجتماع سرى بين ممثلين عن «المركزى للمحاسبات» وأمين التنظيم ينتهى بالاتفاق على عدم إحراج الحكومة أمام المعارضة قبل الانتخابات المقبلة
البيان الذى ألقاه المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات يوم السبت الماضى أمام مجلس الشعب، متضمنا ملاحظاته حول الحساب الختامى لموازنة 2008/2009، جاء خاليا من أى أحكام سياسية مثل وجود أزمة ثقة بين المواطن والحكومة، وهى العبارة التى أطلقها الملط خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالمجلس منذ شهرين، وأثارت غضب المهندس أحمد عز أمين تنظيم الوطنى، وجعلته يقول إن هذا خارج عمل الجهاز واختصاصه، وإن الأحكام السياسية يطلقها النواب فقط، وأن الجهاز الرقابى يجب أن تكون أحكامه قاطعة ومحددة.
لهجة خطاب الملط أوضحت نجاح خطة عز، حيث جاء البيان هادئا ومفتقدا النكهة التى كان الملط يضعها فى عباراته وملاحظاته، وابتعد فيه عن تقسيم ملاحظاته إلى إيجابيات وسلبيات، ورغم قوة انتقادات وملاحظات البيان للحكومة، فإن اختفاء اللهجة الجريئة جعلها تبدو فى صورة عادية.
مصادر مطلعة أكدت لـ«اليوم السابع» أن هناك اجتماعا تم عقده يوم الأربعاء الماضى بين ممثلين عن الجهاز المركزى وأمين تنظيم الوطنى، اتفقوا فيه على عرض البيان بلغة أهدأ وعدم إطلاق أحكام سياسية، قبل الانتخابات التشريعية القادمة، لأن الحزب لن يقبل الحديث عن اختفاء الثقة بين الحكومة والشعب، حتى لا تستخدم المعارضة هذا الحكم للمزايدة به على مرشحى الوطنى.
نواب المعارضة لم تعجبهم نبرة المستشار الملط، وهاجموه للمرة الأولى، واصفين البيان بالمكرر، والمتوازن، ومتهمين الملط بالرضوخ للحزب الوطنى وبنجاح لجنته فى تسييس البيان.
النائب المستقل الدكتور جمال زهران، أكد أن بيان المستشار جودت الملط هذا العام هو الأقل حدة فى البيانات التى ذكرها على مدى الدورات الخمس، وقال إن البيان كان «مسطحا»، وبعيدا عن المنهج السابق فى فصل الإيجابيات عن السلبيات، بل إن الملط عندما كان يذكر سلبية كالتى ذكرها فى حجم الدين العام الداخلى، والتى اختلف فيها مع ما قاله المهندس عز، وجدنا الملط يقول: «ليسمح لى أخى وزميلى المهندس أحمد عز بأن أختلف معه» واعترض زهران على هذه اللهجة قائلا: نحن لا نتحدث عن علاقات شخصية، وإنما عن علاقات رسمية، فالجهاز المركزى للمحاسبات هو عين مجلس الشعب فى الرقابة على المال العام.
وأشار زهران إلى أن الملط كان يقفز على السلبيات، وجاء بعضها معمما، مما يؤكد أن أحمد عز ولجنته نجحوا فى استيعاب غضب الجهاز، وفى تسييس لهجة الملط و«تنعيمها»، بحيث لا يغضب الحكومة ولا أحمد عز ولا المعارضة.
وانتقد زهران عدم إحالة الجهاز أى مسئول كبير أو وزير إلى النيابة، رغم إحالته مسئولين صغارا، مشيرا إلى أن تقارير الحساب الختامى للجهاز تضمنت مخالفات تتعلق بإهدار المال العام بالمليارات فى المشروعات والقروض.
اللواء ماهر الدربى رئيس لجنة الإدارة المحلية، قلل من جدوى بيان المستشار الملط، وقال إن الحكومة تصم أذنيها، وتغمض عينيها عن الانتقادات. وهو ما اتفق معه النائب الإخوانى الدكتور إبراهيم الجعفرى، واصفا تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات على مدى الدورات الماضية بأنها مكررة فى العديد من الملاحظات، مثل الخاصة بالمشروعات وتعثرها والقروض والمنح، مضيفا أن هناك ملاحظات سكت عنها الجهاز، مثل المعونة الأمريكية، وحسابات الوزارات السيادية ومؤسسة الرئاسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة