إبراهيم ربيع

هل ينتبه أحد الكبار.. ويصطاد «الثعالب» من الجبلاية؟!

الجمعة، 26 مارس 2010 02:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سأل الناس كثيرًا وطويلاً عن أسباب التحول فى العلاقة بين الكرة المصرية والجزائرية، ولا نقول العلاقة بين البلدين لأنها أكبر بالتأكيد من نزاع على مباراة أو أحداث صاحبتها، ولم يعرف أحد الإجابة ولم تصدر من أصحاب الشأن مبادرة لتعريفنا وإعلامنا بالأسباب.. وظل الناس يستقبلون المعلومات دون اهتمام أو اكتراث بما يمكن أن تنتهى إليه العلاقة لأن الحدث الرئيسى الذى شغلهم انتهى بقسمة إلى حد ما عادلة.. الجزائر ذهبت إلى مونديال 2010، ومصر أحرزت اللقب الأفريقى، وفضح منتخبها المنتخب الجزائرى كرويًا فى أنجولا برباعية تاريخية.

إلا أن خبرًا نشرته الصحف يوم الجمعة الماضى عن رغبة سمير زاهر فى الترشح لرئاسة الاتحاد الأفريقى لفت انتباه العامة والخاصة، ولم يكن صعبًا اعتباره تفسيرًا رئيسيًا ومقنعًا حول سبب التحول.. لأن الكابتن زاهر النموذج الأمثل للرجل القادر دائمًا على خلط العام بالخاص اتخذ قرارًا منفردًا بأن يصالح محمد روراوة رئيس اتحاد الجزائر تحت مظلة عامة مقبولة للرأى العام وهى إعادة العلاقات بين البلدين بما يخدمهما معًا فى توابع الشكاوى المتبادلة الخاصة بمباراتى تصفيات كأس العالم، وبما يخدم اتحاد شمال أفريقيا، هذا الكيان العجيب الذى لا محل له من الإعراب ولا قيمة حقيقة له سوى أن يوفر أدوارًا لهؤلاء العاطلين الشغوفين بالمناصب وما يصاحب ذلك من مصالح هى الغاية الأساسية لزاهر وروراوة معًا.

أى أن زاهر أراد خدمة مصلحة خاصة له بقيمة عالية وفى حجم رئاسة الكاف وبطموح مشروع للجميع، لكنه مر على هذا الطموح عبر «كوبرى» الرأى العام الرسمى والشعبى دون اعتبار لاستئذانه، وهو الذى تعاطف معه ووقف إلى جواره وهو يستجدى مصافحة من روراوة أمام ملايين مشاهدى التليفزيون وأمام رئيس دولة وكبار المسئولين ويفضحه روراوة ولا يمد يده فى إهانة لم يتعرض لها أى رئيس سابق لاتحاد الكرة المصرى.. لم تكن مصر فى حساباته بقدر ما كانت أحلامه الخاصة فى صميم طموحتاه التى دائمًا ما تدرس على أصول الإدارة، وهو بحكم نتائج المنتخب الوطنى أنجح رئيس للجبلاية وبحكم الواقع العام للكرة المصرية أفضل وأسوأ رئيس ليس لأنه شخص سيئ لأن من يعرفه يجده إنسانًا ودودًا و«ظريفًا» وابن بلد لكنه الأسوأ بين رؤساء اتحاد الكرة السابقين لأنه ترك لأعضاء مجلس الإدارة حرية إشاعة الفوضى وحرية إفساد حياتنا الكروية حتى أصبح الاتحاد مؤسسة تابعة وليست قائدة حسب ما يمنحها ذلك القانون ولوائح الاتحاد الدولى.

خطط سمير زاهر لمستقبله بعد الرحيل من الجبلاية وواتته الجرأه لكى يفعل ذلك بفضل نتائج المنتخب الوطنى التى جعلت الاتحاد والفريق فوق المساءلة، ومنحت المسئولين مزيدًا من حرية صناعة الفوضى الخلاقة دون خوف من اللوم أو الانتقاد.. فأى من أصحاب هذه الإنجازات لم يعد يتردد فى أن يتصرف كما لو كان يتصرف فى بيته ويتحدث باسم أولاده دون تردد أو خجل بحكم أنه مفوض بالحديث عن أسرته والتحكم فى شئونها.. ولانعرف إن كان بقدراته الشخصية «الثعلبية» قد جر القيادات الرسمية إلى مخططه مقنعًا إياهم بأنه يصنع شيئًا لمصر، وهو بالطبع يكفيه أن يقنع الرأى العام الرسمى فلا حاجة له للرأى العام الشعبى فهو بلا قرار حتى لو كان بمشاعر وأحاسيس.. المهم أن ينال الرضا من الأسياد الذين يتحكمون فى مصيره.

ومن أبرز المصائب التى حلت علينا بعد الإنجاز العظيم للمنتخب الوطنى هو هذا الانسلاخ التام لمنظومة إدارة الكرة فى مصر عن واقعها وعلاقتها بالبيئة المحيطة.. فتطورت الجرأة إلى بجاحة ولم تعد هناك حاجة لوسائل الإعلام كما كان كل مسئول فى الجبلاية أو فى المنتخب ينتظر بشغف أن يستقبل اتصالاً هاتفيًا من صحفى أو إعلامى.. تغير الحال وأصبح الوصول إلى هؤلاء نوعًا من المستحيل.. لم يعد يعنيهم الصحافة ولا التليفزيون لأنهم أصبحوا فوق مستوى القلق من منظومة الإعلام.. والأكثر بجاحة أن تتابع الأنباء عن «عزومات» ودعوات خاصة من مشتاقين لمقاعد البرلمان لأعضاء الجهاز الفنى والحديث عن مكافآت ليس لها ما يبررها سوى استثمار المنتخب فى منافع خاصة، وهذا لا نسمع عنه فى أى مكان فى العالم.. هناك متاجرة علنية باسم المنتخب ولم أستغرب ما سمعته عن شروط وضعها الجهاز الفنى لكى يلبى دعوة جمعية مصرية فى الخليج وهى شروط مالية.. هل هذا معقول؟!
وهل كان مجدى عبدالغنى وحازم الهوارى قادرين على محاربة محمد حسام رئيس لجنة الحكام بهذه الفوارق قبل كأس الأمم.. لكن هى البجاحة والسباق نحو استثمار فرصة رضا الناس عن المنتخب قبل أن يفيق الجميع فى وقت لاحق ويبدأوا فى طرح الأسئلة الصعبة ومحاصرة الفساد والفوضى.. فهل ينتبه أحد الكبار القريبين من كرة القدم المصرية لاصطياد «الثعالب» التى بدأت تسيطر على الجبلاية؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة